عين على فلسطين

عندما ينقسم الشعب الفلسطيني إلى سبعة أطياف

الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب على وجه الأرض تنوعًا وتأثيرًا، يحمل مزاجية يحار العالم من حوله في التعاطي مع أطيافه؛ وما يجري على البعض قد ينسحب على الكل، وبالتالي ليس غريبًا أن يبجلَ باكستانيٌّ فلسطينيًا زاره ويزدري كويتيُّ غزياً حل عليه ضيفًا..

بعيدًا عن التوجهات السياسية والأحزاب والحركات الثورية، قريبًا من القضية وحمل الهم والرسالة فإن أطياف الشعب الفلسطيني لا تزيد عن عدد أيام الأسبوع:

البائعون لقضيتهم:

المتنازلون عن هويتهم المنسلخون من آدميتهم، الذين يتنفسون عبق الأرض الطاهرة ويزفرون الأنفاس سُمًا يُودي بأرواح من حولهم، يعيثون في الأرض فسادًا ويزعمون أنهم المصلحون وهم للسفاهة أقرب، ومثالهم العملاء والخونة، أُعدم منهم المئات بعدما تسببوا في اغتيال الآلاف، ورغم ذلك مازالوا في غيهم يعمهون..

المفرطون في حقهم:

التائهون في دهاليز السلام ومتاهات الاحتلال، يحملون شعارات تلو أخرى، أولئك من الأخسرين أعمالاً الذي ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، باعوا الوطن منذ زمن، وتركوا القضية ونسوا بلادهم ربما هاجروا وربما مازال يقطن بعضهم فيها، لا يعرفون الأسرى ولم يسمعوا عن المسرى وليس لديهم استعداد للحشد ولا النصرة، ولو مر طيف واحدٍ من الثوابت في نشرة الأخبار رأيت امتعاض وجوههم وتكدر سحنتهم؛ لذا طالما وُجد هؤلاء لا يحق لنا أن نلوم عربيًا يُدعى لنصرة أهل فلسطين

فيقول: “الفلسطينيون هم من ضيّع القضية”..

الجاهلون دورهم:

وهم جمع غفير كالغثاء، يظنون العيش لهو ولعب، وأكل وجماع، ورقص وطرب، لا يرون أبعد مما تحت أقدامهم ويظنون بمن خالفهم سوءًا مهما ادعى، تستهويهم الأجواء المتقلبة، وأمزجتهم هواء إن أحسن الناس أحسنوا وإن أساء الناس أساؤوا، وهؤلاء قد يكون فيهم خيراً لكنهم بحاجة لشراع يوجه دفتهم ويقوم مسارهم، يا ليتهم نسمع مناظراتهم في قضية الأسرى مثلما يفحمونا في معارك الريال والبرشا، يا ليتهم جادلوا العالم لاستعادة المقدسات مثل جدالهم لأجل حصة سولار أو بنزين أو موعد انقطاع الكهرباء.

المحاصرون في أوطانهم:

المطاردون في أرزاقهم، الصابرون على بلائهم، المحتسبون الأجر عند ربهم، همهم قوت يومهم، ولأن غيرهم نائم في بيته هم يعملون في مكانهم وربما مكان غيرهم، يجاهدون الدنيا وتغالبهم، تتناوب عليهم المصائبُ فتزيد من عزائمهم، أولئك عسى الله أن يثبتهم وأن يجازي صبرهم خيراً، والله لا يضيع أجر المحسنين.

المرابطون على الثغور:

المدافعون عن الحياض، الثابتون على المبادئ، أولئك السابقون السابقون لهم في كل يوم أجر لهو خير مما طلعت عليه الشمس وأفضل من الحمر النعم، جنود مجهولون نعم لكننا نستلهم الأمان من عبق أنفاسهم وهم يذودون عنا الشرور وغدر العدوان، وهبوا حياتهم لأجل أن ينعم ذويهم..

الأسرى:

المغيبون في أقبية السجان، يخوضون معركة الكرامة بشعار الأماجد سنحيا كرامًا، وهبوا زهرة شبابهم، ورضوا بمكانهم خلف الشمس، ولا يملكون إلا أمعاءهم يجاهدون بها خاوية وكل ما يرجونه من أبناء جلدتهم تضامنًا يليق بجهادهم، ودعمًا يكافئ تضحياتهم، ومؤازرة تشد من عزمهم، فهم قادرون على انتزاع حقوقهم وحريتهم بإذن الله، وذويهم أمانة في أعناق من خلفهم حتى يجمع الله شملهم بهم، وعسى أن يكون ذلك قريباً.

الشهداء:

وهم الأكرم منا جميعًا قدموا أغلى ما يملك الإنسان لأجل قضية عادلة، فقهروا النفوس وبذلوا الأرواح ونالوا الجنان بإذن الله الواحد الديان، هم قضوا نحبهم ولهم الفخر، ونحن على آثارهم ننتظر، اصطفاهم المليك من بين كل البشر، وعلا ذكرهم بيننا حتى بعدما وريت أجسادهم تحت الثرى، فلا تكفي الكلمات لذكر مناقبهم..

ماذا عنك؟

عند الحديث عن البائعين لقضيتهم أو المفرطين في حقهم أو الجاهلين لدورهم أو المحاصرين في أوطانهم أو المرابطين على الثغور أو ذوي الأسرى والشهداء يتبادر السؤال جلياً:

أين تصنف نفسك بين هؤلاء؟

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا على الموضوع .
    الحقيقة دائما مؤلمة و ربما يحتاج الانسان الى ضربة كي يستيقظ من سباته بالنسبة لنا نحن العرب تعودنا ان نصحوا بعد تلقي الضربات من اعدائنا و ليس قبل ذلك, اما سؤالك اين تصنف نفسك؟ فلن تجد له اجابة لأن مثل هذا السؤال لايجيبه الانسان الا بينه وبين نفسه ربما يكون ذلك مقدمة للتغيير والبحث عن الاخطاء و معالجتها وهذا يسري على كل الأطياف التي ذكرتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى