عين على فلسطين

يا شعب الجبارين.. كل نكبة وأنتم لاجئين

معرض النكبة العودة موعدنا

سنحتفل بذكرى النكبة كل عام حتى ييأس اليهود من بقائهم جاثمين فوق صدورنا ويرحلوا عنا..

سنرقص الدبكة الشعبية مع كل ذكرى حتى نزلزل كيان الغاصب وندك عروشه بركلات أقدامنا الغاضبة..

سننسج بيوتاً من شَعَر وخياماً من قماش في كل محافظة ومدينة كلما نهب المستوطنون آلاف الدونمات وبنوا فوقها المستعمرات لنؤكد لهم تجذرنا وتمسكنا بأرضنا..

سنخبز الطابون ونأكل المفتول ونوزع أغصان الزيتون؛ لنبرهن للعالم أننا لفلسطين عائدون، طالما بقي عندنا شيء من الزعتر وشتلات من الزيتون..

سنغني “أوف” و”عتابا” ونسامر الخلان في الدّحيّة ونرتدي الملابس التراثية ونربي أبناءنا على هذه المعالم الوطنية التي بها نستعيد الأقصى ننعم بالحرية..

سنصنع المفاتيح الكبيرة ونربطها بأوراق الكوشان المهترئة ونسلمها لأحفادنا محفوفة بالوصية، لا تفتحوا الورقة ولا تقرءوا الوصية حتى ولو زعموا أنهم قد صنعوا حلاً للقضية..

سنُعلّم أطفالنا بدءَ العد من الستين، وفي اليوم الخامس عشر من مايو في كل عام يحتفلوا برقم جديد يضاف للستين، ويرسموا جانبه خارطة فلسطين ومعها المفتاح رمز العودة وبعضاً من صور اللاجئين..

سنقولها في وجه العدوان ولن نهاب المنية: نحن اللاجئون نرفض كل حلول التوطين، تباً لكم سنبقى رغماً عنا وعن أنوفكم لاجئين، حتى وإن رحلتم عن أرضنا سنبقى لاجئين، وإن عدنا لأرضنا سنبقى لاجئين، هذا شعارنا ليوم الدين..

نعم هذا ديدن بلادي كل عام، في ذكرى النكبة وضياع فلسطين تحتفل، في أسود يوم مر في تاريخها تجتمع، ليس هذا فحسب بل يبرق أبناؤها رسائلَ التهديد على رائحة قهوة البكرج للكيان طيلة أيام الاحتفال بأنهم حتماً عائدون، ومن الخيمة التراثية يرسل المسئول وعيده، ويصفق الجميع لتنديده، وتُرفع الأعلام، وتزين المكان ملابسُ النساء أيام البلاد، ويأتي الجمل محملاً بالأطفال وخبز الصاج يليه الحصان مزركش الرقبة والأرداف يعتليه فارس ملثم يتوشح الخنجر وعلى جنبه سيف أصيل، ويهتف الكل: الموت.. الموت لإسرائيل..

————– فاصل معلوماتي ————–

حسب مركز الإحصاء المركزى الفلسطيني:

– سيطرت إسرائيل خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة
– ودمرت 531 قرية ومدينة فلسطينية
– ارتكبت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين
– أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطينى خلال فترة النكبة.
– طرد ما يربو عن 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين
– تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية
– جاءت لنا النكبة بنكبة أكبر تدعى وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بدعوى غوث لاجئي نكبة 1948 بتوقيع “المحروسة” الأمم المتحدة

مشاعر ملتهبة قمة في الحماسة والأصالة، حتى ينفض الجمع، ويُطوى القماش، وتوقف الأهازيج، ويعلق الخنجر جانب السيف على رف عتيق في صالة المتحف، وينام الجمل، ويربط الحصان لعربة يجرها في الأسواق، ويوارى مفتاح العودة الكبير بانتظار عام قادم من النكبة وأحزان اللاجئين..

شكراً لكم سادتنا على المهرجانات والاحتفالات وأجمل الأوقات والصور التذكارية مع بقية الشعب والرعية في ذكرى النكبة الذي يوافق احتفال الأعداء بذكرى إعلان قيام الدولة اليهودية إسرائيل..

حقوق الصورة: عطية درويش ألبوم معرض العودة موعدنا

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هو الإحتفال بخد ذاته لمجرد الإحتفال غير مقبول .. لكن أحياناً متل هيك فعاليات بتكون مطلوبة للتذكير وتعليم الأجيال الجاية إنهم يحتفظوا بهاد الحق بعيداً عن الإحتفالات الصاخبة والتهريج الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .. مشكور أخ خالد على هاي التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى