سياسة

لماذا صفق الناس في الجمعية العامة بالأمم المتحدة؟

الأمم المتحدة في جلسة التصويت على منح فلسطين صفة مراقب غير عضو

خلال فترة الاستراحة قبل جلسة التصويت على قرار الأمم المتحدة بانضمام فلسطين كمراقب غير عضو، جمعتني الأقدار في الكافتيريا بمترجم فلسطيني متقاعد صاحب 37 سنة خبرة في العمل بالأمم المتحدة.. وتدفق الحديث بيننا شلالاً بلا مقدمات، وكان مما قاله:

“محاولة عباس هذه أقرب للحركة اليائسة لنيل شرعيته هو، لا شرعية فلسطين، كما أننا لا نرى فيه حين يتحدث حماسة (نيلسون مانديلا) ولا (المهاتما غاندي) ؛ لأنه لا يتكلم بلسانه بل مدفوع لقول ما يقول، أبو مازن ليس مدعوماً من إيمان نضالي عميق بداخله”

ما يسعى له فريق عباس ليس اعترافاً بفلسطين ولا حتى عضوية في الأمم المتحدة بل صفة مسخ تضاف كنكسة جديدة لنكسات الشعب الفلسطيني.

“مشكلة القيادات الفلسطينية أنها ليست صلبة فيما يختص بنزاهتها، وما يفعله الساسة هو سعي لتحقيق مكاسب وأمجاد شخصية”

هناك مواقف مخزية من سياسيي السلطة الذين يبذرون أموال الدعم على رفاهيتهم وتنقلاتهم بين الفنادق ذوات النجوم الخمس، بل ويقيمون الاحتفالات والمهرجانات والمعارض بدعوى التضامن مع الشعب الفلسطيني.

“دُعيت أكثر من مرة لمثل هذه الفعاليات ولكنني لم ألبِ أياً منها، وفي مرة سأل متبرع أوروبي رفيع المستوى أحدهم: هل تُدفع فاتورة هذا الفندق من المال الذي قدمناه لكم للسلطة لدعم الشعب الفلسطيني؟”

“ما يجعلنا نندم كشعب بعد تأييدنا لكل قرار يتخذه هؤلاء الساسة، أن ما يجري من مؤامرات تحت الطاولة لا نكتشفه إلا مؤخراً بعدما يُعيد قضيتنا للوراء مئات السنين، أوسلو مثالاً”

“خلال معاصرتي لهذا المكان أجزم أن الذي يحكم هنا هو القوة وليس العدل، لا خلاف على شرعية قضية فلسطين، لكن القوة هي التي تصنع القانون، والقوي في هذه المعادلة هو إسرائيل وأمريكا في ظهرها”

“فقدت إسرائيل 900 جندي في حربها مع لبنان؛ لذا لم تستمر في شرعنة وجودها في جنوب لبنان، بل بيّضت السجون ورسمت الحدود حسب رؤية صاحب القوة، فالحقوق لا تُستجدى بل ينتزعها القوي ويجبر العالم على تقبلها”

ولكن إسرائيل تعارض:

سألته: عفواً.. لكن لدي تسريبات تؤكد أن معظم الدول الأوربية ستدعم – بعد قليل – قرار الأمم المتحدة في حين أن أمريكا وإسرائيل من أبرز المعارضين له، فكيف تعارض إسرائيل على قرار يصب في مصلحتها؟

“ما يدار خلف الكواليس من اتفاقات وتفاهمات لا تستوعبه العقول المباشرة ولا يدركه أصحاب النوايا الطيبة، حصلت الدول الأوربية على ضمانات من السلطة وتنازلات لن نعرفها إلا مع التنازل القادم، ولو كانت إسرائيل تعارض لما وافقت على خروج عباس لأمريكا أصلاً، المعارضة إنما هي من باب التلميع وإظهار أهمية القرار، ومن المؤكد أن ممثل إسرائيل سيتحدث عن الجرائم الفلسطينية والانتهاكات بحق بلاده ويستغل هذه المناسبة لتشويه صورة فلسطين والشعب الفلسطيني في خطابه للعالم، وعند انهزامه سيظهر كأنه الضحية المنبوذة في الشرق الأوسط من كل من هم حولها، فلو كان فعلاً يعارض لما حضر جلسة التصويت أساساً”

وحتى تتأكد من أن الاتفاق أبرم والتنازل تم، راجع المؤتمر الصحفي للسفير الفلسطيني رياض منصور قبل الجلسة بيومين واسمع حديثه عن اليوم التاريخي المشهود، والاحتفال بهذا النصر العظيم، وتفاؤله باكتمال النصاب بعدما ضمن اللوبي الأوربي كاملاً لجانبه.

باختصار هي الطريق الوحيد – من وجهة نظرهم – لحل الأزمة الحالية، صعب عليهم الاعتراف بفشل المفاوضات، صعب عليهم الاعتراف أنهم فشلوا في تحقيق أي إنجاز للشعب، ولن يتركوا هذه المقاعد بلا وهم دبلوماسي كبير ، ومسمى معمّى يجهل كنهه المستمعون، ولكن بعد هذه العضوية المسخ ليس من المستبعد أن يتنحى أبو مازن كرجل صنع التاريخ وتنحى.

عباس يدرك أن دخوله في أي انتخابات قادمة ليس في صالحه ولا صالح حركة فتح التي قوّض أركانها أكثر من مرة وشوّه معالمها وهتك عرض رسالتها إرضاءً لإسرائيل وأمريكا دون جدوى”

التصفيق للقوة:

“لكن للأسف هم يمضون في غيهم القديم..
كنت آمل أن يتنحى كل هذا الطابور ويترك المجال لآخرين أيديهم نظيفة..
شباب يديرون المعركة بحكمة وعلم..
فالقوة هي التي ستحكم ومعيار القوة بمقدار علم الشعوب وما تقدمه لطلاب العلم من ميزانيات..
كفانا تصفيقاً لمهاترات الساسة وبطولاتهم الزائفة”

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كلامك غير مقنع نهائياً… أروجك فكر مليون مرة قبل كتابتك لهكذا مقالات… لأنك تضحك على نفسك.. قبل أن تغش الآخرين…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى