عين على فلسطين

لماذا فشل مؤمن شويخ ستايل في شو يعني لحمة؟

مؤمن شويخ شاب عصامي، وفنان موهوب نحت في الصخر حتى يظهر كمؤثر وصاحب رسالة فنية واضحة، سلك العديد من دروب الفن ليصبح نجمًا، منها المسرح والكاميرا الخفية والمقابلات المباشرة، لديه قدرات فنية عالية وموهبة فطرية لم تصقلها الدراسة بقدر ما وجّهت دفتها محاولات التجربة والخطأ.

(أوفر) يعني إبداع؟

يعرف مؤمن فن المسرح والدراما لذا تراه في أعماله يأخذ كل ما يقدمه لتلك الزاوية، سواء كان يستدعي ذلك أو يتنافى معه، حتى طريقة تعامله مع معارفه وأصدقائه تغلب عليها طبيعته الدرامية.

يجده بعض الناس مغرقًا (أوفر) في الانخراط في الحدث، لكنه يرى أن هذا عين الإبداع، لأنه أساسًا يعتمد في توصيل رسالته على اختيار المواضيع الصادمة، وعمله قائم على الاندماج في الحدث لحد بعيد.

حلقة الموسم

في حلقة الكريسماس ربما جاءته الفكرة متأخرة، وأراد أن يخرج بهذا العمل في بداية العام، والشاهد على ذلك ضعف الترجمة الإنجليزية الحرفية للحلقة، وتلمس ذلك أيضًا في التشتت الواضح في الفقرات وهرولته بين أزقة المخيمات بحثًا عن قصة أو قصص لا رابط بينها يجمعها إلا شخصية (سانتا كلوز).

شو يعني لحمة؟

هو أراد شيئًا صادمًا وسيف الوقت يطارده، هو أراد أن يخرج العمل للنور ليلحق الموسم، فكانت إجابة الولد (سواء كانت تمثيل أو حقيقة): «شو يعني لحمة؟» الشرارة، مؤمن يوقن أن مثل هذه الرسالة الصادمة قد تفيد هذه الأسرة في المجتمعات العربية؛ لأنها صعبة التصديق والقبول في بلد كغزة.

في غزة عندما يُجري المراسل مقابلة مع طفل صغير يسأله عن بيتهم الذي قصفته قوات الاحتلال يضحك قائلا: «قصفوه اليهود وجابوه أرض أرض.. هههه»

يعتبر مؤمن أنه لولا ردة فعله “الدرامية” لما حدثت هذه الضجة التي اعتبرها إيجابية، وأنه فعلا حصل على تبني كامل لهذا الطفل من عائلة تركية.

ردود الفعل:

أثارت الحلقة جدلاً كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أن المشهد – كما يعتقدون – مُبالغ فيه (أوفر)، لكن الحقيقة أن هذا ليس هو السبب الوحيد لانتقاد الناس والهجوم العنيف على مؤمن واللحمة والدراما، الحقيقة يا سادة أننا في غزة ومع طول الحصار مصابون بمرض غريب من نوعه، مرض حب إخماد الظهور، مرض نزع النجومية، أو سمه مرض «خلينا كلنا تحت اللحاف»، مرض شخّصه بشار بن برد في مطلع قصيدة له بقوله: ونُبئت قومًا بهم جِنّة يقولون من ذا وكنت العَلم.

مؤمن شويخ ستايل:

لا يدري أولئك الذين غردوا على هاشتاق #مؤمن_شويخ_ستايل أنهم زادوا مؤمن شهرة وشعبية، وأنه تفضل عليهم بأن كان مُلهمًا لهم من حيث لم يحتسبوا، وكل المقاطع المرئية التي صدرت تضاف لرصيده الفني لا ضده، وأنه أضاف للجمهور مصطلحًا ترفيهيًا يخلد باسمه، ونمطًا سيصبح أقرب للمثل الدارج ويرتبط ذهنيًا بمؤمن، وكل التغريدات التي انطلقت على هيئة:
لحمة!.. شو يعني لحمة؟
راتب!.. شو يعني راتب؟
وظيفة!.. شو يعني وظيفة؟
هي منتجات تزيد من شعبية و(تريند) مؤمن نفسه، في الخارج يدفع المشاهير أموالاً طائلة ليحصلوا عليها، واليوم قدمها له الشعب مجانًا.

«الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل» د. أحمد زويل

 

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى