سامسونج: من أول هاتف محمول إلى زعامة عالم الهواتف الذكية

عندما يُذكر اسم سامسونج اليوم، يتبادر إلى الذهن فورًا أحدث هواتف Galaxy S Ultra أو أجهزة الفولد المستقبلية. لكن القليل من المستخدمين يدركون أن مسيرة سامسونج في عالم الهواتف المحمولة بدأت قبل ظهور نظام أندرويد بزمن طويل، بل وشهدت إخفاقات وتجارب لم تكن مبشرة في بدايتها.
في هذا المقال، نستعرض تطور سامسونج من أول محاولة في عالم الاتصالات اللاسلكية، وحتى وصولها إلى قمة الصناعة العالمية.
المرحلة الأولى: البدايات المتواضعة (1985 – 1995)
◾ 1985 – محاولة فاشلة: هاتف SC-1000 للسيارات
كانت أول تجربة لسامسونج مع الاتصالات المحمولة عبر هاتف مخصص للسيارات باسم SC-1000. ورغم الطموح، فشل الجهاز تجاريًا بسبب مشاكل في الجودة والأداء، وهو ما دفع الشركة لإعادة تقييم استراتيجيتها التقنية.
◾ 1988 – أول هاتف محمول فعلي: SH-100
أطلقت سامسونج أول هاتف محمول حقيقي باسم SH-100، وكان أول هاتف يُصنع محليًا بالكامل في كوريا الجنوبية.
ورغم محدودية النجاح بسبب ارتفاع السعر وانخفاض الاعتمادية في بيئات الاستخدام القاسية، إلا أنه مثّل انطلاقة رمزية لبداية الدخول في سوق الهواتف.
◾ 1993 – الانطلاقة الحقيقية مع Anycall
مع إطلاق هاتف SH-770 ضمن العلامة التجارية الجديدة Anycall، بدأت سامسونج تجد مكانها في السوق الكوري.
وقد ساهمت التحسينات في الأداء والجودة ودعم اللغة الكورية في بناء ثقة المستخدمين.
◾ 1995 – السيطرة المحلية
في أقل من عامين من إطلاق Anycall، تمكنت سامسونج من الاستحواذ على أكثر من 50% من السوق المحلي للهواتف المحمولة في كوريا.
المرحلة الثانية: دخول الثورة الرقمية والأنظمة الذكية (2000 – 2010)
قبل أندرويد، ركزت سامسونج على تطوير هواتف تعمل بأنظمة خاصة بها أو أنظمة مثل Symbian وWindows Mobile، مع اهتمام متزايد بالكاميرا، الصوت، والمظهر الخارجي للهاتف.
◾ أبرز الابتكارات قبل أندرويد:
- D500 (2004): أحد أول الهواتف الداعمة لتقنية البلوتوث والكاميرا المتقدمة.
- SGH-U600 (2007): هاتف نحيف بواجهة مستخدم فريدة وشاشة AMOLED.
المرحلة الثالثة: الدخول في عالم أندرويد (2009 – 2012)
◾ 2009 – Galaxy GT-I7500: البداية الرسمية مع Android
كان GT-I7500 أول هاتف من سامسونج يعمل بنظام Android 1.5، ويأتي بشاشة AMOLED مقاس 3.2 إنش.
ورغم أنه لم يكن ثوريًا بمقاييس اليوم، إلا أنه مهّد الطريق لسلسلة Galaxy S.
◾ 2010 – إطلاق Galaxy S الأول
الهاتف جاء بتصميم أنيق، شاشة Super AMOLED، ونظام Android معدل بواجهة TouchWiz.
نجاح هذا الهاتف أثبت قدرة سامسونج على التنافس عالميًا في سوق بدأ يهيمن عليه iPhone.
◾ 2012 – Galaxy S3: نقطة التحول
مع إطلاق Galaxy S3، أصبح لسامسونج منافس حقيقي في السوق الأمريكية والأوروبية.
- تصميم عصري، دعم للمساعد الصوتي S Voice، شاشة 4.8 إنش، ومعالج Exynos القوي.
- باع الهاتف أكثر من 70 مليون وحدة حول العالم، في رقم يضاهي مبيعات iPhone 5 حينها.
المرحلة الرابعة: الهيمنة والابتكار (2013 – الآن)
منذ 2013 وحتى اليوم، حافظت سامسونج على موقعها الريادي في عالم الهواتف الذكية، عبر استراتيجيات تجمع بين الابتكار التقني والتنوع السعري والتوزيع العالمي.
◾ أبرز محطات سامسونج التقنية:
- Galaxy Note Series: أدخلت مفهوم القلم الذكي S-Pen، وأعادت تعريف فكرة “الهاتف الإنتاجي”.
- شاشات Infinity Display: قلّصت الحواف وقدّمت تجربة مشاهدة غامرة.
- الهواتف القابلة للطي: مع سلسلة Galaxy Z Fold وZ Flip، كانت سامسونج أول من قدّم هواتف قابلة للطي تجاريًا بإنتاج ضخم.
أسباب تفوق سامسونج واستمرارها في الريادة
- امتلاك منظومة إنتاج متكاملة: من الشاشات إلى المعالجات إلى البطاريات، تصنّع سامسونج معظم مكونات هواتفها بنفسها.
- الابتكار المستمر في الشاشات والكاميرات: رائدة في تقنيات AMOLED، وكاميرات الهواتف المتعددة.
- تنوع المنتجات والسلاسل: Galaxy S وNote وA وZ… تغطي مختلف الفئات السعرية.
- قوة التوزيع والدعم الفني عالميًا: انتشار قوي في كل الأسواق، من كوريا وحتى إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
خاتمة: من تصنيع أول هاتف محمول إلى إعادة تعريف المستقبل
مسيرة سامسونج تؤكد أن النجاح لا يُبنى في يوم وليلة، بل عبر تراكم الخبرات، التجريب، والاستثمار طويل الأمد في الابتكار.
ومع دخول تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، الهواتف القابلة للطي، وشبكات 6G، تبدو سامسونج جاهزة لتقود مرحلة جديدة من تطور الأجهزة الذكية.
هل تتوقع استمرار هيمنة سامسونج خلال العقد القادم؟
أم أن المنافسين مثل آبل، شاومي، وأوبو يملكون مفاتيح قلب الطاولة؟
شارك رأيك