
لم يكن عرض محمد رمضان في مهرجان Coachella سوى 40 دقيقة من بين أكثر من 300 عرض موسيقي ضمن فعالية ضخمة استمرت 6 أيام، توزعت على 8 مسارح مختلفة.
الجمهور؟
لا يتجاوز ألف شخص في خيمة جانبية تُدعى Gobi Stage، معظمهم من الأجانب الذين لا يفهمون حتى كلمات الأغاني.
ومع ذلك، تصدر “رمضان” النقاشات والمنصات العربية كأنما غزا الساحة الرئيسية بجانب ليدي غاغا!
السر؟ منصة محمد رمضان الإعلامية ليست المسرح.. بل السوشال ميديا.
💡 الإستراتيجية الرقمية: إثارة الجدل كخطة تسويق
يعرف رمضان جيدًا أن أداءه الفني وحده لا يكفي، خصوصًا في حدث عالمي لا يهتم به جمهور محلي. لذلك يلجأ دومًا إلى خلق الجدل عبر الرموز والمظاهر:
- ملابس غريبة، ومستفزة.
- علم مصر مرفوع بطريقة مسرحية.
- إشارة “نمبر وان”.
- ثم تبدأ عجلة التضخيم بالدوران: نشر الفيديوهات، التفاعل المرتفع، النقاشات المنقسمة، التغطية التلفزيونية، الشهرة، وأخيرًا العوائد المالية.
هذا الأسلوب ليس جديدًا:
- رمى “الدولارات” في المسبح (واتضح أنها ورق دعاية).
- عرض “خزنة ضخمة” (وكانت مشهدًا من مسلسل).
- صور داخل “طائرة خاصة” (وهو مدعو).
- لقاء مع إسرائيليين (ثم تبرير أنه “ماخدش باله”).
كل مرة، الجدل يعيد نفسه بحلة جديدة.
السوشال ميديا تحولت إلى آلة ترويجية ضخمة، لا تميز بين الحاصل والمصنوع.
السوشال ميديا: خوارزميات تصنع النجم وليس الجمهور
الناس تتساءل: لماذا محمد رمضان في التريند بينما عندنا قضايا أهم؟
الجواب بسيط ومعقد: التريند لا يعكس الوعي، بل يعكس التفاعل.
والتفاعل تحكمه خوارزميات تُبرز ما يثير الانقسام، لا ما يثري النقاش.
في الواقع، المواطن البسيط الواقف عند بائع الخضار يفكر في سعر البندورة، ليس في بنطلون محمد رمضان.
لكن في العالم الرقمي، صورة مثيرة الجدل تحقق ما لا تحققه ألف ندوة جادة.
الدرس:
ما يفعله محمد رمضان هو استخدام ذكي – وإن كان سطحيًا – لأدوات الإعلام الرقمي.
يخلق حدثًا، يضخمه عبر منصاته، يصنع الانقسام، يحصد التفاعل، ويبدأ الدورة من جديد.
ليس لأنه الأفضل بل لأنه الأذكى رقميًا في استثمار الجدل كعملة رقمية.