
في عالم تتسارع فيه تحولات التكنولوجيا بوتيرة غير مسبوقة، يقف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، على رأس هذا التغيير، ليس فقط بوصفه مطوّر نموذج ChatGPT، بل كأحد أبرز المفكرين الاستراتيجيين الذين يرسمون ملامح المستقبل القريب.
ألتمان لا يتحدث عن تحسينات بسيطة أو تطورات تدريجية؛ بل عن ثورة معرفية وتقنية ستعيد تشكيل الاقتصاد، والوظائف، وحتى الإنسان نفسه.
فيما يلي أبرز 5 تنبؤات له حول مستقبل الذكاء الاصطناعي – ولماذا يجب أن تهتم بها الآن، لا غدًا:
1. شركات بمليارات الدولارات يديرها شخص واحد فقط
في رأي ألتمان، الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد أداة دعم، بل سيكون بمثابة فريق عمل كامل: مبرمج، مسوّق، مساعد تنفيذي، ومحلل بيانات، كلهم مجتمعون في “Agent ذكي” واحد.
هل هذا ممكن؟
انظر إلى أمثلة من التاريخ القريب:
- واتساب: 55 موظفًا فقط، بيع مقابل 19 مليار دولار
- انستجرام: 13 موظفًا، استحوذت عليه فيسبوك مقابل مليار دولار
- فيجما: 50 مهندسًا فقط، بيع لأدوبي بـ 20 مليار دولار
ما بالك حين تُضاف قدرات الذكاء الاصطناعي الفائقة إلى فرد واحد فقط؟
أصبح بناء شركة بمليار دولار ليس مستحيلًا بل أقرب من أي وقت مضى.
2. الذكاء الاصطناعي سيقضي على بعض الوظائف لكنه سيخلق أخرى لم تُخترع بعد
التغير ليس تهديدًا فحسب؛ بل فرصة تاريخية لإعادة تشكيل سوق العمل.
صحيح أن الذكاء الاصطناعي بدأ فعليًا بإزاحة بعض المهن، مثل:
- محللي البيانات المبتدئين
- كتّاب المحتوى المبتدئين
- موظفي الدعم الأساسي
لكن في المقابل، ظهرت وظائف جديدة بالكامل مثل:
- مهندسي المحفزات (Prompt Engineers)
- مدربي النماذج
- استشاريي أتمتة سير العمل
اليوم، يتقاضى بعض مهندسي المحفزات أكثر من 250,000 دولار سنويًا.
الذكاء الاصطناعي لا يلغي الوظائف.. بل يعيد تعريفها.
3. الذكاء العام الاصطناعي سيعالج الأمراض بسرعة لم نكن نحلم بها
الذكاء الاصطناعي دخل المجال الطبي بقوة:
من تشخيص الأشعة، إلى التنبؤ بطيات البروتين، إلى تسريع اكتشاف الأدوية.
ألتمان يذهب أبعد من ذلك:
الذكاء العام الاصطناعي (AGI) سيتولى علاج أمراض مثل السرطان والزهايمر مستقبلاً، بسرعة ودقة تتجاوز قدراتنا الحالية.
أمثلة واقعية:
- نموذج من MIT ساعد في اكتشاف مضادات للبكتيريا المقاومة
- لقاح كوفيد-19 تم تطويره بسرعة فائقة بدعم من النمذجة بالذكاء الاصطناعي
- علاج التهاب الكبد C تسارع بفضل تقنيات تحليل جزيئي مدعومة بالذكاء الاصطناعي
هذا لم يعد خيالًا علميًا بل واقعًا طبيًا يتسارع.
4. تكلفة استخدام الذكاء الاصطناعي تنخفض بمعدلات مذهلة
بالمقارنة مع “قانون مور” الشهير الذي ضاعف قدرة الرقائق كل 18 شهرًا، فإن الذكاء الاصطناعي يتطور أسرع بكثير.
من GPT-3 إلى GPT-4، انخفضت تكلفة التشغيل بـ150 مرة.
اليوم، يمكنك الوصول إلى واحدة من أقوى المنصات الذكية في العالم مقابل 20 دولارًا فقط شهريًا.
المعرفة الفائقة أصبحت متاحة وسعرها لم يعد عذرًا.
5. الذكاء الاصطناعي قد يساعدنا على إصلاح أنفسنا
رؤية ألتمان الأخيرة تتجاوز التقنية لتصل إلى الجانب الأخلاقي والاجتماعي:
يرى أن الذكاء الاصطناعي قد يُستخدم لمواجهة التحيز، والأنانية، والظلم.
كيف؟
من خلال برمجة النماذج وفقًا لقيم أخلاقية تستند إلى العدالة والتوازن والإنصاف.
أنظمة لا تكرر أخطاء البشر… بل تسعى لتصحيحها.
نافذتك نحو المستقبل مفتوحة الآن
كما ألغى الإنترنت حواجز الوصول إلى المعرفة والثروة، فإن الذكاء الاصطناعي يلغي الحواجز أمام الإبداع والإنتاج والنجاح.
لكن الفرق هو:
قليلون فقط هم من سيتصرفون
وأغلب الناس سيبقون متفرجين.
لا تكن من هؤلاء.
ابدأ اليوم.
تعلم الأدوات.
انضم إلى الثورة.
الذكاء الاصطناعي لن ينتظرك.