عين على فلسطين

السماء تُمطر نارًا والأرض لا تجد لها غطاء

اليوم 590 من بدء العدوان على غزة

نشرة الصباح – الأحد 18 مايو 2025
اليوم 62 بعد نقض الاحتلال وقف إطلاق النار
اليوم 590 من بدء العدوان على غزة

ليلة من الرعب المطلق وخيام أُحرقت بمن فيها

قضت غزة ليلة من الجحيم، أصوات القصف لم تهدأ، والانفجارات كانت متواصلة حتى الفجر. في خان يونس وحدها، استُشهد قرابة 40 نازحًا، بعد أن استهدف الاحتلال الخيام مباشرة، وأحرقها بمن فيها وهم نيام. هذا النوع من القصف، الذي يستهدف أماكن التجمعات المؤقتة للنازحين، ليس عشوائيًا، بل يعكس رغبة مدروسة في الإبادة الجماعية وترويع من تبقى.

أكثر من 80 شهيدًا في غزة خلال ساعات والمجازر تتكرر

حصيلة الليلة بلغت أكثر من 80 شهيدًا في مختلف أنحاء القطاع، وهو رقم يعكس ارتفاعًا مرعبًا رغم غياب أي مواجهة مباشرة على الأرض. يبدو أن الاحتلال يستثمر حالة الهدوء السياسي والغطاء العربي والدولي لتكثيف عدوانه وارتكاب أكبر قدر ممكن من الجرائم قبل أي تهدئة محتملة.

النزوح من الشمال مستمر والمآوي تموت قبل أهلها

الموجة الجديدة من النزوح من شمال غزة مستمرة، بسبب القصف المتكرر على البيوت والخيام. الشوارع، المزدحمة أصلًا، أصبحت بحرًا من الخيام والركام والوجوه المنهكة. غياب شبكات صرف صحي فعالة، انتشار مكبات النفايات في الطرقات، وارتفاع درجات الحرارة، كلها عوامل تُنذر بكارثة صحية وبيئية لا تقل فتكًا عن القنابل.

غزة بلا غذاء والمعونة الشعبية منهكة

حتى ما كان يصل من دقيق أو معلبات أصبح نادرًا، وحتى من كان يتقاسم طعامه مع غيره، لم يعد يملك ما يُعطيه. الواقع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة المجاعة الصامتة، التي لن تنفجر على الشاشات إلا بعد أن يموت الأطفال جوعًا أمام الكاميرا.

قمة عربية في بغداد خطابات بلا أفعال

اختُتمت القمة العربية في بغداد بمنشورات وخطب تدعو العالم لإغاثة غزة، لكنهم هم أنفسهم من يدعم الاحتلال سياسيًا واقتصاديًا، وهم من سلّموا معبر رفح وأغلقوه، ومنعوا دخول المساعدات. الناس في غزة يرون الخذلان بعيونهم، وكل أم وأب يحملون في قلوبهم دعوة غضب على من ترك أبناءهم يُحرقون بلا نصير.

اليمن تضرب مجددًا ومطار اللد يتوقف

صاروخ يمني جديد ضرب محيط مطار اللد، مسببًا شللًا مؤقتًا في حركة الإقلاع والهبوط، وهو استهداف متكرر يعكس أن الحظر الجوي على الكيان ما زال مفروضًا رغم محاولات الاحتلال التعتيم.

المستشفيات تحت الحصار الناري بلا ملاذ ولا حماية

كثّف الاحتلال قصفه حول مستشفيات العودة، الأندونيسي، وناصر، في مشهد أصبح مألوفًا: لا مدارس آمنة، لا مساجد، لا مستشفيات، وحتى الخيمة المؤقتة تُستهدف. لم يبقَ للنازحين أي مكان يُسمى ملاذًا آمنا، وغزة كلها أصبحت منطقة هدف مباشر.

الغضب الإنساني يُقابله خذلان عالمي والناس تُناجي الله وحده

كثيرون ممن يتابعون أخبار غزة أنهكتهم التفاصيل اليومية للقتل، لكن أهل غزة أنفسهم تعبوا من موت لا يتوقف ووجع لا يشفى. بين الدعوات المتقطعة لمفاوضات، والحديث عن “صفقة شاملة”، لم يتغير شيء ميدانيًا. لا وقف إطلاق نار حقيقي، ولا مساعدات تُدخل، ولا موقف دولي حاسم. الناس فهمت: إما وقف كامل أو لا اتفاق إطلاقًا.

لا حل إلا من عند الله في غزة، الكل بات يقولها من القلب: “ما بيحلها غير ربنا، ولا بيجيب الفرج غيره” يقين أهل القطاع لم يعد معلقًا بسياسة أو منحة، بل بالله وحده.

كونوا على العهد

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى