عين على فلسطين

مدرسة فاطمة بنت أسد والدرس الأخير للمحتل

اليوم 584 من بدء العدوان على غزة

نشرة الصباح – الاثنين 12 مايو 2025
اليوم 56 بعد نقض الاحتلال وقف إطلاق النار
اليوم 584 من بدء العدوان على غزة

فجر اليوم، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة بحق نازحين في مدرسة فاطمة بنت أسد في جباليا، راح ضحيتها 17 شهيدًا، بينهم أطفال وكبار سن.

الجوع لا يرحم والدواء مفقود استشهد عدد متزايد من كبار السن بسبب المجاعة المتفاقمة، فيما يعاني معظم الأطفال من سوء تغذية حاد. أكدت وزارة الصحة أن كثيرًا من الشهداء كان يمكن إنقاذهم، لكن النقص الفادح في الأدوية والمستلزمات الطبية حكم عليهم بالموت.

قصف ليل لا يهدأ ومنازل تُسحق فوق رؤوس أصحابها صبّت مدفعية الاحتلال نيرانها على رفح وحي التفاح، واستمرت التفجيرات طوال الليل لنسف البيوت، كما لو أن العدو ينتقم من الحجارة.

ضوء في نفق التفاوض باسم الحياة أعلنت المقاومة الفلسطينية موافقتها على إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، في خطوة تهدف إلى فتح بوابة المساعدات وتمهيد مفاوضات حول إنهاء الحرب.

كالعادة، خرج نتنياهو يحاول الادعاء أن “الضغط نجح”، بينما الحقيقة أن الصفقة تمّت بوساطة أمريكية مباشرة مع المقاومة، التي أبدت مرونةً مدروسة لتختبر ما إذا كانت هناك جدية لإنهاء الحرب.

الأسير الأهم من يحمل جنسية أجنبية عائلات الأسرى الإسرائيليين يشعرون بالخذلان، إذ تبين أن أبنائهم لا يساوون شيئًا في نظر حكومتهم ما لم يحملوا جنسية مزدوجة. الصفقة كشفت هشاشة رواية الاحتلال، ومزقت أكذوبة الوفاء لجنوده.

من غزة إلى جنين خيانة السلطة تتواصل في فضيحة مخزية، السلطة الفلسطينية قطعت رواتب 1612 أسيرًا، بدلًا من تكريمهم والوفاء لتضحياتهم، تسير في درب التنكيل بالمقاومين والأسرى الأحياء منهم والأموات.

الأسير معتصم رداد يعود محمولًا لا مرحبًا به رفض الأردن استلام جثمان الأسير معتصم رداد، وأعاده لمصر، رغم أن رداد قضى سنين في السجن مريضًا، وكان أقصى أمانيه أن يموت خارج القضبان، وقد نالها، لكن جثمانه بقي يتنقّل بلا كرامة في عواصم العرب.

داخل جيش الاحتلال الانهيار يزداد كشف الإعلام العبري أن نحو 6000 جندي إسرائيلي تم سجنهم منذ بداية الحرب، بسبب التخلف عن الخدمة، الهروب، سرقة الأسلحة، والتحرش جيش “الأخلاق” ينهار من الداخل، وتصدّعه أوضح من أي وقت مضى.

غزة تهلل رغم الدمار ارتفعت الليلة تكبيرات الفرح في أحياء غزة، فالناس تحتاج لحظة من نور وسط هذا الجحيم. القلوب معلّقة برجاء أن يكون هذا الفجر بداية لانتهاء الحرب، ومفتاحًا للفرج القريب.

من مدرسة فاطمة بنت أسد، خرج الشهداء، لكن بقي الدرس: غزة لا تُقهر، وشهداؤها أحياء في ضمير أمة لا تموت.

كونوا على العهد

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى