عين على فلسطين

نعرف الآن من قتل هند رجب ونتجه إلى محاكمته

في عيد ميلادها السابع..

بروكسل، 3 أيار/مايو 2025
في هذا اليوم، كان يفترض أن تطفئ الطفلة هند رجب شمعتها السابعة، أن تضحك مع إخوتها وتلهو كما يليق بالأطفال، لكن شمعتها خمدت منذ شهور تحت نيران الاحتلال. وفي ذكرى ميلادها الحزينة، تقدّمت مؤسسة هند رجب بشكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، تتهم فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة حرب بحق الطفلة وعائلتها، والمسعفين الذين حاولوا إنقاذها.

القائد.. الكتيبة.. اللواء

لم يعد القاتل مجهولًا. للمرة الأولى، نكشف للعالم هوية الضابط المسؤول عن المجزرة:

  • قائد اللواء المدرّع 401 في جيش الاحتلال
  • هو من أصدر الأوامر المباشرة لقصف سيارة عائلة هند يوم 29 يناير 2024 في حي تل الهوى بغزة
  • وهو من أعطى الضوء الأخضر لقصف سيارة الإسعاف التي حاولت إنقاذها
  • وهو من تركها تنزف وتموت وحيدة، بلا إسعاف، بلا نجدة، بلا رحمة.
المقدم بني أهارون المسؤول عن مقتل هند رجب وعائلتها

كان هذا الضابط هو من قاد الهجوم في حي تل الهوى غرب مدينة غزة يوم 29 يناير 2024.
تحت قيادته، فتحت دبابة إسرائيلية النار على سيارة مدنية كانت تقل عائلة هند، فاستُشهد ستة من أفرادها على الفور.
هند وحدها بقيت حيّة، مصابة وخائفة، وظلت تناشد فرق الإسعاف عبر الهاتف:

أنا خايفة كتير.. بالأمانة تعالوا.

لكن سيارة الإسعاف التي انطلقت لإنقاذها تعرضت لقصف مباشر وأُحرقت بالكامل، واستُشهد المسعفان في داخلها، المسعف يوسف زينو والمسعف أحمد المدهون.

في اليوم العاشر، حين تمكّن المسعفون أخيرًا من الوصول، وجدوا جثة هند الصغيرة بجوار ابنة عمها ليان، صامتتين إلى الأبد.

لن نتوقف عند اسم واحد

هذه الشكوى الأولى، لكن ليست الأخيرة. فالتحقيقات التي دامت عامًا كاملًا، وتعاونت فيها فرق من Forensic Architecture وSky News ومؤسسات أخرى، أسفرت عن تحديد جميع الضباط المسؤولين في كتيبة اللواء المدرع 401 الذين نفذوا العملية وغطّوها وتواطأوا في الصمت. سيتم تقديم دعاوى قانونية أخرى ضدهم في ولايات قضائية دولية بموجب مبدأ “الولاية القضائية العالمية”.

نطالب الآن مكتب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف دولية بحق المقدم بني أهارون، ونتعهد بملاحقة كل من كان جزءًا من هذه السلسلة: من أصدر الأوامر، من ضغط الزناد، من تستر، ومن سمح بوقوع الجريمة.

هذه ليست نهاية القصة.. بل بدايتها

قال دياب أبو جهجه، أحد المتحدثين باسم المؤسسة:

اليوم، كان يجب أن تطفئ هند شموع عيد ميلادها، لكننا نعلن فيه اسم قاتلها. هذه فقط البداية. سنلاحق كل اسم وكل رابط في هذه السلسلة، بالقانون وبالحقيقة.

جريمة لا بد أن يتذكرها العالم

ما حدث لهند رجب ليس مأساة فردية، بل جريمة ممنهجة، تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.
هي شهادة دامغة على أن الاحتلال لا يستثني أحدًا، حتى الطفولة البريئة، حتى المسعفين، حتى أولئك الذين يطلبون النجدة.

هذه الدعوى ليست انتقامًا.. بل نداء قانوني وإنساني مبني على أدلة موثقة وقيم العدل التي حُرمت منها هند.
ونحن، باسمها وباسم فلسطين، لن نسمح أن يُدفن اسمها تحت ركام الصمت أو يُمحى من ذاكرة العالم.

العدالة لهند.. العدالة لفلسطين

المصادر:

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى