عن الأفلام

فلم: يا عزيزي كلنا مستهزئون!

غاب عن كثير من المسلمين قواعد ومسلمات يدعوهم لها رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي من المفترض أنهم ثاروا لأجله غضباً ورفضاً للاستهزاء الذي تطاول على اسمه الشريف ومكانته العظيمة، وأخذتهم حمية الجاهلية في الرد بطريقة بعيدة عن تعاليم الإسلام السمحة، وأول تلك القواعد أن الرسول صلى الله عليه وسلم

شأنه شأن الرسل من قبله لابد من وجود فئة مارقة تستهزئ به في أي وقت على مدار الزمان: (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) [يس:30].
وبالرغم من ذلك وعد الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم وعداً صادقاً ألا يضره المستهزئون وأن يكفيه إياهم بما شاء من أنواع العقوبة: (إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [الحجر:95]

لا يضر السحاب نبح الكلاب.. ولا يضر السماء أن تمتد إليها يد شلاء

رعية بلا راعي:

المتتبع لأحداث العالم الإسلامي في الهبة دفاعاً عن رسول الإسلام ميدانياً وإلكترونياً، لا يكاد يرى سوى رمي مبنى سفارات أمريكا ومؤسساتها بالحجارة، وتبول المتظاهرين على جدران السفارة الأمريكية، وقتل السفير الأمريكي في بلد،وحرق العلم الأمريكي في بلاد، وتنديد ومطالبة بمقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية، وإنشاء آلاف الصفحات على فيس بوك نصرة ودفاعاً بلا خطة استراتيجية، يؤكد بجلاء حقيقة مؤلمة أن ما حدث ومازال يحدث من ردات فعل وهبات يدل على أننا أمة إسلامية واحدة ليس لنا وجهة محددة، ولا قائد واحد، ولا توجه فكري حضاري واحد يقودنا ونأخذ بزمامه، ونعتد برأيه ونحتكم لقضائه، ونرضى بمشورته ونرتقب عواقب الأمور معه، ويعترينا كثير من الشعور بالدونية والحساسية المفرطة التي تفرض علينا التعصب بكل أشكاله لمقاضاة كل من حولنا على أتفه الأفعال وأقلها ضرراً، كطالب فاشل يعلّق أسباب رسوبه على منهج صعب، ومدرس جاهل، وناظر مترصد، ومَدرسة بدائية، ومديرية نمطية، ونظام تعليم فاشل، وجمعيهم استوجب عليهم العقاب الجماعي.

“و يضاف إلى ذلك عوامل ثقافية كالنظرة الدونية للذات و ما تفضلت به من هشاشة داخلية وغيرها من المعاني الثقافية التي تجعلنا نبالغ في ردات أفعالنا لنتغلب على هذه المفاهيم السلبية المختزنة في دواخلنا” د. أمجد يوسف

بوصلة بلا حكماء:

بؤرة الخطأ محددة ومحصورة في منتج ومخرج صهيوني ينعت الإسلام بالسرطان ويهدف بعمله القذر الحط من شأن رسول الأمة لرفعة اليهودية، إنتاج يهودي اسرائيلي مدعوم من قبطي مصري وباستشارة متطرف منبوذ في المجتمع الأمريكي، أنتج في هولندا، وكل الممثلين من أصول غير أمريكية، وطاقم العمل مغرر بهم – على حد زعمهم – بوصلة بعيدة عن حكومة أمريكا التي صرحت وزيرة خارجيتها ألا دخل لها بإصدار هذا الفيديو ولا دعمه، وأنه يثير الإشمئزاز، بعيدة عن هوليود فهي لم تعرض تلك المقاطع الركيكة التي لا ترقى لأن تكون عملاً ذا قيمة، بعيدة عن مجتمع معظمه بريء والنسبة الأعظم تبرأت منه علناً، ورغم ذلك انفجرت الأفواه غاضبة: الموت لأمريكا (شعباً، وحكومة، نساء وأطفالاً، شباباً وشيباً)، الوزير من مكتبه يشجب ويستنكر، والمجلس التشريعي يندد، والمفتي يكفّر، والقاضي يجرّم، وطالب العلم يسب ويلعن، والإعلامي ينشر ويشهّر، والكاتب يقلبها رأساً على عقب، والناس تتوعد وترغي وتزبد، وتعبئة كونية لو كان عشرها للمسرى أو الأسرى أو نصرةً لأطفال سوريا والثكلى لحررنا البلاد والعباد من ظلم الطغاة..

أكبر إنجاز لهذا الفلم الهزلي أنه وحد الأطياف الإسلامية المختلفة في أقطار الأرض تحت راية واحدة.. مؤقتاً.

""حد

سؤال لهؤلاء: لو خرج السفير الأمريكي للمتظاهرين
وقال: من يريد التظاهر يقف في طابور على اليمين ومن يريد الحصول مجاناً الآن على جرين كارد أو استمارة هجرة لأمريكا يقف في طابور على الشمال.
كم شخص سيقف في الطابور الأول؟

اغضب.. ليس كما تشاء:

من حقنا أن نغضب وأن نعبر عن حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم

“اغضب للرسول ولكن بأخلاق الرسول” أحمد الشقيري

ولكننا عبرنا عن غضبنا حين أثبتنا أننا أصحاب أقوى إعلام على كوكب الأرض، استطعنا نشر المقاطع البذيئة وصور المجسدين الهزليين بسرعة الضوء أو ربما أسرع، تقول واحدة من مشاهير الصحافة الأمريكية:

“قبل الهجوم على السفارة في ليبيا، لم نكن نعرف عن هذا الفيلم أصلاً حتى ونحن أرباب الصحافة ومشاهيرها، من روّج له هم المسلمون أنفسهم بفعلهم هذا”

أحد الصحافيين الأمريكيين: هذا الفلم فيه كل شيء إلا الإسلام

مَن قدوة مَن؟

الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله

السؤال: هل تدرج مشاهدة الفلم ونشره وترويجه وإشهاره أو مقاطع منه وصور الممثلين الذين يجسدون خير من وطأ الثرى، تحت قائمة: مساهمة في الاستهزاء؟

سئل الشيخ الشعراوي – رحمه الله – عن رأيه في كتاب أحد المستهزئين بالإسلام فأجاب: لم أقرأه و لن أقرأه ثم تلا قوله تعالى: “ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا[النساء: 140]

“إن أفضل طريقة للتعامل مع المنكر هجره وعدم الترويج له، وهو ما لا يفعله أغلب المسلمين اليوم؛ فأغلب المسلمين اليوم ناشرون للشر والباطل بحجة الوقوف ضده. وما نشر الباطل والضرر بالإسلام أكثر من أولئك الذين  يدعون له دون علم ووعي” د. صلاح الراشد

إسلامنا أسمى:

يسأل أجنبي: “هل الإسلام من الهشاشة بمكان أنه يحتاج للدفاع عن صورته في كل مرة يتجرأ تافه على الاستهزاء به أو بأحد رموزه؟”

يجيب د. عزمي بشارة في الثقة الحضارية بالذات لا تهزها عنصرية الآخرين:

“الكلام العنصري لا يزعزع إيمان أحد، ولا يمكن لأحد أن يضعف عقيدة دينية وحضارة قوية لمجرد أنه يعبّر عن عنصريته”

ويستطرد:

“من حق كل عربي أن يشعر بالاستفزاز من العنصرية، أما ردات الفعل العفوية في بلادنا، فما هي إلا دليل على عدم وضوح رؤية وغياب الثقة بالنفس”

ردود إيجابية:

كيف يمكن أن نرد وبطريقة حضارية تزيد إسلامنا رفعة؟

بدر عبد القادر:
“- طرد السفير أو تسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة

– تجميد العمل بالمصالح الخاصة بتلك الدول المسيئة على الأرض العربية

– إيقاف عمليات الاستيراد والتصدير لها ومنها

– طلب تسليم من قام بهذه الجريمة للسلطات الإسلامية والعربية كما يطالبون بتسليم من يذنب بحقهم من العرب ويزجون بهم في سجون جوانتانامو”.

طالب بقانون دولي يجرم المساس بالشرائع السماوية ورموزها.

نادي بإعادة النظر فيما يندرج تحت بند حرية الرأي والتعبير ووضع خط أحمر عند الأنبياء والرسل والصحابة والشرائع السماوية.

– جمعية اكتشف الإسلام في لندن Discover Islam وزعت 110 ألف نسخة من كتاب الله وسنة رسوله مترجمة مجاناً على الأجانب في رد فعل إيجابي لو دام على مدار العام.

Discover Islam - UK
جمعية اكتشف الإسلام لندن إذ تبادر بعمل إيجابي رداً على الفلم المسيء للإسلام ورسول العالمين صلى الله عليه وسلم

– ليكن شعارنا: الإعلام بإعلام، والفلم بفلم، والبادي أظلم!

اقترب أكثر من سنة نبيك صلى الله عليه وسلم وسيرته، وتحلى بها قلباً وقالباً، واحرص على نشرها بين أهلك وذويك.

ارتق بأمة حبيبك المصطفى باختراع أو اكتشاف أو إنجاز علمي أو عالمي يخلد اسم الصحابة رضوان الله عليه أو علماء الإسلام والمجاهدين.

وجّه غضبك حيث ينبغي لعدوك الأصلي، شاهد المقطع المرئي التالي، وتعرف عليه عن قرب، الفلم يكشف للأمريكان حقيقة اليهود وكرههم لهم وللمسيحيين وإدعائهم بعدم وجود لاسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل ولا التوراة، وفخرهم بقتل المسيح عليه السلام.

فلم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
Move about the Prophet Muhammad

[yt]OV3CK-zT7s0[/yt]

مدته: 18 دقيقة تنتظرك في الدقيقة 14 مقاطع تزيدك من رسول الإسلام محبة فلا تفوتها.

مصممين أحرار
حب النبي صلى الله عليه وسلم مش بالكلام حب النبي سلوك وأفعال حركة مصممين أحرار

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى