سياسة

أطالب بإزالة صورة مرسي وهنية من شوارع غزة

لقاء الرئيس المصري د. محمد مرسي ورئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية

ليس لأن هنية يبدو أطول من مرسي، ولا لأن كليهما يبتسم في حبور للعدسة، ولا لأن كليهما يصافح بحرارة ويشد كما المسلم على يد أخيه المسلم، ولا لأنني أكره ذوي اللحى، أطالب بإزالة صورة هنية ومرسي من شوارع غزة لأن..

دعونا بداية نفتح أهم الملفات التي كانت على هامش اللقاء الذي جمع بينهما في القاهرة يوليو 2012م، اللقاء الذي وصف بالتاريخي..

معبر رفح:

“أعلن هنية في أعقاب لقائه بالرئيس مرسي بالقاهرة عن قرارات فورية، تقضي بـفتح معبر رفح البري لمدة 12 ساعة يومياً والسماح بزيادة عدد المسافرين من قطاع غزة إلى 1500 مسافر، واستيعاب كل القادمين الفلسطينيين من الخارج”

حتى الآن: يوجد أكثر من 40 ألف فلسطيني من المرضي و أصحاب الإقامات والطلاب وأصحاب المصالح مسجلون في كشوفات وزارة الداخلية للسفر عبر معبر رفح، في انتظار السماح لهم بالمغادرة، وقد أغلق المعبر على خلفية اغتيال 16 جندياً مصرياً خلال شهر رمضان ورغم أن التحقيقات في الجريمة أثبتت بألا علاقة لغزة فيها، وأن أيادي الموساد وراءها، بقي مغلقاً..

وبالرغم من ذلك ظل عالقاً في أذهان العوام في مصر أن زيارة هنية لمرسي سببت هذه المأساة، ولابد أن يغلق المعبر في وجوه الإرهابيين من أهل غزة..

الصورة برهان على لحظات ذلك “الاتفاق المشئوم”.

المحزن أن معبر طابا مفتوح للإسرائيليين، فقد عبر خلال فترة العيد أكثر من عشرة آلاف إسرائيلي إلى سيناء، ما اضطر المصريين إلى تمديد العمل في معبر طابا حتى السماح لأكبر عدد من الإسرائيليين لدخول سيناء..

ويظل السؤال حائراً: هل تغلق السلطات المصرية معابرها الأرضية أو الجوية أو البحرية على حدودها مع ليبيا والسودان والأردن في العيد مثلما تغلق معبر رفح أمام المحاصرين في غزة؟

كهرباء غزة:

“حصل هنية على وعود مصرية بزيادة ضخ كميات الوقود اللازمة من الوقود القطري الذي أرسلته قطر إلى مدينة السويس”

جيتك ياعبد المعين تعين.. لقيتك يا عبد المعين تُعان

بمجرد أن وضعت الرئاسة المصرية حل مشكلة الكهرباء لأهل غزة على أجندتها لاحقها شبح انقطاع الكهرباء في مصر، وعن أحياء كاملة ولفترات متفاوتة، بل وصل الأمر لعمل جداول للانقطاع وصدور قرار بإغلاق المحال التجارية في أوقات مبكرة من الليل تفادياً للأزمة – على حد تعبير الإعلام المصري – مما جعلنا نبكي ألماً في غزة على حظنا النحس، ووصل اليقين بغالبية عظمى بيننا أننا سبب مباشر لأزمة إخواننا في مصر، والمحزن أن الإعلام الرسمي مازال يصور للبسطاء في مصر أن غزة سبب أزمة الكهرباء عندهم..

والصورة أكبر دليل.

الغاز المصري:

نتيجة لتصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل بالرغم من احتياج مصر له وصل سعر الأنبوبة الواحدة 50 جنيه مصري بعدما كانت بمبلغ 5 جنيهات، مع التوصيل والتركيب و”أي خدمة تانية يا باشا؟

والناس في غزة مازالت تستغرب استمرار هذه الاتفاقية المجحفة بحق مصر وتصدير الغاز بسعر بخس دراهم معدودة بينما هم في حاجة ماسة، وآخرون يستنكرون مد مصر إسرائيلَ بالغاز وحرمان إخوانهم منه في غزة..

وهم لا يعلمون أن إلغاء الاتفاق يشكل انتهاكاً سافراً لمعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية – من وجهة نظر الإسرائيليين – ويوحى بهبوط علاقات البلدين إلى الحضيض، ويترتب عليه فرض عقوبات على مصر بحسب الشروط الموقعة فى العقد تصل إلى 8 مليارات دولار فقط لا غير.

والصورة أكبر دليل..

المصالحة الفلسطينية:

“أكد الرئيس المصري من لحظة توليه لمنصبه الجديد على تمسكه بدعم القضية الفلسطينية وإنجاح المصالحة الداخلية بين الفصائل والتزامه بذات الوقت بالاتفاقيات الدولية”

اثنان لا يجتمعان في قلب مؤمن حب قرآن وعشق ألحان، الالتزام بالاتفاقيات الدولية يلغي تماماً الاهتمام بالقضية الفلسطينية، والمصالحة الداخلية فيها طرف لا يقبل بالإخوان وسيطاً ويقول: كيف تنصفني وأنت الخصم والحكم؟ كيف السبيل لإنجاح مصالحة أطرافها لا تريد ووسيطها لا يقدر وراعيها غير آمن ومكانها غير مستقر؟ وفوق ذلك هناك دوائر محيطة معنية بإفشالها وبقائها معلقة!

والصورة دليل انحياز الراعي لأحد أطراف المصالحة

الحصار الإسرائيلي:

“نسعى أولاً للتوصل إلى توافق على عدد من الإجراءات من أجل تسهيل حياة المواطنين وتخفيف الحصار بشكل تدريجي، لكن فاعل، حتى نتمكن من كسر الحصار نهائياً”

يصور الإعلام المصري الرسمي الأنفاق أنها مصدر الخراب الأول للبلاد وتهريب المخدرات والممنوعات لدمار شباب مصر، ونهب خيراتها، وأن كسر الحصار يعني دخول التتار من أهل غزة الجوعى للاستيلاء على كل ذي رطب ويابس..

الصورة دليل وبرهان:

سابقاً كانت مشكلتنا مع الرؤساء وكنا ندعو على الحكام وبطانة السوء حولهم وأنظمتهم التي أحرقتنا بنار سياستها الظالمة، التي ضيّعت القدس وتخلت عن الأقصى وقضية فلسطين وتواطأت على حرب غزة وحصارها، وهي تنظر إلى دمائنا وتغلق المعابر ولا تسمح لأحد أن يصل إلينا، بل وتمد عدونا بالغاز وتحرمنا منه، كنا نقول: الشعوب لا دخل لها في سياسة الحكام

كنا نعرف المشكلة وتتوحد أكف الضراعة بالدعاء عليها..

ولكن صورة مرسي وهنية في شوارع غزة الأبية، مع ما تبقى من شرذمة قليلون من فلول الإعلام المصري، وزيادة جرعات الزن الصباحية والمسائية على غزة، نخشى أن يتبنى الشعب موقف رئيسه المخلوع، ونصبح الكيان الإرهابي الأول، المسئول عن فشل الثورة وضياع مصر، وبيع الأهرامات، وجفاف منابع النيل، وتعطل قناة السويس، ومجازر مبارايات كرة القدم وتعطل الدوري الممتاز، واندلاع الحرب الطائفية، وتجديد المشاكل بين الإخوان والسلفية، واشتعال النار في المحاصيل الزراعية، وانقلاب البلاد في جمعة الفلول، وضياع الهوية المصرية وذهاب المعالم الفرعونية وخسارة الجنيه وتراجع البورصة وزيادة الفقر والبطالة وتدني مستوى التعليم وتفشي الأمية..
كل ذلك وغيره الكثير بسبب صورة لمرسي وهنية
في شوارع غزة

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. الحال كما هو سابقه فى عهد مبارك لا شى تغير على أرض الواقع الحصار حصار والاغلاق اغلاق ومازلت ازمة الكهرباء مستمرة لحتى الحظة رغم البهجة والسرور الذى حل على الفلسطينين بنجاح مرسى لكن لاشى على ارض الواقع تغير حتى رجعت الامور إلى الاسوء

  2. احنا شكلنا ناس نحس وبننحس الناس إلى حولينا
    فازمة الكهرباء فى مصر ما هى الا من زن الشعب في غزة
    وفعلا وضع مصر لايحسد عليه
    وربنا يسترها عالكل

  3. السلام عليكم
    اولا شكرا جزيلا على المقال الرائع والحقيقي والواقعي بجد كلام رااااااااااااااااااااائع ويستحق القراءة
    ولكن شو بالنسبة لصورة شكرا قطر وفيتي والوعد ………… كل يوم نازلة غزة بصورة جديدة لشريك غلط واتفاقية غلط
    لك الله يا غزة هاشم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى