عبارات وعبراتعين على فلسطين

كيف الأوضاع عندكم في غزة؟

السؤالُ الذي يلحُ دوماً ويطفو لسقفِ الحوارِ مع أصدقاء ومعارفِ الشتاتِ عبرَ قنواتِ التواصلِ باستخدام التقنياتِ المتباينةِ هو: كيف الأوضاع عندكم في غزة؟
أجدني لا أعرفُ السبيلَ لأفضلِ النقاطِ أستهلُ بها الحديثَ في أحوالٍ هي دائمةُ التقلبِ والتغييرِ، لشرائحَ مجتمعيةٍ تختلفُ أمزجتُها كموجِ بحرٍ ثائر، وأدري أنّ كلماتي هذهِ مرحليةٌ سيطرأ عما قريب تحوّلٌ جوهري يجعلها ذكرياتٍ من ماضي جميل.

لذا دأبتُ على إعدادِ هذا الدليلِ الإرشادي (الكتالوج) على طريقةِ سؤال وجواب (FAQ) لكل سائلٍ عن غزة وأهلهِا، وهو مفيدٌ للغزيِّ كذلك عندما يتعرضُ مثلي للسؤال عن أهل غزة:

ما هي أقسام المجتمع في أهل غزة وطبقاته؟
– تنقسمُ أطيافُ غزةَ ما بين عمّالٍ لا عمل لهم ولا مصدر دخل لأكثر من عشر سنوات، غالباً ما تسعفهم 100$ تقدمها الحكومة مرة كل عام هجري أو ربما مرتين.

– وموظفين مستنكفين يطّوّحون في معتركِ حياة اجتماعية هي أقرب لحياة الخراف منها للبشر.

– وموظفين حكوميين مستعبدَين في الأرض تحيطُ بهم مطالبُ يوميةٌ أعلى من طاقةِ دخلهم بمراحل.

– وتجارِ أنفاقٍ وصلوا القمةَ في (ضربات) اقتصاديةٍ نقلتهم أعلى الهرم، على حساب جراحِ وآلام ونكباتِ آخرين.

هل من شرائحَ أخرى؟ نعم لدينا المزيدُ من الكتّابِ والمثقفينَ الذين لا وزن لكثيرِ غثائهم غالباً، والدليلُ أننا لم نشهدْ – رغم حراكهم الثقافي – أيَّ تغيرٍ لصالح آرائهم وأفكارهم النخبوية حتى الآن، فمازالت القطبية تنخرُ أواصرَ هذا النسيج الغزي وتزيدُه تفككاً يوماً بعد يوم ولا أثرَ لمنمقِ كلامِهم ولا لبديعِ أشعارِهم، ولا لعظيمِ مؤلفاتهم في نفوسِ وعقولِ غيرهم..

أطياف المجتمع في غزة
أطياف المجتمع في غزة

ما هو القاسم المشترك بين طبقات أهل غزة وأطيافها المختلفة؟

هنا نستخدم المصادر البديلة للكهرباء
هنا نستخدم المصادر البديلة للكهرباء

الأطيافُ سالفة الذكر تشتركُ في أن: جميعها تقيمُ في سجنٍ واحد.

– لا توجد عائلة غزية ليس لها علاقة بمعبر رفح، فإذا سمعت بموعد فتحه للمسافرين أو العائدين فبادر بإبلاغ من يسرك نقل لبشرى لهم.

– معظم القابعين بغزة يشربون من ماءٍ زادت ملوحته عن أي نسبة معروفة على أي مقياس في الكون.

– وينقطعُ التيارُ الكهربائي دون إعلامٍ مسبق عن سوادِهم الأعظم، ويعودُ متى شاء.

– وتتلفُ كافةُ بضائع تجارهم التي ترابط على المعابر بانتظار إذن بالدخول لأصحابها.

– وتصادرُ غالبية المساعداتِ الغذائيةِ والعينية بما فيها الأدوية التي تفدُ إليهم من ناشطي حقوق الإنسان والمؤسسات الخيرية وغيرهم.

– كلهم يشتركون في أنّ جغرافيةَ أنفاسِهم محدودةٌ بمجندٍ حقيرٍ على حدودِ غزة الشمالية، وصعيديٍّ فقيرٍ على الجنوبية..

ما هو متوسط الدخل للحرفيين وأصحاب المهن المختلفة في غزة؟
(1 دولار = 3.8 شيكل)

– تُرى ما هو رأس مال بائعِ الترمس و(الفول النابت) على قارعة الطريق؟ (32 شيكل)
– وكم سيحصّل بائع الصحف على إشارات المرور آخر النهار؟ (14 شيكل)
– وما هي الغلة اليومية لبائع خضروات متجول على عربة تجرها دابة كل صباح؟ (50 شيكل)
– هل (يستفتح) بائع السجاد خلال مسيرته المكوكية طوال النهار؟ ليس غالباً.

– الهجوم مازال على أشده في كتب المطالعة في المدارس على بائع الحلوى المكشوفة، فهل تراه يعود لبيته بقوت عياله؟ (يعود بربح صافي = 5 شيكل)

– السولار وكافة المحروقات في ارتفاع وتذبذب فكيف يؤقلم السائق حياته حين تسمعه آخر النهار يحلف أغلظ الأيمان أن هذا هو مشواره الأول منذ الصباح منتظراً دوره في طابور موقف السيارات، فالمركبات أكثر من الركاب. (الرحلة لأقصى الجنوب بـ 56 شيكل)

الكثير من سيارات الأجرة تقف بانتظار دورها لرحلة في اليوم أو اثنتين على الأكثر
الكثير من سيارات الأجرة تقف بانتظار دورها لرحلة في اليوم أو اثنتين على الأكثر

– صيد البحر محرمٌ على أهل غزة، والصياد مقاوم آخر على ثغر لا يُسمح له باجتياز أكثر من كيلومترين منه، بعدها يكون الرهانُ على روحه ذاتها.

– احتار المزارع أي بذور ينثر أرضه؟ ومتى يقطف الثمار؟ فإن هي نضجت متأخراً بخس ثمنها، وإن بادر بقطفها بان كسادها.

– كلما أصلح الكهربائي جهازاً عاد به أصحابه يزفون، يتكفل ارتفاع بسيط أو انخفاض حاد، أو ربما انقطاع أو خلل طارئ في التيار بالمهمة ويفسد كافة الأجهزة الكهربائية متوسطة العمر والجودة، التي غزى معظمُها الأسواقَ الغزية عبر الأنفاق التجارية.

ما هي أنواع المحال التجارية في غزة في أي شارع؟
– منذ الستة شهور الأخيرة من عام 2009 لا يكاد يخلو شارع من محل حلاقة يديره موظف مستنكف.
– ومحل خدمات تصليح المحمول وبيع بطاقات الرصيد وإكسسوارات وخدمات الجوال، وقد يقدم خدمات الصرافة وتحويل الأموال في نقس الوقت، وهو أيضاً مكتب اتصالات.
– ومحل لتصليح الريسيفر وفك القنوات المشفرة، خصوصاً مع اقتراب كأس العالم.
– وآخر لتصليح وتشحيم وميكنة ولفّ وتزييت الدراجات النارية (الفزبة).
– ومحل لبيع الفواكه و(جوز الهند) و(الكستنا) و(أبو كادو).
– وبقالة وسوبر ماركت (حسب معايير أهل غزة: بقالة ببابين يطلق عليها ميني ماركت أما ثلاثة أبواب فتصبح سوبر ماركت).
– وعند نهاية الشارع محل بيع وتصليح وصيانة أجهزة الكمبيوتر ومتطلباتها.
– وعند المفترق مستودع أجهزة كهربائية وأنابيب غاز مستوردة عبر الأنفاق تلحظ آثار الطين على جدارها الخارجي.
– وغالباً ما يكون المخبز نصف الآلي على الناحية المقابلة.
– ومحل حلويات لكل من المزنّر، وعرفات، وساق الله.
– أما مطعم الشاورما فغالباً ما يقابل محل الفول والفلافل والحمص، ويكاد يختفي باب المطعم خلف أطنان الفلفل بشتى أنواعه وألوانه.
– وعلى ناصية الشارع جامعة، فحسب آخر إحصائية وصل عدد الجامعات والمعاهد والكليات المرخصة في غزة إلى 38 جامعة ومعهد وكلية.
– أما عن آخر مشروع مربح – حسبما يزعم تجاره حالياً – فهو تأجير بدل العرائس وفساتين الخطوبة والسهرة.

ما هي الكابونة؟ وكيف يمكن أن يحصل عليها المواطن في غزة؟

مكونات الكابونة: زيت طهي، معلبات، دقيق، بقوليات..
مكونات الكابونة: زيت طهي، معلبات، دقيق، بقوليات..

كابونة: كلمة تشع حروفها نغمات، تضمن الانتشاء لجميع الآذان بلا استثناء، وجرساً موسيقياً خالصاً، ونغماً محبباً للنفس، يمكنك أن تلحظ عجيب أثرها على أي غزي عند النطق بها أمامه لتلحظ همة بدنه ونشاطه، وعمق أنفاسه وتلاحقها، وحدقتي عينيه وتدحرجهما، وتقافز آلاف الأسئلة على لسانه أمام ناظريك: أين ؟ متى؟ وكيف؟

– الحصول على (مجاناً) وأخذ الكثير من (المعونات) وتخزين (المساعدات) وطلب المزيد من (الدعم) هو ديدن فلسطينيي غزة وشغلهم الشاغل، فكل فلسطينيٍّ يستحق، وكل غزيٍّ محتاج، وكل مواطنٍ في حاجة وكل لاجئٍ في استزادة، ولابد من مساعدته ودوام دعمه والوقوف إلى جانبه..

– ورغم ذلك توضأت أيدي أهل غزة من العربان، وكبرت أربعاً على حكامها منذ زمن.

– للحصول على الكابونة يحتاج المواطن واللاجئ النشاط وسرعة الحركة، فهي تعتمد على قدراته ومعارفه؛ لذا يتوجب عليه السعي لأكثر من جهة، وقد يجني في شهر واحد أكثر من كابونة، وربما تمضي عليه ستة شهور بلا أية مساعدة.

قد تختلف محتويات الكابونة لكنها تحمل نفس النكهة
قد تختلف محتويات الكابونة لكنها تحمل نفس النكهة

Oxfam تمنح كابونة غذائية تتيح للمستفيد شراء ما يحتاج من سلع استهلاكية يشتريها مجاناً من سوبر ماركت بشكل دوري.

CHF تمنح طرداً غذائياً يشمل بعض المواد الاستهلاكية الأساسية (دقيق، زيت، سكر، بقوليات، معلبات) مرة كل شهرين، وهي تمنح لغير الموظفين من المواطنين فقط.

– أما اللاجئون فتمنحهم وكالة الغوث طرداً غذائياً مشابهة يزيد حجماً مع زيادة عدد أفراد العائلة (حليب أطفال، دقيق، بقوليات، سكر، زيت طهي).

– وتقدم الشئون الاجتماعية مساعداتٍ مالية شهرية أو طروداً غذائية كل شهرين حسب الحالة قيد البحث، هي تشمل الأرامل واليتامى وذوي الأمراض المزمنة التي تمنعهم من العمل (معلبات، بسكويت أطفال، دقيق، بقوليات، زيت طهي).

– حينما تسعى جمعية خيرية لتوزيع مساعداتها على ذوي الحاجة، غالباً ما تلجأ إلى قواعد بيانات المساجد حسب المناطق (خبز، خضروات، بقوليات، لحوم، معلبات).

– لابد أن توطد علاقات جيدة مع مختار العائلة ليتذكرك عندما يفد إليه صاحب رأس مال يريد أن يزكي أمواله، أو مسئول يعطيه مجموعة من الطرود لتوزيعها على المحتاجين في عائلته.

– تتنزل الكابونات في شهر رمضان على أهل غزة مثل زخات المطر، ومن مصادر شتى.

ما حال الولائم في غزة؟

وليمة جماعية

– أهل غزة يحبون الولائم، إعدادها، والدعوة لها، وتلبيتها، فهناك وليمة لكل حدث تقريباً، يوم الزواج وليمة، وفي أسبوع المولود وليمة، ويوم ختانه وليمة، ويوم النجاح في الثانوية العامة، وبعد التخرج من الجامعة، وعند الحصول على الوظيفة، ويوم الخروج من الأسْر، وعند العودة من الشتات، وبعد السلامة من الأسقام، وعند الموت وليمة..

– لذا فليس ترفاً أن تجدَ في كل شارع وليمة، وليس نهماً حين تلبي كلّ دعوة.

ماذا عن الاستعدادات لحرب ثانية على غزة؟

– هاجسُ حربٍ همجيةٍ جديدةٍ على غزةَ ومن فيها خيّمَ في الآفاق كثيراً مع إطلالة هذا العام، وأعاد للنفوس ذكرى حزينة، ومشاعر أليمة، دعى غالبية عظمى لاتخاذ احتياطه الغذائي وتدابيره الأمنية، وارتفع مؤشر أسعار المواد الاستهلاكية لأرقام خيالية في أيام معدودة مع الطلب المتزايد عليها، ثم ما لبثت أن انزوت تلك المخاوف مع أول بوادر الشتاء وسحائب الرحمة التي صبغت سماء غزة بلون الحياة من جديد، واستنفر الناس هممهم للانتفاض على ألم الذكرى بحثاً عن سبل الحياة..

ما علاقة أهل غزة بالسياسة؟

الأطياف السياسية في غزة
الأطياف السياسية في غزة

– أستطيع أن أزعم أن قلة من الذين يعيشون بغزة تحمل على عاتقها الهم السياسي عموماً، ومسارات التراشق والردح الإعلامي، قد يتابع الناس أخبار السياسة مع الأحداث الرياضية والفنية سواء بسواء، وكأنها لعالم ما وراء البحار، تكفي وجبة واحدة لمتابعتها ثم تُقلب ورقة الصحيفة ويتكفل زر صغير في لوحة التحكم بتغيير القناة وما يتبعها من جدل وحوار..

– يعتصم ذوو الأسرى كل اثنين أمام مؤسسات الصليب الأحمر وجمعيات الأسرى، حاملين صور أسراهم وآمالهم في صفقة التبادل التي طال زمان طبخها.

حدثنا عن إعمار غزة، هل تم تعمير ما دمرته الحرب الإسرائيلية على غزة؟

إعمار غزة
إعمار غزة

– بعد مرور أكثر من عام على غارات السبت الغاشمة، يمكن الجزم بأن الذي تم إنجازه على أرض الواقع هو إزالة الركام وأنقاض معظم المباني المدمرة والبنايات المهدمة، استعداداً للمرحلة التالية.

– يسكن كثيرٌ من أصحاب البيوت المدمرة مع أقاربَ لهم أو بالإيجار، ومنهم من ينتظر بين بقايا بيته المتهالك.

– ارتفعت أسعار تأجير الشقق والمنازل في غزة. (إيجار أقل شقة 150 دولار)
ذريعة الحكومة: لا توجد مواد البناء الأساسية (حديد واسمنت)، أو أن أسعارها مرتفعة جداً.

ذريعة الدول العربية: لا توجد معابر مفتوحة لتوصيل كافة المساعدات اللازمة، والسبب الانقسام.

ذريعة الدول الأجنبية المانحة: لا يوجد شريك يمكن الثقة به في غزة، فحكومتها الحالية مدرجة ضمن قائمة الإرهاب.

– ومازالت مؤسسات الإعمار تستجدي العالم والناس بحثاً عن مخرج لأزمة أصبحت في عداد الماضي، وصفحة طويت مع أحزان وآلام ذوي 1443 شهيد.

– هل سمعت بالمثل: “نسمعُ جعجعةً ولا نرى طحناً”؟ هو باختصار حال الإعمار في غزة.

كيف ترى أحلام الأطفال وطموحاتهم المستقبلية؟

أحلام الطفولة خلف الحصار
أحلام الطفولة خلف الحصار

– غالباً ما تسمع الأطفال في غزة يتغنون بـ “لما نستشهد بنروح الجني“، والأصغر سناً منهم يحفظون “أنا البندورا الحمرا” عن ظهر قلب.. نعم إنهم يعشقون طيور الجنة، ويحلم كل منهم أن يحمل (المايك) ويغني مع (عصومي) و(وليد)، أطفالنا هنا لكنهم يعيشون هناك في فضاءات سبيس تون، مع الكابتن ماجد، والمحقق كونان، وسالي، وساندي بل، وينتظرون كل قناة فضائية جديدة يحلقون معها بعيداً عن واقعهم المرير وأحزان ذويهم وآلامهم..

– مع “سنا، أحبها أنا” و”سنعود بعد قليل” و “عدنا” و “كراميش” لا وقت للبكاء عندهم، وحالما تنتهي أيام المدرسة، وتبدأ الإجازة الصيفية تتخطفهم مخيمات الـ Summer Games الصيفية، أو تنتشلهم مخيمات تاج الوقار لحفظة القرآن، ففي العام الماضي بلغ عدد الحفاظ نحو 16 ألف حافظ ممن هم دون الثامنة عشرة.

– وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه؛ لذا حينما تسأل طفلاً عن أمله في المستقبل أو طموحه؟ أو ماذا يريد أن يصير إليه عندما يكبر؟ غالباً ما تسمع الإجابة المفاجئة: “عندما أكبر أريد أن أصبح شهيداً مثل فلان من عائلتي“!

بما أنك تعيش في غزة، صفها لنا.

نافورة مياة وسط الجندي المجهول بغزة ليلاً
نافورة مياة وسط الجندي المجهول بغزة ليلاً

– غزتنا صغيرة، لكنها جميلة، قليلة المرافق وأماكن الترفيه فيها نادرة، لكننا نراها أجمل من مدن القنوات الفضائية، تتعاقب عليها الحكومات والسلطات، لكن شعبها سرعان ما يتأقلم مع الألوان المتباينة، ويتكيف مع الأجواء الحرجة والأوضاع الصعبة، وتشتد الأزمات وتتوالى النكبات، لكنها تبقى شامخة، لعمري من أين يستمد هذا الشعب ثباته الأسطوري؟!.

– قد يلعنها هذا ويسبها ذاك، ويمقت قاطونها هواءها، ويفر منها شبابُها، ويهجرها معظم مثقفيها، ويسافرون بعيداً عنها، ولا يتكبدون عناء الحديث عنها ولا يهمسون حتى باسمها، لكنهم حتماً سيعودون للنهيل من معينها، وترى الحمية في قلوب كل هؤلاء تتأجج في كل مرة ينكأ الظُّلامُ جراحَها..
حينما تتصدر صور مآسيها شاشات التلفزة وعناوين الأخبار، تنهمر الدموع شلالاً وينادي أبناؤها في الغربة: لبيك غزتنا وسعديك، دمانا فداك، ورب الكعبة يشهدُ..

– غزتنا تحنو على أبنائها وتهدهد آمالهم، ومن دمها تغدق عليهم صفحات ناصعة تسطّر تاريخاً أزهراً، وتحذيهم عزاً ومجداً، وتكسو بنيها الإباء، وترفع لهم هامات عز شامخة.. كفاهم فخراً أنهم فوق تربها يمشون.. وعلى ثغورها مرابطون..

ما هي الكلمات الأكثر تداولاً وصدى في نفوس أهل غزة؟
الكلمات الأكثر انتشاراً وشعبية، وعندما تطلق تعني كل منها قصة منفردة في حد ذاتها هي: كابونة، المعبر، الأنفاق، موتور، كهرباء، صلاة الجمعة، إجازة الجمعة، سوق الجمعة، مسجد، حماس، فتح، مقهى، الأهلي، الزمالك، برشلونة، الغاز، الجرة، كافي نت، CHF، وظيفة، بطالة، قاعد، جنازة، شئون، زواج، حفلة، الجامعة، 100$، حصار، الرواتب، فلفل، شاورما، سجائر، المدرسة، سوق الأربعاء، شهيد، الوكالة، جمعية، برزة، حمل، ولادة، بامبرز، مسنجر، facebook، ريسيفر، نت، الأسرى، شاليط، مواصلات، شقة، سيارة، جوال.

الأفعال الأكثر تداولاً: فَتح، سَكّر (المعبر)، أجت، قطعت (الكهرباء)، دخل (السولار، الغاز)، طلعت (الكابونة)، خلّص (الراتب)، خلّصت (الجرة)، نزلت (الرواتب)، انزل (السوق)، هات (المصروف)، رُوح (ع الجامع)، عملت، تشترك؟ (جمعية)، فحصتي؟ (ولد/بنت)، حمّلت (لعبة، فلم، أغنية من الإنترنت)، نزّلت (نغمة للمحمول)، شفّرت (قنوات للديجيتال)، زرت (المقبرة)، استلمت (كابونة)، قبضت (الراتب)، بعتت (حوالة)، زفّينا (العريس)، شيّعنا (شهيد)، حضرت (المباراة)، سدّيت (الدّين).

معبر رفح.. بوابة غزة للعالم.. والسماء من بعده
معبر رفح.. بوابة غزة للعالم.. والسماء من بعده

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. يجب علي أن أحتفظ برابط لهذه التدوينة كإجابة على السؤال الذي يتردد دائما أينما حللت خارج غزة !!
    كيف الأوضاع عندكم في غزة ” !؟

  2. يجب علي أن أحتفظ برابط لهذه التدوينة كإجابة على السؤال الذي يتردد دائما أينما حللت خارج غزة !!
    كيف الأوضاع عندكم في غزة ” !؟

  3. من تتملكه الواقعية بقوتها تترائ له عدة رؤى ::

    اما ان يراها العالم مقبرة لجثث وموت مظلومين  لاوجود لحياة أو ترفيه ,, لضحكة وبسمة ., ويراها البعض
    أرض فتن واستحواذ على سلطة وأموال  وانقسامات  لا يطاق العيش فيها أساسا .

    البعض من تتملكه العاطفة والشجن يراها:
    – منطقة فصل للحق والباطل …وان منها ستبدأ الحياة والقيامة أيضا .
    – قضية عمره
    – يراها البعض  انها وطنه الذي يحلم بالعيش فيه لقداسته … والبعض لا يراها أصلا …

    ربما انا  لا ارى في هذا العالم كله الا مشكلتين هما  المرض ( المتزامن مع الفقر ) والجهل لا أكثر
    فهكذا يتحكم بنا السياسيون ؟
    اضغط على عيش الشعب تظل ملكا !
    انشر الجهل والشائعات بكل مكان تكسب …

    الجانب المادي :
    ربما كان على الجانب الاخر من ( الكتالوج ) ان تكتب أسئلة غير وصفية بل هي أقرب للتحليل .
    واجابتها لاتقترن باهل غزة داخلها – المحاصرين- بل المسؤولين تماما عن الارسال والاستلام والتوصيل والتصرف ..
    – اين تذهب التبرعات الشهرية والسنوية ( المادية ) التي يتسنى لها دخول  الى غزة ( مع إلغائي   لكل مايتم منعه دخولا وكل مايتم اتلافه فهي لا تمثل الا 1%  )  …
    وان خففنا وطأة السؤال ... هل المرسلة ( والتي تم ادخالها ) هي مبالغ قليله فلا تكفي المليون والنصف داخلها ؟

    ان كانت لا تصل للسكان فاين هي ؟
    اجابة غبية :–  ممم… طيب بيقدروا ياخذو شوية ويتركوا شويه للناس؟

    الطبقة العادية والكادحة :
    انت تتحدث عن بائع الصحف او بائع فول, خضروات ,ترمس … موظفين .
    (صاحب مؤهل عالي او اي وظيفة  ينضم لهذه الفئة طبعا)
    ماكانت هذه الفئات المغيرة للمجتمعات يوما فهي مشغولة  دوما …اين الطبقات الأخرى اذن؟ لتساعد وتساند….غزة ليست شيوعية ولا تتبع النظام الشيوعي على حد علمي.
     
    اجابة غبية : لاتوجد طبقة كلهم على ناااااااااااافس المستوى والطبقة ..

    الجانب العلمي :
    * مافائدة ان يكون بمنطقة  كغزة  35 جامعة ومعهد ( مع قلة الموارد )  والخريجين بالالاف سنويا دون ان يكون نجاحهم في تغيير انفسهم ومجتمعهم يتعدى ال 50 % ؟
    رغم ان في جامعات غزة امهر المحاضرين والعلماء على مستوى رائع من الاحترافية

    35 جامعه يعني علم و حياة … وعي و ثقافة ..طموح وتغيير !
    وفي بقاع الارض من يملك في دولته الفقيرة الجائعة  جامعه واحدة ونسبة مثقفيه وعلماء التغيير فيه بالمئات ومنا من يملك في دولته الغنية أو النامية  مئات الجامعات وكانها وضعت للتزيين والتباهي .
    معادلة معروفة من يمتلك العلم يمتلك العالم …
    لن اذكر الكثير الكثير من الامثلة لدول تم ابادتها بالكامل ومحاصرتها بشكل مخيف لسنوات ( ومازالت ) فلم تترك للضعف وقلة الحيلة ذرة … بل انتفضت دون حتى مساعدة لأي دول قريبة او بعيدة … ورغم الضغط السياسي عليها الا انها مازالت تتحكم لتحكمها بقوى العلم وخفاياه .

    فكلنا نكذب على انفسنا ان قلنا ان التغيير ثقافي وسياسي في  اي بلد سيكون من خارجها … وماحدث في العالم قط تطبيق لنظرية كهذة ( ماعدا في التغيير الحربي والاستعماري) .
    التغيير يبدأ من الداخل : النفس اولها وينتهي بمجتمعها .
    ومشكلتنا جميعا في عالمنا الاسلامي والعربي هو ( انفسنا ) لا سياستنا او مسيسينا ..

  4. الجانب الانساني والاعلامي  :

    لا يختلط مفهوم الدنيا هناك في غزة على  كلمة واحدة فقط وهي  ( الظلم ) الذي يعيشونه .

    (ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله بالقسط ولايجرمنكم
    شنئان قوم على أن لاتعدلوا اعدلواهواقرب للتقوى)

    هذا الجانب هو المفقود تماما … حتى في توزيع الأموال ..
    ربما لم نرى المليون ونصف من المسلمين الذين تم ابادتهم في الصين دون ان يرثى عليهم احد ..ولم نسمع ابدا في البوسنه ومجزرة سربرينتشا الا بعد سنوات ..تركستان الشرقية ..مجازر  المسلمين في جورجيا و ارمينيا  المغلق عليها دون حس ولا خبر.
    وكثيرة هي المناطق التي لا يراها الاعلام المرئي نهائيا ..او يتغاضى عنها .. ليظهروها بعد سنوات بعد ان يموت  الفاعل … فوقتها تكون مادة اعلامية طازجه للعلن ..
    ولو رأينا من لا يستطيع ان يعمل بسبب فرط الجوع والتضوع .. حتى التصق الجلد في  عظمه .
    وتأتي المساعدات فلا تكفي ( مليار جائع ) حول العالم ..
    ومناطق اخرى من العالم التي تطرق الام بيوت الغرباء كي ( تهدي لهم ابنها او ابنتها ) كجسد للتمتع الجنسي.. فينتهك  كالخرقة .. ليأكل اليوم ويشبع معدته … ويكبر وينسى …..
    وتظل بهذه الدوامه فأما ان يأتي اليوم الذي تبيع فيه هي جسدها او تبيع جسد اطفالها ذوي ال 4—8 سنوات … وينسى ! وليكبر ..
    ربما تكون غزة اكثر المناطق حظا في الجانب الاعلامي .. وربما سبب هذا هو متاجرة البعض في قضيتها كثيرا  .
    ***
    لتطلب طلبا من الانترنت من امريكا مثلا ليصل الى اي دولة عربية فسعر التوصيل والشحن فقط يتكلف اكثر من السلعة التي طلبتها واشتريتها .
    مثال : قلم رصاص سعره 3 دولار … ليصل اليك ببلدك سيكلف 15 ضعف سعر البضاعه نفسها .
    وشاملا للضرائب طبعا …
    ولتكن الانفاق هي ( امازون ) الجديد الذي يكسب اضعاف البضاعه المرسلة … مع اختلاف الوقت الذي يصل بعد مدة طويلة من الانتظار والترقب والمتابعة .. وعدم مسؤولية تعطلها او تلفها بالطريق .
    دون مراعاة لظروف الشاري و مدى احتياجه … فالعملية ربحية ايضا .. ولا مجال فيها للتطوع … فكل شي في الحروب والمناطق المحاصرة يكسب .. حتى بيع حليب الاطفال والادوية  !
    لا عدل في اموال  لا تصل لمن يحتاجها … ولا عدل في مئات الخريجين يتخبطون التشائم او التطرف اي كان نوعه ..

    استنتاج :

    لو تملكتنا الواقعية لتركنا اوطاننا تحت وطئة صهاينه ا و حكام ظلمة … ولو تملكتنا العاطفة لظللنا نبكي جراح وآلام ..ونظل حتى نهاية الشريان نشتم في كل شيء حتى أنفسنا … فلا نتقدم ..
    ربما كان ماذكره رمش العين هو تفسير لصورة هو صورها .. وربما صورة كما هي  احترافية جدا فلا مجال للشك بحقيقتها … ولا حاجه لتعديل عليها في فوتشوب .
    فغالبا لا ارى فيها  واقعية جافة ولا عاطفة مفرطة وهذه الحقيقة … ان تحمل الأثنين وتتوازن على  ِرجْلين ..

    النهاية :

    كان سؤال أخير يتبادر في ذهني دوما
    ((وهذا لا يشمل غزة لحالها … بل كل الشعوب المسلمة التي تريد فعلا النصر ..))
    ” لوتحررت غزة اليوم والقدس ” ماذا سيحصل؟
    وماذا بعدها ؟

    هل سيتغير شي فينا ؟ سنصبح أفضل؟ أحسن ؟ أقوم … أكثر توازنا وتفاؤلا ..
    الطماع سيتوقف عن طمعه و ظلمة للمحتاج … الرئيس في ظلم مرئوسيه … الظالم سيتوقف عن طلمه ؟  ستخفي الطائفية والعنصرية ؟
    سيزيد عدد مبدعينا وعلماءنا .. سيقل عدد الحاسدين والحاقدين ؟

    هذا لا يحدث … ولم يحن موعد لنصر..ولا توجد بوادر لنصر حالية ..
    النصر له شروط وخطوط و مبادرات…
    فيكون الانسان هو اساس التغيير ليغير بيته ومن بعدها يعم هذا كله في المجتمع لتحرر الشعوب من ضعفها و قيدها لنفسها … لتتمكن من فك قيود خارجية سهلة الاذابه ..و الكسر .!
    فلن يكون هناك تغيير وجاري جائع .. وفي جيبي قوت يومي … فامتنع ان يكون نصفه او حتى ربعه له !

    *
    ( ماكتب كله موجه لنفسي أولا  و كل من يهتم بقضايا الانسانية فكلنا في نفس السلة فلا مزايدة لأحد منا على آخر لا في جنسيته ولا طائفته ولا جنسه.. )
    *
    لاانسى ان اشكرك و اعتذر على اطالة التعليق  …فهي  صارت مقال داخل كتالوج !

  5. موضوع شيق .. بالمناسبة كل ما تكتبه عن غزة ممتع وشيق وقريب جدا للواقع ..
    لو أنك جعلت هذا الموضوع سلسلة وادرجته على مراحل لاستمتعنا أكثر ، مع أننا استمتعنا به على هذا الحال كثيرا !
    دمت مدونا محترفا …

    خالد: أعرف أن الموضوع أطول مما يمكن.. ويمكن الاستفاضة فيه بشكل كبير
    إلا أنني آثرت أن أنشره دفعة واحدة نتيجة الاهتمام العالمي بغزة وأهلها
    ومن يدري ربما فصلت لاحقاً كل سؤال في موضوع منفصل لينال حقه من الإفادة والتوضيح
    سلمت على مرورك الكريم وتعقيبك الطيب

  6. اقول كما قالت الاسود انا من كنانة الاسود وساقول كما قال الشاعر (لا تأسفن علي غدر الزمان لطالما جثت فوق الأسود كلاب) *****
    وايضا***
    نعيب زماننا والعيب فينا ولو نطق الزمان لهجانا

  7. ماشاء الله عليك استاذ خالد رائع رائع واكثر من رائع ربنا يحفظك يسلموووو الايادي على هالابداع ومنو لاعلى ان شاء الله … بارك الله فيك .. تحياتي مع فائق احترامي ..^ ^
    SAMAR

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى