نظرة على فيلم Up 2009

تاريخ الإصدار: 29 مايو 2009م
مدة الفلم: 96 دقيقة
التصنيف: كرتوني ، مغامرات، فكاهي، عائلي
تأليف : بوب بيترسون Bob Peterson
إخراج: بيت دكتر Pete Docter
من أفضل 250 فلم في تاريخ السينما : مرتبته: 54
IMDB Rank: 8.6/10
رابط المعلومات الكاملة على موسوعة الأفلام: Up 2009

قصة الفلم
يمكن اختصار القصة في طموح يراود خيال طفلين..

الأول يمضى شريط حياته أمام ناظريه سريعاً دونما يحظى بفرصة لتحقيق هذا الحلم حتى وصل لسن الثمانين من عمره عندما أتيحت له هذه الفرصة، (كارل فريدريكسين) Carl Fredricksen طفل يميل للصمت الطويل، يلتقي بالثرثارة (إيلي) Ellie التي تشاركه الطموح والرغبة في الوصول إلى (شلالات بارادايس) في أمريكا الجنوبية ، وانطلاق حياتها الخاصة، ومغامراتها من هناك.. فيلقي حمله على كاهلها، بانتظار اليوم الذي يجمعا فيه ثروة مناسبة ليحققا سوياً هذه المغامرة الشائقة، وتمضي بهم السنوات سريعاً حتى يخطفها القدر من بين يديه قبل تحقيق الطموح المشترك..

والثاني هو الطفل (راسل) Russell ، الذي يحلم بمساعدة مسن ليحصل على آخر وسام للكشافة ضمن مجموعته الضخمة من نياشين الشجاعة والبطولة والمبادرة، فيجد في العجوز كارل ضآلته، ويلتصق به كظله لتقديم أي مساعدة تحقق طموحه..

تجمعهما الأحدث المتلاحقة في مغامرة مثيرة حين يربط العجوز بيته بملايين البالونات المعبئة بغاز الهيليوم ، ويطير به متوجهاً لأمريكا الجنوبية، حيث شلالات بارادايس، ظناً منه أنه يقوم بهذه الرحلة وحده، لكن يفاجأ بالطفل (راسل) يطرق بابه ويستأذنه الدخول، على ارتفاع أكثر من ألف قدم فوق سطح الماء، فيوافق على صحبته مضطراً..

وتتوالى على رأس العجوز (فريدريكسين) المفاجآت حين يلتقي في أرض الأحلام هناك ببطل طفولته المشترك مع زوجته المرحومة (إيلي)، ورغم فرحته الغامرة بهذا الإنجاز، تتغير لديه المفاهيم كلياً في لحظات.. ويعلم أنه لتوه قد تعلم درساً أفنى 80 عاماً من عمره ليعرفه، بينما تعلمه الطفل راسل في ساعة من نهار..

أترك بقية الأحداث والتفاصيل لمن لم يشاهد الفلم بعد.. 

أما ما أعجبني، فهو مشاهد حياة الزوجين وهي تمضي سريعاً، على منوال فيه الألفة والمحبة والمودة، بأبهى صورها، رغم حرمانهما من نعمة الإنجاب والأبناء، إلا أن كل منهما حافظ على رسم الابتسامة على ملامح نصفه الآخر، الجلسات الأسبوعية لهما لمشاهدة البرامج المفضلة سوياً، وقراءة الكتب والمجلات معاً، والجلوس تحت ظل شجرتهما فوق التلة لحظة الغروب، والاستمتاع بالشروق كل يوم الساعة السادسة صباحاً، ورسم جدران البيت وكافة تفاصيله سوياً، والاعتناء بنظافته وأناقته وبساطته، والمحافظة على أشياء الآخر وحاجياته..

دوام مخاطبة (فريدريكسين) لزوجته (إيلي) – بعد وفاتها – واستشارتها في أمور حياته، والاستئناس بوجودها إلى جواره، حتى عندما تخلص من كرسيهما في نهاية المغامرة وضعهما جنباً إلى جنب فوق شلالات الأحلام المشتركة..

وفي نهاية الفلم تشهد تغيراً غاية في الروعة في موقف العجوز الصامت المتحجر في رأيه، عندما تخلى عن أحلامه هذه كلها مقابل هدف نبيل أسمى..

ولا عجب بعدها أن يحصد الفلم المركز الأول لأسابيع طويلة في US Box وينضم لقائمة أفضل 250 فلم في تاريخ السينما ، بحصوله على الرقم 54 بواقع تصويت 8.6 من 10 حسب تقييم imdb

الاهتمام بتفاصيل الشخصيات الرسومية ثلاثية الأبعاد، والطبقة المخملية المنقوشة في الملابس مع الظلال التي تدل على احتراف عالي في الأداء والعرض كلها ساعدت على الارتقاء بمستوى الفلم لدرجة عالية..