ثلاثون ثانية كافية لإنهاء ثلاثين سنة عجاف
“أيها المواطنون.. في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد والله الموفق والمستعان”
كلمات تخلو من الفصاحة والبلاغة، لكنها تحمل في طياتها أسعد خبر سمعه الشعب المصري منذ 30 عاماً، فلم تكد تلك الكلمات الـ 31 تخرج من مخاضها العسير من بين شفتي نائب رئيس الجمهورية “السابق” عمر سليمان، حتى تهادت برداً وسلاماً على أسماع ملايين البشر في أصقاع المعمورة، فصدحوا بكل ما أوتوا من قوة بالهتاف والتكبير والدموع، والبهجة والزغاريد والسجود والتهليل، كلٌ كيفما اتفق..
أيقنوا بعد خطاب سيادته قصير الأجل أن أجل النظام الحاكم قد أجهضته ثورة عمرها 18 يوماً صُنعت بأيدي مصرية شابة لا تشوبها شائبة الأوراق ولا الدفاتر ولا الأجندات الخارجية، وبأسلوب تقني حديث لم يألفه النظام عتيق الطراز.
ماذا فعلت الأرقام بهذا النظام الهش، وكيف أوقعته في حبائلها؟
أنهى النائب “السابق” كلماته تلك في 31 ثانية معلناً انتهاء 30 عاماً من حكم نظام ظالم، نُسف عن بكرة أبيه وابنه وسارقيه ومخبريه، وفي الحاشية كبيرهم الذي علمهم السحر، وزبانيته المندسين، وعلى الهامش آخرون من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم.
ثلاثون كلمة كانت كافية لاندثار فترة مظلمة في تاريخ مصر العريق، تراجعت عن مكانتها الريادية بين الأمم، وتخلت عن الراية طوعاً، تاركة شعبها المطحون يعاني ضنك الحياة ويقاسي مرها في ظل قانون طوارئ هو الأطول والأغرب في تاريخ البشرية، لا لشيء إلا لأنه استخف قومه فأطاعوه.
خرج عليهم ذات مرة في زينته، وحول قنواته وأبواقه تصدح بحكمته، إذ ينادي الثوار: عودوا إلى بيوتكم وانعموا باستقرار طالما كنا فيه نرتع قبل هذه الفوضى والدمار، أيها المواطنون الكرام أرجعوا لمصر بهجتها وهدوءها، نيلها وقناتها، ترابها وريفها، أليس فيكم رجل رشيد؟
ظن أنه مانعته فضائياته المائعة من ثورة الشعب، وأخذته العزة بالإثم، وتعالى وتجبر، وبعث في الحزب الحاكم حاشرين، يأتوه بكل البلطجية الفاسدين؛ ليخمد الثورة في مهدها، ملتفاً حول أبطالها بالترغيب والحوار تارة وبالترهيب والاعتقال أخرى، ومضى في سباق حميم مع الزمن، يلملم حقائبه ويكدس فيها الأموال أحياناً، وأحياناً أخرى يكشف أوراق المرتشين من حوله، ثم يرضخ متأخراً لمطالب الثوار فيلغي قانون الطوارئ، ويعين نائباً ويفضح مفسداً، ويفتح شارعاً ويبني مسجداً ولسان حاله: “..لعلي أعمل صالحاً فيما تركت” ويرضي نرجسيته بأنه ليس المقصود، إنما الشعب أراد الحياة وخرج لإسقاط النظام..
لم يسعد النائب الجديد بالوظيفة الجديدة، ولما يستقر المقام بالوافدين الجدد على مجلس الشعب بعد، وفي جعبة كل واحد منهم أحلام الثراء الفاحش مازالت في مهدها تتراءى، وأصبح الذين تمنوا مكانهم بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، وها هي ثورة الشباب تجبره على الوقوف أمام الكاميرات التي طالما تبسّم لها، يقف هذه المرة ووجهه مسود وهو كظيم، يتوارى من العدسات من سوء ما سيبشر به، ينطق آخر 31 كلمة له نيابة عن ولي نعمته، لينتهي بها عصر الاستعباد، وينجو هو وحاشيته ببدنه وله الخزي في الدنيا وموعد عند الله لن يخلفه في الآخرة.. يقف وفي خاطره تمر ثلاثون سنة كأنها ساعة ليؤكد حقيقة كونية وسنة الله في عباده الذين ظلموا، دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة.. فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم؟
تغير مجرى التاريخ في هذا اليوم الفارق الغريب في شكله ورسمه وهيئته، وسيحفظ العالم هذه المنظومة العجيبة من الأرقام 11022011 فهي تقرأ من اليمين كالشمال، والوجهة واحدة يوم 11/02/2011 يوم أن سقط النظام.. بيد الشعب..
يؤكد التاريخ أنها ذكرى معركة المنصورة في 11/2/1250 حيث تغلبت القوات الأيوبية على القوات الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا
أما حديثاً فيصرح الإخوان المسلمون أنه يوافق 12/2/1949م عشية اغتيال الإمام الشهيد المؤسس حسن البنا.. على اعتبار أن استشهاده نصر
منذ ثورة 23 يوليو 1953 حكم مصر أربعة رؤساء كلهم محمد، بدءاً من اللواء أركان حرب محمد نجيب، مروراً بابن الصعيد محمد جمال عبد الناصر، وابن السودانية محمد أنور السادات، وأخيراً محمد حسني مبارك.. ترى هل سيكون القادم “محمد” من نوع جديد؟
بسم الله والحمد لله والصلاة على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله أما بعد،
أين الذين تشدقوا بعروبة وشواهد الظلم تصفع وجه كل جبان؟؟ إن آيات الله تعالى تتجلى علينا مع كل نفس نتنشقه في هذه الدنيا..
فقد ظن أنه مانعته حصونه لكن … تبت يدا أبي لهب وتب … ما أغنى عنه ماله وما كسب
وحقت كلمة ربك لعباده ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز .. فالحمد لله على تمام المنة ..
ولما كان ذلك فإن الله علم ويعلم أن في هذه الأمة بقية صالحة تستحق النصر .. فكان النصر من الله .. ليس بالتوازنات المادية .. إن سلاح المؤمنين هو الإيمان وهذا ما كان الشباب بحاجة إليه … الإيمان .. الطاقة الروحية الهائلة .. مددها من عند الله .. لهذا ليس لها حل إلا من عند الله .. وكيف يخيب الله أناسا خرجوا في سبيله؟؟
ختاما .. فعلا إنها مفارقة عجيبة أن يتوالى على حكم مصر 4 رؤساء كلهم باسم محمد .. ويا أسفي ؟؟ لم يكن من بينهم محمد !؟!؟
فهل ثمة محمد (حقيقي) في الطريق للامساك بزمام القيادة ؟؟ هذا ما لا يعلمه إلا الله سبحانه.
بارك الله فيك أخي في الله خالد على المقال الرائع وأستغل الفرصة لتهنئة الأمة الإسلامية بذكرى مولد سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- ولك خصيصا أخي في الله خالد.
والله من وراء القصد.
ارقام لها افعال عجيبة
ولكن دقة ملاحظتك رائعة دوما يا صديقي
انا عاوز اعرف مين الي كان واقف ورا عمر سلمان وهو يلقي كلمه التخلي