أصحاب القبعات البيضاء في غزة

انطلقوا كالنور بقبعاتهم البيضاء وهممهم الوثابة، بينا ينفض آخرون الكرى عن عيونهم ظهراً كانوا في كل طريق وشارع وزنقة، مدججين بكافة أسلحة النظافة الشاملة،  منها التي تحمل على الأكتاف والتي تجر أو تساق أو تعلق، قلوبهم نقية كقبعاتهم، صدورهم فتية كغزتهم، نفوسهم إيجابية كدعوتهم..

سواعد هؤلاء طالما شغفت بالعمل لأجل الوطن، وها هي تتوافد اليوم في أضخم حملة تشهدها أرض الرباط لتبرق رسالة مفادها أن غزة جميلة وستبقى رغم الحصار أجمل، في عيونهم على الأقل..

لم يكن اختيار يوم العمال – الأول من مايو – كموعد لانطلاق الحملة عبثاً، خصوصاً وأنه شهر يحمل منتصفه ذكرى أليمة للشعب الفلسطيني، ربما اختاره الساسة بعد التوقيع المبدئي على ورقة المصالحة في مسلسلها السرمدي.

شاركت مثل العالم والناس في فعاليات هذه الحملة منذ الصباح مع نواب المجلس التشريعي وقادة حماس، والعمال، والمهتمين، وعامة الشعب الذين أنضوي دوماً تحت مظلتهم لأنني مصر على المحافظة على بلادي جميلة، وأكره السلبية، وأسعى دوماً لإظهار صورة أجمل لغزة.

نعم، حملنا أجندة متخمة بالأعمال والمهام الواجب إنجازها أهمها:  تنظيف الطرق والأماكن والمرافق العامة ووضع الكراسي في الشوارع ودهان الأرصفة والمساعدة في إعادة بناء البيوت المهدمة وزراعة الأشجار وتركيب إرشادات مرورية ومظلات لمواقف السيارات في أرجاء غزة، وغيره الكثير.

خلال جولتي الاستكشافية لأرجاء خان يونس، السكة، البلد، المعسكر، المشروع، الشرقية، بني سهيلا، عبسان، خزاعة، معن، الفخاري..  تبادر سؤال لذهني وألح على خاطري، ما الذي يجبر هؤلاء على العمل التطوعي طوال اليوم؟

مجموعة من الصور لفعاليات يوم العمل التطوعي .. غزة أجمل رغم الحصار

رابط بقية الصور ضمن ألبوم: غزة أجمل رغم الحصار