كيف تحصل على 100 ألف نقطة وتستبدلها بجهاز آيفون؟
أكثر من مرة يطلب إلي أصدقاء مهتمون الحديث عن تجميع النقاط واستبدالها بهواتف جديدة من شركة الاتصالات الخلوية جوال في غزة، خصوصاً وأنها أصابت العالم والناس بالهوس والإدمان، ووصلت في بعض الأحيان للتسول أو ربما السرقة لتحصيل النقاط والفوز بالجائزة المرصودة..
تسول أون لاين:
كان لابد أن أعيش الحالة ذاتها، وأنطلق لعالمي أستعرض عضلاتي وأبرز مواهبي في.. فن التسول، نعم أستجدي أصحاب القلوب الرحيمة، والنقاط الكثيرة، بكلمات الذل لعلي أنال من نوال المحسنين النقاط أعدها وأجمعها، وأنتظر تمام كمالها لأستبدلها بجهاز الأحلام، آيفون.
أطلقت حملة تسول أون لاين على الإنترنت
تحت شعار “نقطة قليلة تمنع بلاوي كتيرة، ونيالك يا مرسل النقاط“
ولاقت رواجاً ما كنت أتوقعه، واهتماماً من الشباب والفتيات، واستعداداً للمساهمة والإرسال، وبدأت الدنيا تمطر نقاطاً، من ظن أنها دعابة أرسل نقطة، ومن اعتقد أنها حملة جادة أرسل 400 نقطة، ووصل العطاء عند بعضهم لأن يرسل 1000 نقطة، وبمزيد من الاستعطاف والتسول سأصل، ربما أزعج الناس وأقض مضاجعهم، أو أمارس هواية “الزن” على صفحات الآخرين، أو إغراق صناديق بريدهم بالرسائل والطلبات حتى يستجيبوا، فعلت ذلك كله وهدفي واضح (100 ألف نقطة = آيفون)
أمضيت الليل كله في متابعة حثيثة لكل رد وتعليق، والنشر على أكثر من قناة وفي أكثر من صفحة وموقع، تارة بالنصوص وأخرى بالصور، فلكل تسول فن والتسول التقني يمتاز بأدوات أجمل.
أصل الحكاية:
أطلقت جوال حملة جمع النقاط بداية شهر نوفمبر، بالتزامن مع إعلان شركة الوطنية طرح مناقصات لوكلاء معتمدين في غزة للبدء في تقديم خدماتها بداية العام القادم.
لا تصدق أي حملة:
حسب جوال فإن كل نقطة تعادل 0.02 شيكل أي أن كل 50 نقطة تعادل 1 شيكل، بمعنى آخر حتى تحصل على محمول من نوع آيفون لابد أن تجمع 100 ألف نقطة أو تتكلم ب 2000 شيكل (540 دولار)، وفي السوق تجد أن آيفون 4 سعة 8 جيجا متوفر بسعر 549 دولار، يعني هذه الحملة توفر عليك 9 دولار.
تمييز عنصري:
وفي أول تمييز بين الضفة وغزة تجد قائمة الأجهزة تضم 15 نوعاً متاحاً لأهلنا في الضفة الغربية بينما هناك 7 أنواع فقط متاحة لأهل غزة.
ليس ذلك فحسب بل تقرأ ضمن شروط الحملة:
بالنسبة لمشتركينا في قطاع غزة في حال رغبتكم بتبديل نقاطكم بجهاز Samsung Galaxy S2 أو جهازIphone 4S يمكنكم التسجيل لاستلامها حال دخولها إلى قطاع غزة أو الاستفادة حالياً من جهاز Iphone 4، العرض ساري حتى نفاذ المخزون والكمية محدودة جداً.
الله أعلم متى يأتي موعد دخولها لقطاع غزة.
في غزة لابد أن تجمع 11 ألف نقطة حتى تحصل على أقل جهاز معروض للاستبدال وهو: Nokia 2700.
في الضفة يمكنك استبدال 2000 و 2500 و 3000 نقطة بقائمة تتكون من 5 أجهزة.
أقل جهاز متوفر هو Motorola Wx181 مقابل 2000 نقطة. (في الضفة فقط)
أعلى جهاز متوفر هو iPhone 4S مقابل 150 ألف نقطة. (في الضفة فقط)
والسبب في ذلك طبعاً شماعة الحصار إياها.
فوائد وعوائد:
حسب جوال: تعتبر حملة النقاط من أنجح حملات جوال، والأجهزة التي تم استبدالها بالمئات حتى الآن. لك أن تتخيل عدد الأنواع وما يقابلها من مكاسب حققتها الشركة خلال أيام.
المستفيد الأول من الحملة مراكز بيع بطاقات جوال والاتصالات وشحن الرصيد.
منذ بدء الحملة وحتى كتابة هذه السطور ومركز الاستعلامات (111) لا يستجيب إلا بمعاناة وبعد محاولات عديدة.
الشغل الشاغل لأهل غزة هو البحث عن النقاط والتسول في بعض الأحيان لطلبها، وقد وصلت بأحدهم أن يسرق من زميله أو صديقه أو قريب له هذه النقاط على أمل أن يصل للرقم المنشود، طبعا هو رجل حر وقام بفعلته تلك بمحض إرادته ولا تلام جوال على ذلك، ولسان حالها: لا تلوموني ولكن لوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم ولا أنتم بمصرخي.
يا عزيزي كلنا لصوص:
أما عن شخصي المتواضع، فأبشركم أنني أخيراً امتهنت التسول، بدأتُ على استحياء، وحمرة الخجل لا تفارق كلماتي، ومع زيادة النقاط أحسست بالجرأة تدب في أناملي، حتى وصلت لمرحلة “الكلاحة”، وعدم المبالاة وسيل الاتهامات والشتائم من الأصدقاء والمعارف، والشكوك تساورهم في الصفات الجديدة التي ما عهدوا نصفها في شخصي مسبقاً، مثل الاستجداء والطمع، والاستغلال والإلحاح، والتذلل والوقاحة، وغيرها..
انشغلت عن بيتي وأهلي وعملي، أهدرت مالي وأهملت حياتي، وأدمنت النقاط وأصبحت أعدها وأمسيت لا أحلم إلا بزيادتها، تجاهلت تساؤلات شتى حامت حولي:
– هل كان يبكي أخي الصغير عندما أخذت منه 1116 نقطة عنوة؟ لا يهم
– لا أدري لماذا لم يعد يحادثني صديقي الذي حوّل 2000 نقطة لي على خجل؟
– ترى هل ظن ابن خالي بي سوءاً حينما حوّلت 717 نقطة من رصيده دونما علمه؟
– هل كان كذباً ما نشرته على صفحتي بأنني بحاجة “لآلاف” قليلة وأحصل على الآيفون، والحقيقة “لعشرات الآلاف“؟
– رأيت الكثير من نظرات الازدراء من زملاء العمل وهم يتناقلون حديثاً هامساً يتفقون فيه على عدم التواصل معي مجدداً، هل كان بسبب تفحصي الدائم لأجهزتهم؟
لا تلوموني، لست وحدي أريدها، وهذا ما آل إليه حال شريحة عريضة من شبابنا بين ليلة وضحاها.. وبعد ذلك تكتشف أنها مجرد بداية، وهو جزء من مستقبل مشرق أرادته لنا شركة جوال بحملتها الأخيرة، بالسعي المسعور وراء النقاط المزعومة.
شكراً على اتصالك.. نهارك سعيد:
وهكذا تسولت حتى جمعت في الأسبوع المنصرم أكثر من 23 ألف نقطة، ولأن هدفي الأسمى كان واضحاً، فقد جمعت النقاط، وخزنتها ولما شعرت بروعتها وطيب رائحتها تدغدغ مشاعري..
حالي كحال الحسن البصري رحمه الله حين طلب إليه العبيد أن يتحدث في خطبة الجمعة عن فضل العتق، فلم يفعل لثلاث جمع وفي الرابعة خرج عليهم قائلاً: “حينما حدثتموني لم أكن أملك عبداً، ولم أرد أن آمر الناس بمعروف لم أفعله، ولم يكن لدىّ مال لشراء عبد، فانتظرت حتى أتاني مال، واشتريت عبد، وتركته في خدمتي بضعة أيام، حتى أشعر بمدى حاجتي له، وحينما تأكد في قلبي مدى احتياجي له، قمت بعتقه، ثم قلت هذه الخطبة”.
حينما تأكد في قلبي مدى احتياجي لنقاط شركة جوال، أرجعتها..
نعم أرجعتها لأصحابها ومعها 50 نقطة مني زيادة لمن أرسلوا أكثر من 100 نقطة..
شكراً واحتراماً فلست في حاجة لها، ثم قلت هذه الرسالة.
في موقع جوال مكتوب انه كل شيكل بتاخد عليه نقطة يعني بدي أكون دفعتلهم ١٠٠ الف شيكل عشان آخد ايفون
استهبال
خالد:
ورد في الموضوع: كل نقطة تعادل 0.02 شيكل أي أن كل 50 نقطة تعادل 1 شيكل، بمعنى آخر حتى تحصل على محمول من نوع آيفون لابد أن تجمع 100 ألف نقطة أو تتكلم ب 2000 شيكل (540 دولار)
خير ما فعلت يا أخ خالد والله ان هذه الشركة نشرت بين شبابنا وفتياتنا من وراء حملتهم الطمع والكره والتضايق من بعضنا وما قلته آنفا في موضوعك من صفات لم تعهد بين الاصحاب….
ونسأل الله تعالى ان يهدينا ويهدي شبابنا وفتياتنا الى كل امور الخير …….
مشكوووووووووووووور على الموضوع……
خالد:
الحمد لله على كل حال
ونسأل المولى عز وجل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
وانا اللي فرحت لم عرفت انه عندي 922 نقطة وباسأل بكل بلاهة .. شو نوع الجوال اللي راح يعطوني اياه .. ما كنت بدري بالارقام الخرافية اللي بطلبوها .. المشكلة انه في ناس حصلت على الآي فون .. مابعرف كيف يعني ..!! بس بتهيألي انهم اللي بيشتغلوا في سرقة ” الأكواد ” والله اعلم ..
موضوع ممتاز وتحليل رائع .. والحمدلله اني لم ادخل في هذا السباق المحموم للحصول على الآي فون .. يكفيني في الوقت الحالي N73 🙂
خالد:
ذكرت في الموضوع مجموعة من الطرق التي حصل بها هؤلاء على هذه النقاط الخيالية
منها البيع والشراء.. أصبحت هناك سوق سوداء ضخمة في أرجاء القطاع للبيع والشراء
وهناك صفحات على الإنترنت لبيع النقاط واستبدالها بأرصدة
الحمد لله الذي عافانا
مالو N73؟
هايو مرتب وماشي حاله والحمد لله بيحكي ألو 🙂
جميل جداً .. لك أن تتخيل كم كانت كلماتك واقعية و أثرها كان واضحاً جلياً .. فهذه حال من يغِّيب عقولنا وينال من تفكيرنا سيجد الكثير الكثير من المداخل التي قد تعمل من أجل تحقيق مطامعه ان صح التعبير بعيداً عن الوطنية وووو،،،، . وما هي الا اساليب مضلله ومكشوفة دائماً .. لا تحرمنا جديدك سيدي . فنحن على متابعة دائمة . تحياتي
أغبطك على عمق تفكيرك ونظرتك التحليلية المميزة.. خسارة تبقى مجرد تجربة مسطرة في مقال أو تدوينة، هي تجربة عملية لها مدلولات نفسية وتجارية مهمة..
أبدعت..