كالعادة في بداية كل عام افتتح الأوسكار دورته الـ84 وسط حضور كبار الفنانين العالميين، وعلى غير العادة فرضت السياسة نفسها على الحفل هذه المرة.
وعلى مبدأ: “عدو عدوي.. ليس بالضرورة صديقي” سرت نشوة انتصار في قلوب المتابعين في العالم العربي لأحدث الأخبار الواردة على البساط الأحمر، من مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، بعد إعلان انتصار إيران على إسرائيل وإلحاقها الهزيمة في عقر أمريكا
، ولكن في عالم الفن هذه المرة، فقد فاز الفيلم الإيراني (طلاق A Separation) بجائزة أوسكار أحسن فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار) الذي أقيم في ساعة متأخرة ليل الأحد26 فبراير ليصبح أول فيلم إيراني يفوز بالجائزة، وفي المقابل نكص الفيلم الإسرائيلي (ملاحظة هامشية Footnote) على عقبيه، وعاد مخرجه (يوسف سيدار) أدراجه خائباً..
ليس ذلك فحسب بل حزن (نتنياهو) بعد سماعه الخبر، وكان قد تمنى فوز الفيلم الإسرائيلي بجائزة الأوسكار قائلاً :”إن الفيلم لمس قلوب الكثير من الإسرائيليين، ومن بينهم هو نفسه، حيث يتناول الفيلم قصة تنافس بين أب وابنه، وكلاهما عالم بالتلمود في القدس“
بينما صدرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في الصباح التالي تحمل عنواناً يقول: “إسرائيل تخسر الأوسكار أمام الطلاق الإيراني“.
وفي الجانب الآخر احتفلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بهذا الانتصار بالإعلان عن أن إيران -التي تواجه تهديدات إسرائيلية بضربها- نجحت في اقتناص هذه الجائزة من أنياب العدو الإسرائيلي.
أما خلف الكواليس فلم تكن المنافسة على التمثال الذهبي فحسب، بل كان الصراع سياسياً دولياً بين إيران وإسرائيل، وقبل حفل توزيع جوائز الأوسكار بيوم واحد لم يحضر المخرج الإيراني (أصغر فرهادي) حفلاً كان على هامش الجوائز معللاً تغيبه بوعكة صحية، وفسر الإعلام الإسرائيلي عدم حضوره بأنه يتجنب لقاء المخرج الإسرائيلي المرشح أمامه (يوسف سيدار) ولم يخرج (فرهادي) لمقابلة المصورين الصحفيين، كذلك الحال مع طاقم الفيلم الذين تجنبوا محادثة الصحفيين.
—- فاصل معلوماتي —
قائمة جائزة أوسكار أفضل فلم أجنبي لعام 2011
الفائز فلم:
A Separation (2011) – طلاق المخرج أصغر فرهادي (إيران)
الأفلام الأخرى التي تم ترشيحها:
Bullhead (2011) – رأس الثور المخرج ميكائيل روسكام (بلجيكا)
In Darkness (2011) – في الظلام المخرج أنييزكا هولاند (بولندا)
Monsieur Lazhar (2011) – السيد لازار المخرج فيليب فلارديو (كندا)
Footnote (2011) – ملاحظة هامشية المخرج يوسف سيدار (إسرائيل)
—— عدنـــــا ——–
وكان ينظر إلى (طلاق A Separation) على أنه من بين المرشحين للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة الأجنبية بعدما اكتسح مجموعة جوائز في أوروبا والولايات المتحدة، والفيلم هو ثاني فيلم إيراني يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار وأول فيلم إيراني يفوز بالجائزة.
ويركز الفيلم على زوجين يمران بالطلاق ويتطرق إلى العادات والعدالة والعلاقة بين الرجل والمرأة في إيران الحديثة.
وبالرغم من الصدى الإعلامي الذي أحال المنافسة إلى معترك السياسة إلا أن كلا الفلمين اجتمعا على أنهما يحكيان عن الأسرة ويتطرقا لموضوعات إنسانية، ليس لها علاقة بالسياسة وما يدور من صراعات بين الدولتين.
والجدير بالذكر أن إسرائيل تقدمت 10 مرات لجوائز الأوسكار، إلا أنها لم تحصل على التمثال الذهبي بعد، ومنذ الجنة الآن Paradise Now 2005 الفلسطيني للمخرج هاني أبو أسعد لم نسمع عن فيلم عربي رشح لجائزة من جوائز أوسكار.