فيلم الفاتح Fetih 1453 فتح جديد للسينما التركية
أن تشاهد فيلمًا عالميًا بإنتاج ضخم ولا يصف الإسلام بالإرهاب وأهله بالمتطرفين..
أن تتابع مشاهد مؤثرة على الشاشة الكبيرة وتتحدث عن مجد الإسلام وفتوحاته العظيمة..
أن تسمع التكبير من حناجر الأبطال وهم يمتطون صهوات الجياد الصافنات في حركة هوليودية بطيئة..
من المؤكد أن هذه تجربة فريدة من نوعها تجرأ مخرج معتز بتاريخ الإسلام وأخرجها للنور ليعيد للأذهان صورته التي شاهت وتهاوت بفضل جحافل هوليود المسخّرة للحط من الإسلام وأهله، والتنفير من العرب وحماقاتهم..
فيلم “الفاتح 1453” الذي يصور فتح مدينة القسطنطينية في العام 1453م ودخول العثمانيين عاصمة الإمبراطورية البيزنطية التي تحولت في ما بعد إلى “إسطنبول” يبدأ بحديث الرسول ﷺ:” لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”
ثم يمضي الفيلم في 160 دقيقة يتحدث عن فتح السلطان محمد خان “الفاتح” مدينة القسطنطينية في الفترة الواقعة بين عامي 1451 – 1453م.
وتعتبر تلك الحقبة التاريخية مصدر فخر واعتزاز لعدد كبير من الأتراك، بدءًا بمنتج ومخرج الفيلم (فاروق أكصوي) الذي صرح:
بصفتي منتجًا، أنا فخور جدًا بتاريخنا وبماضينا، تمامًا كما هي حال الجميع في هذا البلد، فتح القسطنطينية حدث هام، ليس فقط بالنسبة لتركيا وإنما بالنسبة لتاريخ البشرية، هو حدث ينهي حقبة ليفتح أخرى.
المخرج فاروق أكصوي
فيلم “الفاتح” ليس الفيلم الأول الذي يصور فتح القسطنطينية، بل هو الفيلم الأول الذي ينتج في تركيا ويأتي بهذه الضخامة ومع ميزانية قدرها 17 مليون دولار، وقد استغرق تصويره ثلاث سنوات. ومنذ إطلاقه في 16 شباط/فبراير عند تمام الساعة 14:53 (في توقيت رمزي)، شاهده نحو 2,5 مليون تركي بحسب البيانات الرسمية لشباك التذاكر، وقد يحطم الرقم القياسي لعدد مشاهدي إنتاج محلي، وفي بادرة هي الأولى من نوعها حرص رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أن يكون أول من يشاهد الفيلم قبل عرضه على الجمهور حيث شاهد نسخة خاصة منه في منزله وهو طريح الفراش جراء عملية ثانية أجراها في القولون، الرئيس التركي عبد الله غول شاهد الفيلم كذلك ونال إعجابه.
———- فاصل إعلاني ——-
صفحة فيلم (الفاتح 1453) على فيسبوك
معلومات الفيلم على موسوعة الأفلام IMDB العالمية
شاهد اعلان فيلم الفاتح 1453
———- عــدنا ——-
أما عن أبطال الفيلم فقد حرص المخرج على أن يكون الحدث “فتح القسطنطينية” هو بطل الفيلم دون منافس، فلم يمثل فيه أي من مشاهير السينما التركية، حيث جسد الفنان (دفريم أفين) شخصية السلطان محمد الفاتح، أما شخصية (أولوباطلي حسن) الذي يعتبر أول جندي عثماني يقوم برفع علم الدولة العثمانية على أسوار القسطنطينية فجسدها الفنان (إبراهيم جليك كول).
نجح فيلم (الفاتح) في دغدغة المشاعر لدى المشاهدين الأتراك وبث روح البطولة فيهم،لكنه فتح بابًا عريضًا للنقاش على مستوى المتحدثين بلغة الضاد المتهمين بالانتماء للإسلام، وزاد العيون اتساعًا في نظرتها المحتقرة لما أنتجته السينما العربية على مدار قرن من الزمان، متسائلة كم شيّدت مجدًا للإسلام وأبطال الأمة وعلمائها بعيدًا عن قصص الغرام والتزييف التاريخي المتعمد؟
سمعنا من أبطال الورق والشاشة الكثير عن رسالة الفن ودوره العظيم، وغرقنا تحت شلال متدفق من القنوات الفضائية يجتاح سماءنا كسرب حمام من بغداد إلى الرباط، ورأينا أسماء الأفلام وأجور الممثلين وإيرادات العاملين ودور العرض وأسعار التذاكر.. وفي خضم ذلك كله لم يطل علينا يومًا عملاً درامياً بضخامة (الفاتح) يحكي عن حقبة تاريخية مشرقة في حياة فاتح مسلم.
أليس من حق الشباب المسلم أن يرى (يوسف بن تاشفين) و (موسى بن نصير) و (طارق بن زياد) و (قتيبة بن مسلم) و (عقبة بن نافع) وقبلهم (عماد الدين زنكي) وابنه (نور الدين محمود)، النماذج الإسلامية الشامخة من تاريخنا المشرق على الشاشة الكبيرة في أفلام تؤرخ فتوحاتهم على غرار (Gladiator) و(Alexander) و(Braveheart) و(King Arthur) أو حتى مثل (The Last Samurai) أو على الأقل في دور يشبه الملازم أول دانبر في فيلم (Dances with Wolves)؟
هل يمكن أن نسمع في فيلم عربي تاريخي صرخة مدوية من بطل عربي يدافع عن مدينته: “This.. is.. Gazzah” يقذفها في وجه إسرائيلي مع ركلة تهوي به في بئر عميقة على غرار ما سمعنا من الملك (ليونايدس) في فيلم (300): “This.. is.. Sparta“؟
ألا يعلم المنتجون والمخرجون والفنانون والفنانات في الوسط الفني المصون أننا مللنا الرقص والغناء والعري والمشاعر الزائفة وقصص الحب والخداع التي جنّدوا أنفسهم لعقدها وحلها، وأننا في شغف لأفلام على شاكلة (الفاتح) لنرى تاريخنا من كثب ونشهد حضارة أمتنا واقعًا يستنهض هممنا؟
أعلى ما حققه (الفاتح) من وجهة نظري – إلى جانب إظهار هشاشة الإنتاج السينمائي العربي وضحالته – هو تغيير الصورة النمطية عن الإسلام عالميًا، من وكر الإجرام ومنبع الإرهاب لفاتح البلاد وناشر الأمان وباعث الحياة، بل تجرأ حين زاد بوصف الصليبيين بالمجرمين متنقلاً في مشاهد عنف تجسد أفعالهم المشينة وقتلهم النساء وعنتريتهم على الأطفال والعجائز، وعلى النقيض رسم صورة جديدة للمسلم، الحاني على أهل بيته وأبنائه، الحازم في شئون رعيته، الهصور على أعدائه، يصرخ “الله أكبر” ويستل سيفه يقاتل دفاعًا عن قضيته، ويرفع راية بلاده عاليًا غير مبالٍ بالسهام تخترق جسده، ومهما قتل منهم وجندل تراه يقف بين يدي الله ذليلاً يرفع أكف الضراعة مبتهلاً وبالصلاة متقربًا علّه سبحانه يتقبل عمله خالصًا لوجهه..
لقد هرم شبابنا في انتظار أن يشاهد فيلمًا سينمائيًا واحداً يلهب حماسته ويؤجج حميته لدينه يجعله يهتف بكل ما أوتي من قوة:
“الله أكبر.. النصر للإسلام”
ليؤدي الفن رسالته..
بارك الله فيك دائما تأتي بمواضع متميزة
الموضوع رائع جدا وبخصوصا التعريج على التاريخ العربي المتأصل من الماضي العريق
شكرا اخ خالد لتنويعك مواضيع المدونة نادر ان تجد مدونة عربية تنشر مواضيع تتعلق باعمال فنية, انا معك في تقصير السينما العربية ولكن هناك افلام رائعة عن شخصيات ادت ادوار هامة في التاريخ مثل فيلم وااسلاماه وفيلم الناصر صلاح الدين و ناصر 56 فلا يجب الحكم بالمطلق على السينما العربية بتجاهلها الشخصيات والأحداث التاريخية.
خالد:
سلمت صديقي العزيز على مرورك الكريم
وما تفضلت بذكره من أفلام شوهت التاريخ أكثر مما أضافت له شيئاً جميلاً
يكفي أن محور واإسلاماه الذي دار حوله الفلم كان الحب والعشق والغرام وأن المحرك الرئيسي للقائد العظيم قطز هو حبه لجهاد
والسموم التي بثها فيلم الناصر صلاح الدين كفيلة بإخراجه من من قائمة الأعمال التاريخية التي تعلي شأن الإسلام، يكفيك عبارة: “الدين لله والوطن للجميع” التي يرسخ لها الفيلم بقوة
ورغم ذلك أؤيدك بأن الحكم لا يكون بالمطلق وذلك لوجود أفلام هادفة فعلاً تجسد الشخصيات والأحداث التاريخية وتظهر بهاءها ورسالتها بجلاء..
ولكننا مازلنا نطمح للعمل الكامل.. والجمال المطلق بحكم البشر ومقاييس الخلق