متى يأخذ النمل حقه بلا خجل؟
على عكس ما قرأناه في المناهج المصرية عن مساوئ الحكم العثماني، وما نراه من تشويه سينمائي نمطي للدولة العثمانية، إليكم هذه القصة عن حاكم ومفتي إهداء للطواغيت في هذا الزمان ومن داهنهم من علماء السلطان.
أخبر موظفو القصر السلطان سليمان القانوني باستيلاء النمل على جذوع الأشجار في قصر طوب كابي (Top Kapi) في تركيا، وبعد استشارة أهل الخبرة خلص الأمر إلى دهن جذوعها بالجير، ولكن لم يكن من عادة السلطان أن يُقدِم على أمر دون الحصول على فتوى من شيخ الإسلام.
فذهب إلى أبي السعود أفندي بنفسه يطلب منه الفتوى، فلم يجده في مقامه فكتب له رسالة شعرية يقول فيها:
إذا دبّ النمل على الشجر فهل في قتله من ضررِ؟
فأجابه الشيخ حال رؤيته الرسالة بنفس الأسلوب قائلاً:
إذا نصب ميزان العدل غدا يأخذ النمل حقه بلا خجل
وهكذا كان دأب السلطان سليمان.. إذ لم ينفذ أمراً إلا بفتوى من شيخ الإسلام أو من الهيئة العليا للعلماء في الدولة العثمانية.
توفي السلطان في معركة “زيكتور” أثناء سفره إلى فيينا فعادوا بجثمانه إلى إسطنبول.. وأثناء التشييع وجدوا أنه قد أوصى بوضع صندوق معه في القبر، فتحير العلماء وظنوا أنه مليء بالمال فلم يجيزوا إتلافه تحت التراب، وقرروا فتحه.. أخذتهم الدهشة عندما رأوا أن الصندوق ممتلئ بفتواهم.
فراح الشيخ أبو السعود يبكي قائلاً :
“لقد أنقذت نفسك يا سليمان، فأي سماء تظلنا وأي أرض تقلنا إن كنا مخطئين في فتاوينا”.
قادتهم وطواغيتنا:
كم مرة غزى النمل قصور الزعماء العرب؟
وماذا أكل من أشجارهم؟
وكيف قضوا عليه؟ ومن أفتى لهم بجواز قتله؟
علماؤهم ومشايخنا:
أين هؤلاء من علماء السلطان في هذا الزمان وفتواهم التي تجيز قتل المسلمين بحجة الإرهاب؟
ومن يصف المسلمين المعتصمين بأنهم خوارج؟
ومن يستنكفون عن تعليم الناس دينهم، ويعتكفون في بيوتهم بدلاً من الخروج على الظالم والأخذ على يده؟
ليعلم أولئك القوم وهؤلاء الأشقياء أن سنة الله في الكون اقتضت نصب ميزان العدل مهما تمادى الظلم وتجبر الطغاة عبر الزمان..
وقتها فقط سيأخذ النمل حقه بلا خجل!