رسالة من كهوف غزة لطواغيت الكهرباء
السادة في شركة توزيع الكهرباء في غزة
أنقل لكم رسالة مفتوحة من المواطنين القابعين في الكهوف والمغارات، وقد سمحت لنفسي التدخل والتعديل على بعض الكلمات لتوافق الذوق العام..
“لا صبحكم الله بخير ولا مساكم بنفع، وعليكم من الله ما تستحقون جراء البلاء العظيم الذي ساهمتم مع الأعداء في زيادة آلامه ومصائبه”
“نُشهد الله أن إدارتكم للأزمة كانت أسوأ ما يكون، ولم يذكر التاريخ قوماً فشلوا في إدارة أزمة لسبع سنوات متواصلة وبقوا في مكانهم بل وزادت مكافآتهم”
“عودتمونا على جداول من صنع أيديكم ثم جئتمونا بأخرى أسوأ وأظلم، كبني إسرائيل كلما عاهدوا عهداً نقضه فريق منهم”
“نشرتم للشعب أرقام هواتف للطوارئ وأخرى للتواصل ولا أحد من طرفكم يجيب، وفي أعناقكم أرواح أزهقت بتجاهلكم لاستغاثاتها”
“كلما أردنا تسديد الحربة للعدو نصبّ عليه جام غضبنا عبر وسائل الإعلام أصابتنا سهام غدركم وقطعتم طريقنا نحو النور فتباً لكم”
“أتعبتم أمهاتنا، أرهقتم آباءنا، أهلكتم نساءنا، ذبحتم أطفالنا، أفسدتم صلاتنا، ضيعتم رباطنا، أظلمتم للقدس طريقنا”
“أزمة الكهرباء التي هي من صنع أيديكم أنجبت لنا أزمة الماء وأزمة الصرف وأزمة الشمع والمولدات والحرائق وفوقها أزمات في العلاقات الاجتماعية”
“كل جهاز أتلف ثمنه نسترده يوم القيامة من حسناتكم، كل روح أزهقت ليوم الدين في أعناقكم، كل خير فاتنا بسببكم، فارحلوا لا بارك الله لكم”
“يا سدنة الكهرباء وحكامها في الصيف نهجر البيوت لحرها، وفي الشتاء تتجمد أوصالنا في أركانها، إلا أن ألسنتنا لا تكف بالدعاء عليكم قبح الله وجوهكم”
“يا غضيب الوالدين يا أسود الوجه والكفين كيف تتجرأ على قطع النور عن المشائين في الظلمات لصلاة الفجر والله وعدهم بالنور التام يوم القيامة؟
“كيف تمنع نداء الله أن يعلو بين الخلائق ويسود؟ أي فلاح لعملك ترجوه حين تقطع قوله: “حي على الفـ” وبأي حجة ستقف غداً بين يدي الله؟”
“صمتنا لن يطول، فالحمم تبقى راكدة فوق البراكين لوقت معلوم، وحين انفجارها تحرق الأخضر واليابس فاتقوا الله في الشعب المكلوم”
“لنا من الله الأجر لأننا نحتسب ظلمكم بقطع الكهرباء نوعاً من الابتلاء، ولكم الويل من الله فأنتم لا تتورعون كلما زاد البلاء”
هذا ونحن وإياكم على موعد لا نخلفه
الشعب المظلوم