ما هي أسباب تأجيل لقاء هنية والشباب؟
كان من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بالشباب يوم الأحد 12 يناير 2014م الساعة 12:00 ظهراً بمقر رئاسة الوزراء مقابل ملعب اليرموك في غزة، ولكن تم تأجيل اللقاء قبل الموعد بـ 18 ساعة، ومن وقتها انفجرت عاصفة من الأسئلة والاستفسارات عن سبب هذا التأجيل المفاجئ ولم تتوقف!
ظرف طارئ:
ربما تم تأجيل اللقاء لظرف طارئ كما أعلن في الرسالة التي وصلت الشباب المدعوين:
“نظراً لانشغال رئيس الوزراء د. إسماعيل هنية بمواعيد طارئة يعلن مكتبه عن تأجيل اللقاء المقرر عقده مع الشباب غداً الأحد على أمل اللقاء قريبًا”
ولكنه بالتأكيد ليس بسبب سوء الأحوال الجوية، ولا توتر الأحداث على الساحة السياسية ولا بسبب اجتياح إسرائيلي ولا لدخول وفود تضامنية مع أهل غزة.
وزارة الشباب والرياضة:
ربما لأن وزارة الشباب والرياضة والثقافة، الراعي الرسمي للشباب وطموحاتهم تدخلت في آخر لحظة وحاولت أن تجعل الأمر لا يمر إلا من خلالها، مع وجود كلمة لها في اللقاء وسلطة لتنفيذ التوصيات وقدرة على متابعة الحدث لاحقًا وانفراد بنجاحاته وتأثيره الإعلامي والميداني، وذلك تزامنًا مع بدء انتخابات الناشطين الشباب لعضوية المجلس الاستشاري الشبابي في الوزارة.
تعديل المعايير:
ربما لأن اللجنة القائمة على اختيار الشباب تابعت الضجة الإعلامية التي صاحبت الإعلان عن اللقاء، واعتراض الكثير من الشباب على اختيار هذه الفئة دون غيرها، وحدة النبرة في جدلية “من هؤلاء؟” فآثرت تأجيل اللقاء حتى تضيف أو تصنف للجمهور معايير واضحة وشاملة تم على إثرها اختيار هذه الثلة من الشباب.
سقف التوقعات:
ربما لأن ديوان مجلس الوزراء اطلع على الطلبات والأفكار والمشاكل التي ناقشها الشباب على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجد أنها أبعد بكثير من سقف التوقعات لهذا الاجتماع الذي لا يزيد عن مجرد لقاء للاستهلاك الإعلامي والبروتوكول الرسمي المتبع كما سائر الحكومات العربية، فوجد أن أفضل قرار هو التأجيل، لحين الخروج بمسمى جديد أو إلغاء اللقاء نهائيًا!
ماذا بعد؟
بغض النظر عن تأجيل اللقاء أو إلغائه يفترض بالشباب أن يقرؤوا الدرس جيدًا وأن يعرفوا أنهم الطرف الأقوى في هذه المعادلة، يكفي أنهم استطاعوا فرض وجودهم وقلب موازين واحدة من الوزارات لتصدر ست قرارات وزارية في ليلة واحدة، الشباب لا يلزمهم لقاء مع وزير أو حتى رئيس الوزراء ليطالبوا بحقوقهم وليفرضوا حلولاً لمشاكلهم، يمكنهم إنجاز ذلك وأكثر من خلال توافقهم على برنامج واحد سقفه فلسطين وأرضه هموم الأمة وآلامها، ويمكنهم في سبيل تحقيق ذلك أن يجرفوا في طريقهم كل ما ومن يخالفهم، والميدان على ذلك من الشاهدين.