عيد الحب والأم والحرب وأشياء أخرى
غزة لا تؤمن بما يسمى عيد الحب..
لكن التجار يملئون محالهم بالدباديب والورد الأحمر وكيوبيد واللازم منه
لا نصدق فِرية عيد الأم..
لكن الشركات تبث لنا صباح مساء حملات ست الحبايب، وهدايا 21 مارس من المكواة للمولونيكس للسجاد للفرشات للملابس للذهب وحتى اتصالات الجوال أو التلفون في هذا اليوم ينولها من الحب جانب..
لا نحب الحرب.. ولا نريدها
لكن الصفحات الإخبارية تنتظر بشغف أي صوت رعد لتخبرك أن هناك عملية بدأت اسمها #كسر_الصمت، والفصائل تدق طبول الحرب!
– الإذاعات توقف خططها البرامجية وتبث الأناشيد الثورية مع “عاجل” كل ربع ساعة على الأكثر..
– والفضائيات تسلط كاميراتها على غزة من فوق أحد أبراجها، رغم أن الكادر لا يظهر إلا بقعًا ضوئية متناثرة يأتي صوت المراسل يتحدث عن هدوء حذر وتصعيد محتمل، ويقول على لسان المواطنين قولاً وأقوالا وأقاويل <– مع إنه عيب نقل الكلام!
ما يحدث يا سادة أننا نريد أن نبيع..
نعم صاحب محل الورد لا يهمه علاقتك بخطيبتك أو زوجتك بقدر ما يهمه إيمانك بأنه من الضروري أن تشتري اليوم وردة أو بوكيه أو حتى دبدوب أحمر..
مش فارقة مع محل الأدوات الكهربائية تبر أمك وللا تعقها بقدر اقتناعك بضرورة إنك تشتري لها هدية في هذا اليوم الميمون!
كذا الحال مع وسائل الإعلام والناشطين على مواقع التواصل يريدوا أن يقنعوك أن هناك سبب وجيه وحدث جلل لابد أن تتابعهم لأجله وتشارك فيه وتنخرط في دوامته <– زي ما بقولك هيك
من الآخر بدهم إياك تتصفح وتتابع وتعمل لايك وكومنت وشير وتزيد التغريدات زحمة والمنشورات لخمة يعني تعمل رِجل على صفحاتهم وحركة على منشوراتهم..
ع فكرة الشغل أصلاً هيك بيمشي في العالم بره تحت اسم:
(بيع فوائد المنتج وليس المنتج نفسه)
بس اللي مش صحي إنك تكون في القصة ومش فاهم دورك!