يوميات الغزازوة في الحرب: حرب المفاجآت
متعود بعد وجبة الفطور أنام لي شي ساعة عشان المعدة تعمل اللازم بعد الحرب اللي بأطلقها على الأكل.. ويبدو إن المقاومة تعودت في هادي الحرب إنها تقلق منامي، وفي هادا الوقت بالذات، مفش يوم أنام إلا يصحوني على صراخ وتهليل وتكبير وتصفير الناس.. ولاك إيش في؟ اليوم صواريخ القسام الساعة 9 ح تضرب تل أبيب ح تولع نار الليلة عليهم..
المساجد تكبر والرجال يهللوا والنسوان تزغرط والشباب في الشوارع ماسكين في أغنية قاسم النجار اضرب اضرب تل أبيب، كمان حربين بيصير هادا الشاب مطرب العرب الأول.. وطبعا راح النوم.. طلعت فوق السطح أشوف المفاجأة، في هاديك الليلة الإشي كان بجد فخم.. احنا اللي ضربنا تل أبيب ع التايمر بلا منه النوم اليوم!
في مرة جربت أنام بعيد عن متناول أيدي بقية أفراد العيلة يمكن ما حدا ينتبه ويصحيني على مفاجأة جديدة بس شكله المفاجأة كانت أفخم، هاديك المرة كانت عملية زيكيم طيّرت النوم من عيني، بس واحد استفزني بيحكي شو الفايدة؟ 3 دخلوا من البحر، شافوهم من أول ما وصلوا الشط بالكاميرات لقطوهم وقصفوهم وما عملوا شي!
ولاك يا ابن الغبية كلامك هادا مقتبس من رواية ابن اليهودية مكفي تفهم إنه طلع عندنا كوماندوز، ولاك مكفي إنه احنا اخترقنا اليهود وقتلنا منهم وشبابنا رجعوا بسلام.. عارف ليش؟ لأني ما بصدق اليهود وبصدق رواية المقاومة، وبما إنه هادول الناس دخلوا أول مرة معناه خلاص عرفوا الطريق.. وراح يعملوها مرات عديدة على أزمنة مديدة، زي مرمى البرازيل في مباراتهم مع ألمانيا وبكرة تشوف.. لاقيته ما اقتنع وأنا ما فرقت معي لأني واثق المفاجآت الجاية راح تخرس هيك ناس تخصصهم إحباط!
مرة قطعوا لي النومة لما سمعت خبر إنه في عنا طائرة استطلاع، ولاك إحنا بنطلّع طيارات استطلاع والعرب اللي عندهم مليارات ما وصلوا أكتر من الكفتة وصحن التبولة، لا وتلات أنواع بعد، يا خو منها طائرة استطلاع ومنها حربية هجومية ومنها حربية انتحارية، يبقى خلاص خلينا نجرب نبعت أول عشر طيارات منهم بث تجريبي نشوف الميدان، ونستطلع الأجواء، ما هو كل طيارة بتكلفنا 200 دولار ولما بدهم ينزلوها بتكلفهم 2 مليون دولار.. بدنا نبعت لهم كل يوم واحدة تشوش عليهم التلفزيون، وما يحضروا برنامج زي الخلق، بدنا نركب للطيارة مكبرات صوت عشان ما يناموا الليل من صوتها..
بمناسبة النوم مرة جربت أنام بس عشان نفسي في مفاجأة من نوع أفخم، وما خاب ظني، في اليوم الخمشطعش للحرب شرفنا شاؤول آرون، أبو عيون جريئة، الشباب ماخدينه واجهة البوكسة، عملية أسر الجندي كانت المفاجأة اللي بنستناها ومع هيك تفاجأنا بيها.. شاؤول لما سمعنا ع الراديو إنك شرف غزة كل العيلة سجدوا شكرا لله، شوف كسب فينا حسنات قديش؟
أخيرا في جندي عايش عندنا؟ احنا مش عارفين نقعد في غزة من يوم ما روح شاليط، ع الأقل هادا ح يعيش بينا خمس سنين جاية ويتسحر معنا وكل يوم يسمّع سورة الفيل لأبو عبيدة..
وعلى رأي الشيخ عصام تليمة اللهم إنه وحيد فآنس وحدته بجندي آخر.. ويارب تزيد المفاجآت كمان وكمان..
حاصرونا في البحر طلعنا لهم بعملية زيكيم والضفادع البشرية وفرق الكوماندوز، حاصرونا في البر طلعنا لهم من الأنفاق في عمليات إنزال خلف خطوط العدو من الأنفاق، حاصرونا من الجو طلعنا لهم طائرات استطلاع تكشف حسبهم وتشل عرضهم، أجونا بالحرب فاجأناهم بالمقاومة.. ورتبنا لهم أحلى حرب مفاجآت!
بعد إذنكم بدي ألحق أروح أنام يمكن يصحوني على مفاجأة جديدة!