عين على غزة

13 سببًا لماذا ترفض غزة وقف إطلاق النار؟

A relative of Palestinian Hamas militant Abdulrahman al-Zameli mourns during his funeral in Rafah
للوهلة الأولى العرض مغري إذا صح خبر: 50 مليار دولار مقابل نزع سلاح المقاومة، بحساب بسيط يكون نصيب كل مواطن يتنفس 25 ألف دولار على اعتبار أن سكان القطاع المحاصر 2 مليون نسمة.

ومن ناحية أخرى وقف إطلاق النار فرصة للعودة للحياة الطبيعية وإيقاف القتل والدمار والرعب واستقبال العيد بشكل جديد!

لكن الذي حدث هو أن الشعب رفض وقف إطلاق النار.. فلماذا؟

– عاش الشعب سبع سنين عجاف في حصار خانق وبعده جاء عام يغاث فيه الناس، ففي أسبوع واحد فقط اكتشف أن لديه مقاومة قادرة على أن تذل العدو وتذيقه الهوان، فلماذا يوقف إطلاق النار؟
– تعوّد شعبنا حياة الحرب وزفّ الشهداء وحمل الجرحى وفي كل مرة يحتسبهم عند الله ويشكره على نعمة الابتلاء والاصطفاء، فهل من الحكمة أن يوقف إطلاق النار؟

– البهجة التي أدخلتها صواريخ المقاومة في قلوب المصلين في بيت المقدس وهي تغرد فوق رؤوسهم لا يمكن أن نوقف بعدها إطلاق النار حتى تحريرهم.

– الشهداء الذين مضوا بالمئات والجرحى الذين سقطوا بالآلاف أعطوا المقاومة تفويضًا بالقصاص فلا مجال لوقف إطلاق النار.

– العائلات التي فقدت دستة من أبنائها في ضغطة زر إطلاق صاروخ F16 تنتظر من يشفي صدورهم لا من يوقف إطلاق النار.

– البيوت التي هدّمت فوق رؤوس ساكنيها الآمنين تلعن من يوقف إطلاق النار قبل هدم عروش الحكومة الإسرائيلية على رؤوس وزرائها.

– الخسائر الفادحة التي يتكبدها الاحتلال يوميًا في البورصة والأسواق العالمية والسياحة تجعلنا نعيد الحسابات قبل وقف إطلاق النار.

– طائرة القسام أبابيل 1 التي تكلف صناعتها 200 دولار وتكبد العدو لتدميرها 2 مليون دولار تكشف لنا سوءة العدو وهشاشة خطوطه الأمامية فلن نوقف النار.

– المفاجآت التي أذهلتنا بها المقاومة من الصواريخ بعيدة المدى وسلاح الضفادع البشرية وطائرة الاستطلاع عودتنا على ترف من نوع جديد فلماذا نوقف إطلاق النار؟

– رسالة إذلال المقاومة العدوَ أن ترقب الساعة التاسعة موعد ضرب صواريخ J80 على تل أبيب أعادت للأذهان عزة المسلمين أيام الصحب الكرام فكيف نوقف النار؟

– الوحدة التي عاشها الشعب بكل أطيافه تحت مظلة المقاومة لا يمكن أن نفرط بها لنعود للتشرذم والانقسام حين نوقف إطلاق النار فنفشل وتذهب ريحنا.

– الوجوه التي شاهت والأقنعة التي سقطت عن حكام العرب لتظهر تآمرهم على فلسطين تؤكد لنا أنهم هم النكبة وتجعلنا نمضي ولن نوقف النار.

– المعادلة الجديدة التي فرضناها على العالم أن المقاومة إذا تكلمت أخرست وإذا وعدت أوفت وإذا ضربت أوجعت تؤكد لنا أن وقف إطلاق النار فخ دُبر بليل.

أخيراً..
نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا، لا نريد الموت ولا نطلب لقاء العدو، ولسنا عشاق دمار ولا نرضى سفك الدماء، لكن استطاعت المقاومة أن ترسم لنا طريق عز عشنا أجمل أيامه وأسعد لحظاته، أذاقنا الرباط طعم الحياة، وألبسنا الجهاد إزار الكرامة، وهي معاني لا تقدر بثمن، فلن يسلبوا منا تلك النعم ولن يسرقوا هذا النصر من قلوبنا قبل أن يكتبه التاريخ لنا.

ولحكام العرب نقول: لن تنطلي علينا لعبتكم هذه المرة، مازلنا نحفظ بطولات المقاومة في 1929 وإضراب 1936 و معركة القسطل 1948 والانتفاضة المباركة 1989 كلها سرقتم نصرنا فيها بمبادراتكم المخادعة وحلولكم المؤقتة!

نحن نطمع أن يكون هذا الجيل أول من زلزل عرش بني صهيون، وأول قطرة في الطوفان الذي فيه سيغرقون، وأن نكون من عباد الله الذين قال فيهم:
«فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادًا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدًا مفعولا» [الإسراء: 5]

Khaled Safi

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق