ويسألونك عن فيسبوك في رمضان
رمضان شهر للمجتهدين يغتنمون لحظاته بقراءة القرآن والتسبيح والذكر، إلا أن بعض الناس لديهم ارتباط دائم بالتواجد على الإنترنت خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، ويتمايز هؤلاء إلى خمس مجموعات هي:
– بعض الصائمين يمضون (ست ساعات عمل) من يومهم في متابعة إخبارية أو إعلامية لما يجري على الساحة؛ لنشرها وتوسيع نطاق تأثيرها، وهم مضطرون للتواجد على مواقع التواصل للرصد والتحليل، والنشر والإعجاب، والتعليق والمشاركة، والتغريد إعادة التغريد.
– قليل من الناس لديهم رسالة إسلامية سامية، يبحثون عن الروائع والقصص في هذا الشهر وينشروها لآخرين، يستثمرون إقبال الناس على الطاعة فيقدمون لهم الرقائق والنصائح والمقاطع المرئية المحفزة، والدروس والخطب والمواعظ المثبتة على الحق.
– ثلة من الشباب يفتح الله عليهم في هذا الشهر بالانخراط في المبادرات الإنسانية وحملات التكافل الاجتماعية والمشاريع التطوعية عبر مواقع التواصل لتقديم نموذجًا شبابيًا فاعلاً، ويضاعفون أجورهم من خلال هذه المواقع بالوصول لأكبر شريحة ممكنة من أصحاب الاحتياجات في العائلات المستورة أو المناطق المهمشة لمساندتها.
– جزء غير يسير من المتواجدين على مواقع التواصل يؤمونها يوميًا لمعرفة الجديد والمميز؛ ليبقوا على تواصل مع الأحداث، ومع أقارب وأصدقاء لهم حول العالم، تكفيهم جرعة يومية لساعة أو أقل للحصول على وجبة معرفية كاملة.
إن كنت من أولئك النفر فحاول التركيز في عملك لإنجازه في أقل وقت ممكن من نهار أو ليل رمضان، وبأفضل محتوى إيجابي، وإلا فالهجرة والنزوح إلى أروقة القرآن أولى من الضياع في أزقة هذه المواقع.
– كثير من مرتادي هذه المواقع يمثلون المجموعة الخامسة الذين يتواجدون لساعات عشوائية يقعون تحت طائلة الاستنزاف الطوعي لأوقاتهم الثمينة فيفقدون روح رمضان وبهجة الصيام وكل ظنهم أنهم يحسنون صنعًا.
FOMO: عندما يقتلنا القلق على منشورات حساب فيسبوك
بعض المحاذير التي قد تقع فيها إن كنت من المجموعة الخامسة:
– الصور على انستجرام لن تخلو من عارية أو مناظر خلاعية، خاصة عند الضغط على زر اكتشاف | Search
والله يقول في سورة النور: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)
– الدردشة على فيسبوك لمدة 3 ساعات متواصلة قد تلهيك عن ذكر الله وصلاة الجماعة في المسجد.
والله تعالى يقول في سورة النور: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله).
– المقاطع المرئية على يوتيوب (خاصة التي يقترحها لك الموقع | Suggested videos) قد تحتوي على مشاهد رقص أو محرمات.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر..)
– الانخراط في حملة تغريد حامية الوطيس على تويتر لن يخلو من سب وشتم وقدح في الأعراض وتشهير في الأشخاص.
وحبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول: (من صام رمضان ولم يرفث ولم يفسق غفر الله ما تقدم من ذنبه)
– متابعة وتصفح المواقع التي تحتوي على صور إعلانات جانبية (خلاعية)، أو نوافذ منبثقة لألعاب أبطالها شخصيات كرتونية لنساء شبه عاريات، قد يورث الإنسان رقة في الدين وضعفًا في البصيرة وفسادًا في الفطرة ووحشة في القلب، وهو يخدش حياء المرأة وينقص عفتها.
هذا.. وما خفي كان أعظم!