هذا المنشور لا أستلطف صاحبه – الشخصنة
كم مرة قرأت منشورًا جميلا ثم عدلت عن نشره والتعليق عليه لأنك لا “تستلطف” صاحب المنشور أو لا يعجبك أن يتدفق هذا الكلام الجميل على صفحته؟
هذه هي الشخصنة بعينها..
أن ترفض الفكرة ليس لأنها غير صحيحة ولكن لأنك لا تحب قائلها ولا توافق على آرائه السابقة.. فتلجأ لنقد الشخص ذاته بدلا من مناقشة الفكرة بالحجة والدليل.. .
ولأننا شعب مستقطب فقد حملنا هذا الاستقطاب معنا إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي وأنشأنا لنا عالمًا يعج بالمواقف الشخصية المسبقة من كل شخص ومن كل حدث.. ووصلت للنوايا والدوافع وبعضنا يشخصن الآخرين من ألوان ملابسهم وتسريحة شعرهم..
سورة هود تعالج موضوع الشخصنة التي وقع فيها كل قوم في جدالهم مع أنبيائهم..
انظر كيف كان جدالهم لنبي الله نوح:
“فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ”
لم يذكروا شيئا عن الرسالة والحجة والدليل والبرهان.. شخصنة حتى النخاع
هي قيود فكرية متحجرة تحرروا منها يرحمكم الله وانطلقوا لمجتمع واسع مبني على شبكات من الأفكار لا حدود لها لأن الشخصنة تضعف موقفك وتدحض حجتك.. .
العاقل يهتم بالاستماع لآراء الآخرين أكثر من أن يُسمعهم آراءه..