ماذا تقرأ؟ – تخصيص المحتوى
قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟
قال: أسأله كم كتابًا يقرأ وماذا يقرأ؟
هل تذكر منذ دخلت عالم التواصل التقني كم كتابًا قرأت؟
هل كان لك معدل معروف من الكتب تقرؤها شهريًا وتراجع؟
هل قراءة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدخل ضمن قائمة الكتب المقروءة؟
ميزة القراءة أن تترك لك التحليل والخروج بخلاصة يحللها العقل ويبني عليها معرفة تنفع الإنسان في حياته، لذا فشرط النفع منها أن تبحث عنها لا أن تأتيك..
أن تقصد اختيار نوعها لا أن تُجبر على محتواها
ترى هل يمكن أن ندرج ما يصلنا من علم وأخبار في قائمة المعرفة؟
عندما تريد أن تزيد حصيلتك المعرفية في الفلك، مثلا تذهب لقراءة كتاب في علم الفلك، وإن أحببت الأدب تختار الشعر أو النثر أو الرواية أو القصيدة بعينها.. وتقلب صفحاتها وتنهل من كنوزها.. الآن أصبح السؤال أسهل.. عندما تفتح حسابك على فيسبوك هل تختار ما تريد أن تقرأ أم أن المنشورات تتراص أمام ناظريك وتتنازعك التنبيهات من هنا لهناك؟
هل المقاطع المرئية المتزاحمة على جانبي الشاشة في #يوتيوب هي من اختيارك أم فُرضت على أناملك الحائرة؟
الرسائل اللاتي يأتينك سعيًا على واتس آب من خلال المجموعات المتخصصة والعامة لا تشبع نهم عقلك ولا تروي ظمأ روحك.. وتستمر في متابعتها واستقبالها!
وتزكم عينيك كميات الصور العائلية والمناسبات الشخصية التي يزخر بها انستجرام وشركاه ولا تمل ولوجه صباح مساء!
هل معنى ما سبق أن نهجر تلك القنوات وننزح من جديد للعصر الورقي؟
ربما..
ربما هي دعوة للهجرة الجماعية..
وربما هي نصيحة لتخصيص المحتوى واستهداف الجمهور واقتناص ما يتواءم مع احتياجنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا
حتى لا نقع أسرى ما يختاره الناس لنا من حولنا