زمن الهباء – لا تجعل التافهين مشاهير
تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالآراء والأحداث ووجهات النظر المتباينة..
منها ما يصلح للنشر ومنها غثاء لا يرقى للمتابعة.. أعداد المجموعات على واتس آب كل يوم في ازدياد، الحسابات والصفحات على فيسبوك تنشأ مع كل شهيق وزفير، المقاطع المرئية تنشر على يوتيوب نحتاج لسنوات ضوئية حتى نشاهدها..
في المقابل أسهمت هذه المواقع بتصدير كثير من الناس والقضايا.. والغريب أن شهرة التافهين من الأشخاص والأحداث كانت بأيدي النخب.. نعم نخبٌ صدّروا لنا أحداثًا تافهة وجعلوها محور حديثنا..
نشروا على حساباتهم هذه القضايا وناقشوها مع متابعيهم من العامة.. ووقعوا بعلمهم أو دون قصد في فخ إشهار وترويج هذه القضايا التافهة.. انتظروا أيامًا بعينها واختاروا قضايا جدلية وشغلونا معهم في حدية صفرية وصنفوا البشر (مع أو ضد).. والدنيا أكبر من أن نحصرها في حلال وحرام..
وأحكام الشرع الخمسة (واجب – ومندوب – ومباح – ومكروه – ومحرم) معظمها حلال..
لذا إذا رأيت الأمة تشغلها مواضيع نقاش تافهة وتجرها قضايا جدال فرعية لمشاكل وصراعات اعرف أنها أمة ضعيفة ومفككة..
وليس صعبًا أن يعدل مزاجها مقطع على يوتيوب وأن يزلزل مؤسساتها منشور على فيسبوك.. وأن تثير صورة على انستجرام الرأي العام فيها..
وحتى لا تسهم في زيادة الغثاء قوة أعرض عن الجاهلين وتعالى على الانخراط في أحاديثهم والانجرار ولو بتعليق على منشوراتهم.. كن جميلا وأسرّها كما يوسف في نفسك ولا تبدها..
أميتوا الباطل بالسكوت عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنه