وادي النمل – السلبية
«حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» هذه النملة علّمت البشرية درسًا في الإيجابية والمبادرة، وفي أول حديث لها ابتعدت عن كل أعراض السلبية التي تنخر في أجيالنا..
هي عندما شعرت بالخطر القادم على قومها نادت في الجمع بمسلّمات تحفزهم وتزيد من طاقتهم الإيجابية، وقالت هذه مساكنكم أنتم.. وهذه أرضكم..
وهذه بلادكم..
وهذا وادي النمل واديكم..
لا داعي لخلق عداوة مع سليمان وجنوده، وفتح جبهة لا يُحمد عقباها..
هي لم تستسلم بل اتخذت التدبير الأسلم، والتمست العذر لسليمان وجنوده قبل أن تسمع تبريرهم وقالت “وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”..
والأهم من ذلك كله ما جعل سليمان عليه السلام يتبسّم ضاحكًا من قولها حين وضعت في ميزان واحد النمل في كفة وسليمان وجنوده في كفة مساوية..
في جولة سريعة على منشورات أصدقائك أو تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يمكنك أن تتعرف على السلبي بسهولة من خلال حروفه التي ينشرها..
– تعرفه من تغريداته التي تعج بالشكوى والتذمر من كل شيء..
– تعرفه لأنه يميل لانتقاد الآخرين دومًا..
– لأنه لا يهتم إلا بنشر الكوارث والحديث عن المصائب..
– يهتم بتوجيه اللوم على الآخرين في كل حدث، ويجبرك على لوم شخص بعينه..
– في تعليقاته على فيسبوك يحب أن يعيش دور الضحية؟
هؤلاء غالبًا يتصفون بكثرة التسويف وسرعة الغضب والقابلية للاستفزاز وإبداء مواقف عدائية تجاه الآخرين، ويقعون في ذات الأخطاء بسبب السهو أو النسيان..
فابتعد عنهم قدر الإمكان..
حتى لا تصاب بداء السلبية فهو معدي.. وكن إيجابيًا مثل النملة، وتمهل قبل الرد دومًا.