هذه الأيام حلال وهذه حرام
بداية أرجو أن تقرأ الفكرة كاملة..
فئة ليست بالقليلة أخذت على عاتقها مهمة تغيير مزاج الناس واختيار ما يزعجهم، وتثبيت الصورة النمطية السلبية عن الملتزم، وإظهاره في شكل المتشدد الرجعي، تظهر هذه الفئة بشكل موسمي مع المناسبات التي تغلب عليها عادة مشاعر البهجة، مثل عيد الحب، وعيد الأم، وعيد العمال، وعيد المعلم.. لحظة عيد العمال وعيد المعلم هذان حلال، أما عيد الأم فهو حرام وعيد الحب رجس من عمل الشيطان، للمسلمين عيدان، والاحتفال بعيد الأم حرام شرعًا.. من قال أنني صنعت عيدًا جديدًا للمسلمين؟
بالمناسبة كلمة عيد الأم لم ترد إلا في معاجم الذين يفتون بحرمته، اسمه بالإنجليزية Mother’s Day وترجمتها هي: #يوم_الأم، وهو مثل يوم المعلم ويوم العمال ويوم المرأة ويوم الأرض ويوم الأسير ويوم الجريح.. وأي يوم توافق فيه على أن تجدد صلتك وعلاقتك الطيبة بهذه الأشياء الجميلة من حولك..
لماذا هذا حلال وهذا حرام؟
وهل تعتقد أنني أدافع عن هذا اليوم؟ لا.. أنا أسألك لماذا تغيب أنت عن الحياة طيلة العام ولا تظهر إلا هذا اليوم في لباس المانع والمحرّم والمحذر والمتشدد والمتعصب والمتزمت.. نعم تغيب عن المشهد الدعوي كل يوم وتنشط يوم الأم لتخبرني وتخبر العالم أنه حرام، وتكدر تفاصيله عليّ وعلى أمي وعلى كل (اللي خلفوني)، أيعقل هذا؟!.
لست في موضع فتوى، ولكني أؤمن أن مبادئ الإسلام لا تهمش ولا تختبئ، ولا تسفه الناس جميعًا، وأن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن الإسلام يبيح كل طيب ولا يحرم إلا الخبيث العكر..
ولكن هذا تشبه بالغرب وتقليد أعمى للكفار، بالمناسبة يوم الأم في أمريكا هو: ثاني أحد في شهر مايو من كل عام، وليس 21 مارس كما هو في العالم العربي، وعندما تم اختراعه في أمريكا لأول مرة عام 1908م كان الهدف منه التجارة وزيادة الإقبال على شراء الهدايا والبطاقات للأمهات والجدات، ولم يتوقع “الكفار” أن يعرف المسلمون عن هذا اليوم أو حتى يقتبسوه.
حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين قال: «ذاك يوم ولدت فيه ويوم بُعِثتُ أو أُنزِلَ علي فيه»
هل نفهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده في كل اثنين من كل أسبوع بالصيام؟
هل كانت هذه هي طريقته في الاحتفال والشكر لله تعالى؟!