مواقع التباهي الاجتماعي – التفاخر على مواقع التواصل
أنت تعرف أن الناس على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر أجمل ما تملك، وأجمل ما تتمنى أن تملك، نعم هم كذلك في الغالب، ورغم أنك تعرف ذلك إلا أنك تنجرف في تيارهم وتسابقهم في سرد قصص نجاحك وتألقك في بيتك وعملك وشتى مناحي حياتك.. لأن هذه هي طبيعة مواقع التباهي الاجتماعي، اعتاد الناس فيها مشاركة أصدقائهم الجانب المشرق من حياتهم فقط، أما منغصات الحياة فيحتفظون بها لأنفسهم..
أعرف شخصًا ضرب ابنه الصغير مرارًا كي يبتسم لصورة سيلفي تجمعهما سويًا؛ لينشرها على حسابه على انستجرام ويكتب تحتها: “مع صغيري الجميل في لحظة انسجام وضحكات لا تنتهي” .
عزيزي لا تتحدث عن السعادة بصوتٍ عالٍ فالحسد نومه خفيف، وعلى الجانب الآخر من الشاشة يشاهد متابعوك الصورة فيحسدوك على تلك النعم، وتتسرب لنفوسهم لحظات احتقار لحياتهم وازدراء لأوضاعهم.. هنا ندرك جمال النهي النبوي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله»
لا تجعل مواقع التباهي سببًا في حسد الآخرين لك واحتقارهم نعم الله عليهم؛ لأن الإنسان إذا رأى من فُضّل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعم الله، وحرص على الزيادة ليلحق بما يرى.
احرص عند نشرك لصور من تفاصيل حياتك الموازنة بين ما هو حقيقي وما هو مأمول واعلم أن كل ذي نعمة محسود.