ثلاث عورات لكم – الخصوصية
الاستئذان الذي ورد تفصيله في سورة النور يُلزم الصغار بعدم الدخول على آبائهم وأمهاتهم في ثلاث أوقات سمّاها عورات لأن الإسلام يهمه أن تبقى صورة العلاقة بين الأب والأم في ذهن الأبناء طاهرة ونقية
جميلة غير مشوهة.. لا يريد الإسلام أن يرى الابنُ أمه في وضع غير لائق
ولا يريد أن ترى البنتُ والدها بصورة سلبية تُطبع في ذهنها دهرًا
فُرض عليهم هذا الاستئذان وهم في طور الطفولة لم يبلغوا الحُلم بعد.. فما بالكم بهم عندما يصبحون في سن الشباب؟
أعتقد أنه يتوجب عليهم مراعاة خصوصية الوالدين التقنية وليس من الحكمة أن ينتهكوا أيا من بنودها
لا تفتح فيسبوك أمك ولا بريد أبيك دون استئذان، ولا تفتش استوديو الصور في جواله ولا تقرأ رسائله لأصدقائه؟
لا تتطفل لتعرف حوار أحدهما مع الآخر ولا تبحث عن طبيعة الرسائل التي يرسلها كل منهما للآخر
لا تبحث عن المقاطع التي يشاهدها والدك على يوتيوب ولا تتتبع المواقع التي زارتها أمك
واعلم أن هذا لحكمة أرادها الله صالحة لكل زمان.. مهما اختلفت أدواته وتبدلت وسائل التواصل فيه..
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [النور: 58]