قرية الثمانين – البركة في الصفوة من المتابعين
الذين كانوا مع نبي الله نوح عليه السلام ثمانون نفرًا، بعضهم من أولاده وبعضهم ممن تبعه وآمن به، وعندما استقر بهم المقام على الأرض بنوا قرية لسكناهم سماها نوح عليه السلام قرية الثمانين، عمل في الدعوة إلى الله زهاء ألف سنة ولم يتبعه إلا ثمانين متابع!
وكان مع طالوت ثمانين ألفًا من الجند، لما وصلوا إلى النهر، شربوا منه إلا قليلاً منهم، والقليل منهم كانوا أربعة آلاف، أما الذين جاوزوا النهر معه فكانوا كعدد من شهدوا بدرًا نحو ثلاثمائة وبضعة عشر نفرًا فقط!
بفضل تقنيات الاتصال الحديثة نطلق اليوم على عالمنا الذي يضم نحو سبعة مليار إنسان قرية صغيرة، وكأن الكون تُعاد سيرته الأولى، ويسعى كل واحد من سكان هذه القرية أن يبقى متصلاً لأطول فترة ممكنة مع شبكته التي صنعها من المتابعين، وبات عدد المعجبين لدى الكثيرين معيار تفضيل يناضل لتكديسه، ولا يدري أن خطأه لم يعد يساوي خطأ منشور واحد، بل يصبح منشورًا مضروبًا في عدد متابعيه ومتابعيهم، وكل من نقلوا رسالته إليهم!
إلى المغرمين بعدد المتابعين على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لا يخدعك عدد المعجبين على فيسبوك والمتابعين على انستجرام أو تويتر، ولا تعتبره مقياسًا لفضلك وقدرك، فالأنبياء لم يتبعهم سوى قلة من أقوامهم، وتلك القلة كانت مخلصة للرسالة نقلتها عنهم بأمانة فنالوا جميعًا أجرها وأمنوا وزرها..