لماذا أدعم حملة تحدي نبش الصور القديمة؟
أعتبر نفسي من أولئك الذين دعموا حملة تحدي نبش الصور القديمة على فيسبوك، والتعليق على صور الأصدقاء في الأرشيف، وهي فكرة طريفة صنعت تفاعلاً جميلاً وخلقت موجة من السرور بين الأصدقاء، شابها التحدي والتذمر في بعض الأحيان..
إلا أن التقييم الإجمالي لها كان إيجابيًا، ويوصف انتشارها بالفيروسي، وتأثيرها بالميداني، وكلها دلالات نجاح، وبما أن هذا نجاح قائم راودتني جملة من الأمنيات وجالت بخاطري مثل كثيرين ممن تدميهم آلام الوطن، فكان من جملة ما تمنيت:
يا ليتنا بحثنا عن خارطة فلسطين التاريخية قبل النكبة وبعد النكسة وخلال الانتفاضة وبعد بناء جدار الفصل العنصري ومع تمدد السرطان الإستيطاني وتهويد الأرض وتبدد الحق.
يا ليتنا تحدينا الأصدقاء بالتنقيب عن صور الحفريات في المدينة المقدسة منذ عام 2006 يوم أن بدأت السلطات الإسرائيلية بالإشراف رسميًا على الحفريات تحت المسجد الأقصى.
يا ليتنا نبشنا صور حسن سلامة وأحمد سعدات وعباس السيد ومروان البرغوثي قبل عشر سنوات ورأينا ماذا فعل السجن بهم والسجان؟
يا ليتنا عدنا بالزمن لصور الحروب المتتالية على غزة، ورصدنا أحزان المآذن وأشباه البيوت وذكّرنا العالم أن الإعمار سراب يأس الناس من تحقيقه..
ياليتنا نشرنا صور معبر رفح على مدار 11 عامًا من الذل، وأحصينا مئات الآلاف من الفرص الضائعة والأحلام المبددة..
يا ليتنا بحثنا عن صور الخريجين والعمال والمتقاعدين والمعطّلين عن العمل، ورصدنا كيف يقبل شاب على نفسه راتبًا يوميًا لا يزيد عن 10 دولارات بعدما ارتفعت نسبة البطالة في قطاع غزة عن 47% ونسبة الفقر التي وصلت إلى 65%
ما فعلناه جميل وما نبشناه يتوافق مع سبب وجود وانتشار هذه المنصات وزيادة التفاعل عليها، ويركز على خلط الفكاهة والطرافة بالأحداث الاجتماعية، وأمنياتي السابقات هي دعوة للتفكير في صناعة خلطة سحرية جديدة، نتحدث فيها عن الوطن والثوابت والمقدسات والحياة والصور الشخصية في قالب فكاهي يُسهم في انتشارها بشكل جنوني؛ لأن الفلسطيني مسكون بمتلازمة الحديث عن الوطن أينما كان.