إكسبوتك 2017: الفكرة صح بس التطبيق غلط
إكسبوتك هو معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السنوي الذي يقام في كل من الضفة وقطاع غزة بالتزامن لمدة ثلاثة أيام متواصلة، لدعم الرياديين وأصحاب الشركات الصغيرة والمشاريع الإبداعية والريادية، وفي نسخته لهذا العام سلط الضوء على إبداعات المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وبناء عليه تم تصدير الخبر لكافة وسائل الإعلام أن المعرض سيخدم هذه القطاعات وسيدعمها.
ولكن بمجرد أن تطأ قدمُك أرضَ المعرض تعتقد أنك في مكان مختلف عن ذلك الذي سمعت عنه في الإعلام، فالمساحات الواسعة محجوزة لشركة الاتصالات وبنك فلسطين وجوال والوطنية وحضارة، ستة أمتار لكل شركة أو يزيد، بينما تتقاسم ست فتيات زاوية لا تزيد مساحتها عن متر واحد، وهذا هو مربع المرأة المبدعة في إكسبوتك 2017م!
أما عن مكان الرياديين والرياديات من الشباب أصحاب الأفكار التقنية الراقية فهو في آخر زوايا المعرض، حيث يشترك كل تسع رياديين في طاولتين لعرض أفكارهم الإبداعية على من قد يصل إليهم في ذلك (الركن البعيد الهادي)..
وعلى سيرة الهدوء، لا تكاد تتوقف الإذاعة الداخلية في المعرض عن صراخات المعلنين عن سحوبات البنك وشركات الاتصالات المتناحرة، والجوائز العينية والمالية التي أصبحت سَمت المكان، كل شخص يجلب معه أفراد العائلة ويسجل بياناتهم في أي زواية على أمل أن يحصل على جائزة، ثم يتعثر في طريقه بصاحب فكرة ريادية ويسأله: “شو بتقدموا جوائز هنا؟”
يرد عليه بابتسامة: “احنا أصحاب فكرة ريادية وعنا مشروع بنحاول من خلاله نـ..” طبعا لا يكمل فقد اختفى الزائر؛ لأنه ببساطة لا يهتم!
أما قاعات المحاضرات على مدار الأيام الثلاثة – عمر هذا المعرض – فقد كانت خاوية على عروشها إلا من بعض التائهين الذين أودى بهم الزحام أو حظهم العاثر للدخول لهذه القاعة أو تلك، ثم تقرأ على وسائل الإعلام أن زوار المعرض زادوا عن عشرة آلاف في اليوم الواحد.
جدير بالقائمين على المعرض تصدير الرياديين الشباب ليكونوا في الواجهة، بمساحات عرض واسعة تفيهم حقهم، والتشبيك لهم مع المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، وتوجه الإعلام لمكانهم لعمل المقابلات الإذاعية والفضائية معهم وليس مع اللجان التحضيرية أو رؤساء الشركات الربحية، هذا المعرض أقيم على شرف إنجازاتهم واستمد حياته من مشاركاتهم، من يريد أن يحوّله إلى سوق جماهيري موسمي وعروض تنافسية هو كمن يحصر الفن ورسالته السامية في الرقص والغناء والخلاعة على اعتبار أنها ضرورة درامية لابد منها..
تلك هي فكرة إكسبوتك السامية، وهذا هو التطبيق المشوِّهِ لها على أرض الواقع، احكموا أنتم ربما نحن من فهم الفكرة خطأ، ورأى التطبيق من زاوية مختلفة!