ثلاثة أسباب لاستجابة فيسبوك وتوتير لمطالب إسرائيل وحذف المحتوى الفلسطيني
وقّعت إسرائيل اتفاقًا جديدًا مع عدد من الدول الأوروبية ومسؤلين في إدارة فيسبوك لمحاربة المحتوى الفلسطيني.. وزيرة القضاء الإسرائيلية (إيليت شكيد) تشكر إدارة فيسبوك على تعاونها في إزالة أكثر من 12 ألف محتوى فلسطيني تحريضي
والضغوطات الآن على تويتر للاستجابة وحذف التغريدات الفلسطينية التحريضية بعدما رصدت الأجهزة القضائية للاحتلال تحوّل النشطاء الفلسطينيين من فيسبوك إلى تويتر | قدس برس
لماذا تكلف إسرائيل نفسها هذا العناء؟
يبدو أن المحتوى الفلسطيني أصبح مؤرقًا لدولة الكيان بما يجعلها تولي اهتمامًا كبيرًا بالتواجد الفلسطيني على مواقع التواصل فجندت طاقاتها لتحجيمه، خاصة بعدما أصبحت الرواية الفلسطينية تلقى قبولاً لدى العالم وتقف بمحاذاة الرواية الإسرائيلية، بل وتتفوق عليها في بعض البلاد.
ما هي الأدوات التي جندتها إسرائيل لمحاربة المحتوى الفلسطيني؟
اللجان الإلكترونية: وحدات (سايبر) من الشباب الإسرائيلي الذين يتحدثون العربية ينشؤون حسابات وهمية لأهداف منها:
- نشر الإشاعات، لزعزعة الجبهة الداخلية
- إسقاط الشباب في مستنقع العمالة
- ثني المغردين عن النشر وأخذهم لمربع الردود الجدلية
- تأجيج الفتن بين شعوب المنطقة العربية.
الصفحات الناطقة بالعربية: مثل صفحة أفيحاي أدرعي، والمنسق يواف مردخاي، إسرائيل بالعربية وهي تسعى:
- لحجز مكان للرواية الإسرائيلية في ثقافة القارئ العربي يما يجعلها مقبولة مع الزمن.
- محاولة إظهار الوجه الإنساني للمواطن الإسرائيلي.
- المقارنة بين الديمقراطية التي يتمتع بها المسؤول الاسرائيلي مقابل الديكتاتورية التي يمارسها المسؤول الفلسطيني.
المتصيدون: وهؤلاء أصحاب مهنة التحطيم من خلال التبليغ عن المحتويات الفلسطينية التحريضية لإزالتها ومنعها من العودة من جديد، حيث يتم التبليغ عن أية كلمة أو حساب أو صفحة تسيء إلى إسرائيل أو تجرّم التطبيع أو تدعم المقاطعة BDS أو تفضح الجرائم الإسرائيلية. ونجحت إسرائيل في تحقيق رقم قياسي للاستجابة، حيث يتم الحذف خلال 24 ساعة فقط.
أكدت وزيرة القضاء الإسرائيلي (إيليت شكيد) أن 12,351 طلبًا تقدمت به وزارتها لإزالة المحتوى الفلسطيني بتهمة “التحريض” على مواقع التواصل الاجتماعي وقد تمت إزالتها جميعًا | صدى سوشال
ولكن ماذا تفعل إسرائيل كي تجعل هذه المواقع توافق على طلباتها؟
القانون: دأبت سلطات الاحتلال على سن قوانين ضد المحتوى الفلسطيني “التحريضي” وهي وحدها من يملك تعريف معنى التحريض فتضع تحتها كل ما يحلو لها من: أسماء شخصيات سياسية، قيادات تم اغتيالها، شعارات حركات نضالية، صور الأسلحة والمعدات الثقيلة والخفيفة، السلاح الأبيض، إطارات السيارات، حتى كلمات الوداع على غرار “سامحوني”
وطالما أنه يسبب الرعب والهلع لدى “المواطن الإسرائيلي” فهو محتوى تحريضي ينضم لقائمة سوداء Black List يتم تحديثها بشكل تراكمي.
قانون فيسبوك لملاحقة الفلسطينيين يمر بالقراءة الأولى | الحياة الجديدة
المال: تدر الشركات الإسرائيلية مبالغ طائلة على الإعلانات الممولة والوكالات والوساطات والمقرات الداعمة لتطوير هذه المواقع وخدماتها، وتحث المتحدثين بالعبرية – من بوابة النزعة القومية – على نشر محتوى ضخم على هذه المواقع وتقدم المال لمن ينخرط في عمليات الدعم، وبالتالي تجد فيسبوك في إسرائيل بيئة إعلانية متكاملة ما بين معلن سخي ومتابع وفي.
فيسبوك تستجيب للاحتلال: تعديل الخريطة لتشمل مستوطنات في القدس | عرب 48
العلاقات: يحرص الساسة على اختلاف مواقعهم السيادية في إسرائيل على توطيد علاقاتهم بمسؤلي المواقع العملاقة مثل جوجل ويوتيوب وفيسبوك وتوتير وويكيبيديا، ولا تتوقف الزيارات المكوكية على مدار العام والدعوات للحضور إلى إسرائيل وهذا لا يقتصر على كبريات الشركات بل تمتد لمشاهير الفن والرياضة والثقافة والأدب.
في المقابل يخجل المسؤول العربي من بناء مثل هذه العلاقات ويكتفي المسؤول الفلسطيني بالجلوس في ركن الغرفة رافعًا شعارات الشجب والتنديد والاستنكار ومتسلحًا بنظرية المؤامرة الكبرى ضد الأرض والهوية والتاريخ.
عفوًا فيسبوك لا يفهم إلا لغة المصالح ولا يهتم إلا بمن يتواصل معه ويبني خططًا استراتيجية لنموه وانتشاره، وهذا ديدن الشركات الرأسمالية حول العالم، لا مكان فيها للعواطف ولا علاقة بلا مقابل نفعي للطرفين.
أقول: بدلاً من صناعة أكبر صحن فتوش، وتطريز أطول سجادة، وبناء أفخم معبد هندوسي، جرب أيها المسئول العربي إرسال سفراء لبناء علاقة مع مدراء مواقع التواصل الاجتماعي التنفيذيين، احمل في يمينك غصن زيتون وفي الأخرى بندقية، واعطه شيئًا من الترغيب وبعضًا من الترهيب..
ولوّح بسلاح المقاطعة تارة
وواحة الدعم والتطوير تارة أخرى
ولننظر بمَ يرجع المرسلون؟