رزان النجار.. موتي لو سمحت أكثر وأكثر
رمضان 1439 هجري، يوم الجمعة، بعد العصر، في ساعة الاستجابة، شرق مدينة خان يونس على الحدود مع أراضينا المحتلة، اخترقت رصاصة قناص إسرائيلي صدر الممرضة الصائمة رزان النجار 21 عامًا وخرجت من ظهرها.. هذا ليس استعراضًا لعلامات حسن الخاتمة بقدر ما هو توثيق للحدث حتى تعيش تفاصيله..
دعونا نعود بالزمن قليلاً.. رزان لم تتقاضى أَجْرًا على عملها الإنساني من أي جهة وهي وتسعف المصابين والجرحى في مسيرات العودة منذ انطلاقها في يوم الأرض في 30 مارس طوعًا.. وهذا ما لفت العديد من وكالات الأنباء والفضائيات لها وكأنهم توقعوا استشهادها يومًا فاحتفظوا بمقابلاتهم المصورة معها ونشروا بعضًا من جرأتها وتواجدها الميداني لما هو أبعد من النقطة صفر..
ومن المؤكد أن الساسة وقادة الفصائل شاهدوا تلك اللقاءات.. وكالعادة اعتبروا أن هذا فرض عين عليها ولم يكلّف أحدهم نفسه بالقيام بفرض كفاية ويسأل عن حال أسرتها المالي وسبب تأخرها عن إتمام دراستها..
ربما احتفظوا بحقهم في الظهور في الصورة ليوم آخر.. نعم يوم أن تستشهدي يا رزان ستنعاك كل الفصائل وتصدح الحناجر باسمك وستتبنى الأحزاب مراسم العزاء ثلاث ليال سَوِيًّا.. سيبكون ويصرخون ويتوعدون وسيلتقطون الصور مع أبيك وأمك وشباب العائلة.. ويتفقدون مع عدسات الكاميرا غرفتك المتواضعة ومعطفك الملطخ بالدماء وبطاقة التمريض التي لم يعترفوا بها يومًا.. ويعدون والدك المكلوم براتب طيلة العمر.. اليوم أنت في نظرهم أجمل..
باستشهادك اليوم أنت بالنسبة لهم أكثر أهمية ونشاطًا وفعالية.. موتي لو سمحت أكثر وأكثر..
عذرًا رزان فإن المسئول في بلادي تهمه رسالة الموت لا حياة الشباب!