ما هي سُمعتك في السماء؟
عمرك سألت نفسك عن سمعتك في السماء؟
ماذا يقول عنك الملأ الأعلى؟ وكيف يصفون أفعالك؟ وماذا يكتبون في صحيفة أعمالك؟
ربما لو اقتربت قليلاً سمعتهم وهم يتهامسون، وعن سمعتك يتحدثون:
ربما يقولون عنك:
- ما أطيبه لو أنه كان يحافظ على صلاته.. كيف غفل عن أجر صلاة الجماعة؟
- كاد أن ينال رضى ربه ببر والديه لكنه نسي
- لو وصل رحمه لوصله الله ولزاد في رزقه
- أكرمه الله بمرض ابنته رحمة منه لمضاعفة أجره لكنه لا يحتسب!
- تاب فقبل الله توبته لكنه انقلب على عقبيه.. ولا يعلم أنه لو آب لتاب الله عليه
- كيف تكون عنده زوجة صالحة وينظر إلى المحرمات؟
- هل من المعقول أن يظل مجاهرًا بذنبه بعد ستر الله عليه؟
- لو أنه كان سمحًا في بيعه وشرائه لكتبناه مع الكرام البررة
- كاد يصل مرتبة أولياء الله الصالحين بأخلاقه لكنه لم يتورع عن ظلم أقاربه
- لم نر في أخلاقه إلا الأتقياء لكنه سمح لزوجته وبناته بالتبرج والسفور
- ما أجمل صوته لو أنه ادخره لتلاوة كتاب الله
- أيعلّم الناس كلام الله ولا يخشى أن يورده تزلّفه للسلطان المهالك؟
وأنتِ ربما يقولون عنكِ:
- المسكينة لا تدري أن إصرارها على تلك المعصية الصغيرة هي سبب تأخير رزقها بالزوج الصالح
- لو أنها صمدت على مبادئها لحظيت بجنة عرضها السماوات والأرض..
- متى تتخلص من عاداتها في الحديث عن الآخرين ونقل أخبارهم بسوء؟
- لماذا لا تحتسب أذى أهل زوجها عند الله؟
- كيف يكون لديها هذا الرصيد من عبادة السر وقلبها مشغول بالحقد على من حولها؟
- ذنبها صغير لكنها تراه يحول بينها وبين الاقتراب من الله.. لو أنها تقلع
- ما أعظم أجرها لو كانت طيبة مع جيرانها
- لماذا لم تصبر على حجابها يومًا آخر؟
- متى ستمحو ذنبها بحق أختها؟ ألا تدري أننا ننتظر دعاءها؟
تساؤلات حائرة تتناقلها الصحف وتخطها الأقلام كل يوم، تحمل الكثير من (لعل وعسى ولو ويا ليته ويا ليتها) على هيئة أمنيات صادقة تدعو بصلاح حالك لتغيير سمعتك لأرقى..
لا تتوقع أنهم يصفوك هناك بما تكره، أو أنهم يبحثون عن هنّاتك لرصدها، صحيح أنهم ملائكة بررة، لكنهم يرونك أفضل منهم، ولو كُشفت الحجبُ واطلعت على سمعتك عندهم ودعائهم لك لأوجعك الحزن على حالك.. ولما قصّرت في حق نفسك..
فبادر اليوم وحسّن سمعتك قبل أن تُنشر صحفهم على كل الخلائق غدًا، “إذا الصحف نشرت” سترى ما خُط فيها، عندها “عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ” وستندم على ما فعلتَ وما لم تفعل!