روح العيد كيف نصنعها؟
العيد في صوت المآذن تصدح بالتكبير الله أكبر الله أكبر.. العيد في صراخ الأطفال وهم يهرولون وراء عجل يزفونه إلى الذبح وكل منهم يقلد الجزار في هيئته ومشيته، وأشجعهم من يحقق المعادلة الصعبة ويقترب من العجل قبل ذبحه من مسافة الصفر..
وإذا أُهرق الدم تزاحموا عليه أيهم يبسط يديه فيه أكثر، ويطبعها وافية على الجدران قبل أن يتخثر..
العيد في: عجلنا أكبر وجزارنا أسرع وحصتنا أوفر..
العيد في “حرب الكلاشنات” بين الصغار وتعالي الضحكات والصراخ والفراقيع والصواريخ والألعاب النارية حتى لو قلع حمودة نصف عيون أولاد الحارة بالدمدم الأصفر.
العيد تراه في عيون طفلة ترتدي ملابس جديدة تتهادى من بيت جارتها إلى بيت عمتها ومرة أخرى إلى بيت جيرانها، وفي يدها شنطة أميرة صغيرة تجمع المال والحلوى من كل من التفت إلى زينتها وجمال ملابسها ورقي سلوكها، تدربت على تلك الحركات ليلة العيد حين جربت مع أمها ملابسها الجديدة..
العيد في: ملابسي أجمل ومسدسي أقوى وعيديتي أكثر.
العيد تصنعه الأم مع الكعك والمعمول والشاي وبعض المكسرات ومزيد من البهجة ترصهم على طاولة الحب بجانب العصير والفرح والسماقية والسمك المملح والمدخن؛ كيما يتناوله الأبناء في غدوهم المكوكي ورواحهم، وهي ترقب قدوم إخوانها الشباب وأبنائهم وحمولتهم ليزيدوها أمام زوجها وأهله غزةً..
العيد عند الأمهات عادة يأتي مبكرًا فيدّخرن منه ما يصلح لينشرنه في سماء الكوكب لأربعة أيام قادمة.. يقلبن البيوت زينة وجمالا ويُخرجن الكنوز من جنبات المطبخ وأروقة البيت وما خفي طوال العام من الأثاث وأجمل الثياب والروائح؛ كيما يجعلن البيت روضة من الجنة، وعيدهن حين يسمعن اطراء محب من ذويهن الرجال الذين يتنقلون بين البيوت كالنحل من زهر إلى آخر..
العيد في: حلوياتي أطيب وبيتي أرتب وأقاربي أكثر.
العيد في يد أب أبت أن تصافح أرحامها خالية، فأصر على حشوها بعشرين شيكل خضراء يهديها لأخته وبنتها رغم أنه قد يضطر للعودة على قدميه ماشيًا، العيد هو عيد طفل يجمع العيدية لشراء مسدس وفراقيع وكثير من البلالين والعلكة، عيد يافع يساعد والده في تقطيع لحم الأضحية، عيد شاب ينتظر للصباح دوره عند الحلاق، عيد ذي مال يطرق أبواب المحتاجين يوزع عليهم قربانه، عيد صاحب همة يزور كبار السن يتحسس أخبارهم ويستمع إلى قصصهم عن بهجة العيد في زمانهم، فيوقن من ثنايا حديثهم أن روح العيد أجواء تصنعها أنت لمن حولك فيعود عليك بالفرح الغامر وأكثر.
العيد في: أكبر صورة سيلفي تجمع الأهل والأحباب كل باسمه وصفته وملامحه وذكرياته التي سيسعد بها كلما دقق في الصورة أكثر.