فيلم الدراما الوثائقي The Social Dilemma 2020
المعضلة الاجتماعية: الجانب المظلم لمواقع التواصل الاجتماعي حسب آراء من أنشأها
سأختصر لك فكرة الفيلم بسؤالك: هل شاهدت فيلم المدمر The Terminator ؟
ملخص الفيلم: طوّر الإنسان الآلة وبعدما أصبحت الآلة عاقلة تفهم، تمردت وانقلبت على الإنسان ودمرت الكوكب.
ما حدث مع الخوارزميات هو نفس ما حدث مع الآلة في فيلم المدمر حرفيًا، حيث طوّرت شركات وادي السيلكون مواقع التواصل الاجتماعي حتى تتمكن من معرفة وتحليل كل شيء عنا، أهدافنا ميولنا اهتماماتنا توجهاتنا.. وأشياء أكثر ربما نحن لا نعرفها عن ذواتنا من خلال تحركاتنا على هذه المنصات لجعلنا نرتبط بها لأطول فترة ممكنة حتى تصبح هذه المواقع أداة تدر الأموال على أصحابها بشكل متزايد، وهذا جعل الآلة تتطور وتسبب المشاكل وتصيب المجتمع بانحرافات وتغير في السلوك.
مثلًا: أنت متعود على الحياة بخمس أو عشر أصدقاء، ماذا عن خمسة آلاف صديق؟
أنت تعرف شكل شعورك عندما يصلك إطراء من عشرين أو مائة شخص ماذا عن مليون إعجاب؟
The Social Dilemma 2020
أهم المشاكل التي سببتها مواقع التواصل حسب الفيلم:
- الإدمان
- الأخبار المضللة
- التأثير السياسي
- التأثير على الصحة العقلية
- ارتفاع معدلات انتحار
- دورها في نشر نظريات المؤامرة ومساعدة الجماعات مثل أصحاب الأرض المسطحة وسيادة البيض
- المستويات المرتفعة للاكتئاب بين الأطفال
- الإبادة الجماعية في ميانمار
- المعلومات الخاطئة حول كوفيد
- الحقيقة الموضوعية لخطر التفكك الاجتماعي.
هذه القنوات اختراع عبقري وراقي وممتاز أشكرك، ولكن لا تنس حقيقة أن من يستخدمها هم بشر بكل حسناتهم ومساوئهم، منهم من يريد نشر رسالة ومنهم من يريد قلب أنظمة الحكم والسيطرة على العالم، ولا تنس أن القائمين عليها بشر من النوع الرأسمالي الشره الذي يهمه التوسع والتمدد ولو كان على حساب الأخلاقيات والقيم الأخرى.
حين تفكرون في التكنولوجيا على أنها تهديد وجودي فهذا ادعاء كبير
تريستان هاريس، خبير أخلاقيات التصميم السابق في جوجل
ومن السهل حينها دحضه.. حسنًا ها أنا ذا أمسك الهاتف أمرر وأنقر أين التهديد الوجودي؟
هناك كمبيوتر آخر على الطرف الآخر يجبرني على مشاهدة المزيد من الفيديوهات أين التهديد الوجودي؟
لا يتعلق الأمر بكون التكنولوجيا هي التهديد الوجودي
إنها قدرة التكنولوجيا على إخراج أسوأ ما في المجتمع، وأسوأ ما في المجتمع هو التهديد الوجودي
“لا يوجد سوى صناعتين اللتين تطلقان على عملائهما اسم (مستخدمين Users): المخدرات غير المشروعة والبرامج”
إدوارد توفته
“يمكننا فرض الضرائب على جمع البيانات ومعالجتها، بالطريقة نفسها التي تدفعون بها فاتورة المياه عن طريق مراقبة كمية المياه التي تستخدمونها، نفرض الضرائب على هذه الشركات طبقًا لكمية البيانات التي تمتلكها، هذا يعطيهم سببًا ماليًا لعدم امتلاكهم جميع بيانات العالم.”
يعرض الفيلم مقابلات مع شخصيات مركزية كانت تعمل في تلك المنصات، ويقابل أعظم العقول في التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي (AI) والواقع الافتراضي والتسويق الرقمي والنمو، ويتطرق للحديث عن الخوارزمية التي أنشأت وسائل التواصل الاجتماعي، وعن الأمن السيبراني وخصوصية المستخدم ومستقبل الديمقراطية مع الإدمان المتزايد والسعي الحثيث لهذه المنصات لزيادة الدخل. كي تصلك الفكرة لابد من مشاهدته كاملاً لتتعرف عن قرب عن حقيقة هذه المواقع وطريقة عملها.
حسب (ديفيد إيرليش) يعتبر هذا الفيلم هو “التحليل المنفرد الأكثر وضوحًا وإيجازًا ورعبًا كي يوضح لنا الغاية التي تم إنشاء وسائل التواصل الاجتماعي لأجلها”
الخلاصة: اختر دائمًا
في الدقائق الخمس الأخيرة من الفيلم تشاهد خبراء الصناعة أنفسهم يخبروك بالخطوات التي يمكنك اتخاذها للحد من مقدار استخدامك للهاتف والتكنولوجيا التي تسبب الإدمان الذي تعيش فيه. يقول المؤلف وعالم الكمبيوتر جارون لانير في الفيلم الوثائقي: “اختر دائمًا، تلك هي طريقة فعالة للقتال.”
عُرض وثائقي المعضلة الاجتماعية The Social Dilemma لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي لعام 2020م، وتم إصداره على نتفلكس في 9 سبتمبر 2020م.
الفيلم متوفر بالترجمة العربية على الإنترنت