ومع صلاة الفجر تطيب النفس
أحد أسرار كون المستيقظ لصلاة الفجر طيب النفس نشيطًا كما أخبر النبي ﷺ
لابد وأن نعلم أننا لا نصلي لأن الأبحاث أثبتت أن للصلاة فوائد لأعضاء الجسم، ولكن نصلي لأن المولى عز وجل أمرنا بذلك: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين﴾ [البقرة: 43]، ولأن الصلاة عماد الدين: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد «.
أما معرفة ما فيها من الفوائد المحسوسة للإنسان بالأدلة القطعية التي لا تقبل الشك، فإنما هو من باب زيادة يقين وإيمان بأن المولى عز وجل ما أوجب علينا إلا كل خير، وما حرم علينا إلا كل شر، فالخير كل الخير فيما أحل الله لنا، والشر كل الشر فيما حرم المولى عز وجل علينا، ونحن في ذلك لنا أسوة بالخليل عليه السلام حينما سأل ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْييِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: 260]
وجد العلماء أنه في لحظات السرور عند حصول الإنسان على مكافأة أو فرحه بتحقيق أمر سار، أو تمتعه برؤية منظر جميل، في كل هذه الأشياء يزداد إفراز الدوبامين المسئول عن السعادة في جسم الإنسان.
وهناك دراسة تقول بأن النوم ليلًا يساعد الدماغ على التقليل من إفراز هذه المادة؛ ليتمكن المخ من إفرازها في النهار بشكل جيد، وأن الاستيقاظ المبكر قبل شروق الشمس يساعد على إفراز كميات كبيرة من الدوبامين مما يساعد الدماغ على أداء عمله بكفاءة أعلى والتمتع بسعادة وراحة نفس.
الدوبامين هو ناقل عصبي بين خلايا الدماغ، وكلما كانت كميته أكبر كان الدماغ في حالة أفضل، وكان الإنسان طيب النفس وفي سعادة أكبر، وهو يساعد الدماغ على الإبداع.
ولقد ذكر النبي ﷺ هذا الأمر حين قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل، فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلّى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان «.
والإعجاز في قوله عليه ﷺ: «فأصبح نشيطًا طيبَ النَّفسِ «تمامًا كما يؤكد العلم الحديث أن الاستيقاظ المبكر وبخاصة قبل طلوع الشمس يؤدي إلى راحة نفسية عظيمة.
فلا سعادة ولا نشاط يعادل صلاة الفجر في وقتها جماعة وفي المسجد..