نحن عَدوى.. فاحذر

نعم، الفلسطيني عدوى سريعة الانتشار وقوية التأثير، لذلك يخشى عليكم الحكام منا، ويحاولون بجيوشهم واستخباراتهم وأقبية سجونهم منعكم من الاتصال بنا أو التضامن مع قضيتنا أو الخروج في الشوارع احتجاجًا على إبادتنا، أو التظاهر لأجل حقوقنا، أو الانتصار لدمائنا..
نحن عدوى..
يريد إعلامهم أن تتفرج علينا من خلف الشاشات، تسح الدموع حزنًا على أشلائنا، وتبكي على الأطلال وأشباه بيوتنا، وترفع أكف الضراعة بالدعاء لأطفالنا وشيوخنا، وهُم يغضون الطرف حين تنفّس غضبك في منشورات ثورية على المنصات الرقمية بأسماء وهمية..
نحن عدوى..
يخاف منا زعيمك ويحميك بعيدًا عنا، يحيطك بسياج يفصلك عن وبائنا ويحذرك من الاقتراب من مأساتنا، يبيعك الوهم بقرارات سياسية ومواقف دبلوماسية وإنجازات وهمية كي يبعدك عن بوصلة الأمة وجوهر القضية وحقيقة الصراع الأزلية، لأنك إن عرفت الطريق صباحًا ستزيل عرشه من طريقك قبل حلول المساء..
نحن عدوى..
نصيب من يقترب منا بالثورة وحب الرباط وأهله، ونضخ في دماء الشعوب شرفًا ونخوة ونعيدهم لزمن القعقاع وابن الوليد وحمزة، لو اقتربت منا لعلمت أن رجالنا سلالة مصطفاة من زمن الصحابة، وأن نساءنا حفيدات الخنساء وأسماء والطاهرة البتول، وأن الدماء في عروق أطفالنا ثائرة على عهدها مع ابن الخطاب والظافر صلاح الدين والمظفر سيف الدين قطز بأن تعيد مسرى رسول الله ﷺ لحياض الأمة..
لذا.. إياك إياك أن تقترب منا
لأننا عدوى تصيب الناس بحب الجهاد وهم الذين سمّوه “الإرهاب” أول مرة.