حين يُستعمل الدين لتبرير الخذلان!

شرعًا:
ما قاله ياسر برهامي لا يمتّ بصلة إلى فقه الجهاد أو أحكام العقود في الشريعة الإسلامية، بل هو كلام سياسي بلبوس ديني يهدف إلى تبرير الخنوع، لا إقامة الحجة.

- الميثاق مع العدو لا يُلزمك إن بدأ بالعدوان:
قال الله تعالى: “وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون” [التوبة: 12]
فكيف إذا كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل، يحاصر، يسرق الأرض، يهدم البيوت، ويذبح الأطفال، منذ عقود دون توقف؟ أليس هذا نكثًا للعهد؟
الميثاق يُسقطه الظلم، لا الورقة! وما تقوم به “إسرائيل” منذ 1948 هو طعن مستمر في كل ميثاق ومواثيق.
- الشرع لا يُجيز ترك المسلمين يُبادون بدعوى أن “الميثاق قائم”:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه.”
“ولا يُسلمه” أي لا يتركه لعدوه بلا نصرة ولا عون.
وما يُمارسه الاحتلال في غزة هو إبادة جماعية موثقة،
فهل ترى أن “الميثاق” يمنعك من نجدة المظلوم والذود عن دماء الأبرياء؟
- من الذي قال إن أهل غزة أطلقوا حربًا؟
الحرب لم تبدأ من غزة، بل من احتلال يحاصر شعبًا منذ 17 سنة، ويقتل ويجوع ويفرض الموت في كل زاوية.
ثم حين ضُرب العدو في 7 أكتوبر، كانت تلك ردًا على عقود من التنكيل،
وهي من صميم حق الدفاع الشرعي المشروع.
تاريخيًا:
– معاهدة كامب ديفيد ليست قرآنًا منزلاً، بل هي اتفاق سياسي لم يحترمه الاحتلال يومًا، بدليل خرقه لها في أكثر من محطة:
تهويد القدس، العدوان على الأقصى، بناء المستوطنات، التنكيل بالمصريين في معبر رفح، استهداف الحدود، التجسس على مصر نفسها!
– غزة ليست طرفًا في كامب ديفيد، ولم تكن ملزمة بها،
وغزة لم تطلب من أحد أن يدخل حربًا، بل تُباد الآن والعالم يتفرج،
والأدهى أن من يُفترض أن يُذكّر الناس بواجب النصرة، يتحول إلى واعظ للعدو!
باختصار:
منطق برهامي يوظّف النصوص لتكريس الذل، ويحوّل الشرع إلى قيد يمنع نصرة المظلوم، لا دافعًا لحمايته.
فمن لا يرى فريضة النصرة اليوم، فقد خان النص والواقع، وخذل الأمة باسم الدين