تغلغل عناصر عسكرية إسرائيلية في شركة Meta
خرق خطير للأمن الرقمي وتحيّز منهجي ضد الفلسطينيين

كشف تحقيق استقصائي حديث أن أكثر من 100 موظف في شركة Meta (فيسبوك سابقًا)، بينهم رئيسة سياسات الذكاء الاصطناعي في الشركة، هم من الجنود أو الجواسيس السابقين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا من وحدة التجسس الإلكترونية الشهيرة وحدة 8200. ويثير هذا التغلغل العسكري في بنية واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم مخاوف عميقة تتعلق بالتحيّز الرقمي، تقييد حرية التعبير، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في جرائم إبادة وتصفية ضد المدنيين الفلسطينيين.
شيرا أندرسون: من وحدة الحرب الدعائية في جيش الاحتلال إلى قيادة سياسات الذكاء الاصطناعي في Meta
تشغل شيرا أندرسون، محامية أمريكية متخصصة في القانون الدولي، منصب رئيسة سياسات الذكاء الاصطناعي في Meta. وقد تطوّعت عام 2009 للانضمام إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر برنامج “غارين تسابار”، المخصّص لليهود غير الإسرائيليين للانضمام طوعًا للخدمة العسكرية.
- خلال خدمتها، عملت أندرسون كضابطة غير مفوّضة في قسم المعلومات الاستراتيجية، حيث كانت تُعدّ ملفات دعائية لصالح الجيش، وتنسّق مع الملحقين العسكريين الأجانب، والصليب الأحمر.
- حالياً، تُدير أندرسون تطوير السياسات القانونية، وتوجيهات العلاقات العامة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي داخل Meta، في أقسام المنتج والسياسات العامة والتواصل مع الحكومات.
خطورة هذا الموقع تكمن في أن الذكاء الاصطناعي أصبح مكونًا استراتيجيًا في البنية الأمنية العالمية، وتحديد اتجاهاته من قبل شخصية ذات خلفية عسكرية في جيش متورط في جرائم إبادة جماعية في غزة، يُمثل تهديدًا عالميًا لعدالة استخدام التكنولوجيا.
شبكة واسعة من العناصر العسكرية داخل Meta
- يُشير التحقيق إلى أن أكثر من 100 موظف في Meta هم جنود سابقون أو ضباط في وحدات تجسس إسرائيلية.
- الكثير منهم خدموا في وحدة 8200، وهي وحدة استخبارات إلكترونية تُعرف باستخدامها أدوات التجسس والاختراق لمراقبة الفلسطينيين وبناء قواعد بيانات تُستخدم في تنفيذ عمليات الاغتيال.
- من الأسماء البارزة:
- غاي شينكرمان: انتقل مباشرة من وحدة 8200 إلى Meta في 2022.
- ميكي روتشيلد: يشغل منصب نائب رئيس إدارة المنتجات، وقاد سابقًا وحدة صواريخ بعيدة المدى خلال الانتفاضة الثانية.
- ماكسيم شمكلر: يعمل حاليًا في مكتب Meta بمنلو بارك، وله خلفية في Google وApple، بعد 6 سنوات ونصف في وحدة 8200.
يعمل هؤلاء الموظفون في مكاتب Meta في الولايات المتحدة و”تل أبيب”، وكثير منهم متخصصون في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يطرح تساؤلات حول مدى استخدام البنية التحتية لـ Meta في دعم الأنشطة العسكرية الإسرائيلية، ومنها بناء “قوائم قتل” للفلسطينيين.
التحيّز المؤسسي الرقمي: قمع الأصوات المناصرة لفلسطين
ترافق هذا التغلغل العسكري مع سياسات رقابية صارمة على المحتوى الفلسطيني في منصات Meta، خاصة منذ بدء الإبادة في غزة في أكتوبر 2023. وتشير تقارير متعددة إلى:
- حذف آلاف الحسابات والمحتويات المؤيدة لفلسطين.
- تقييد الوصول والانتشار لأي محتوى يُظهر جرائم الاحتلال.
- تبرير الانتهاكات تحت غطاء “إجراءات أمنية” أو “مكافحة خطاب الكراهية”.
شيرا أندرسون: تبرير الإبادة وتطبيع القتل الجماعي
لم تكتفِ أندرسون بخلفيتها العسكرية، بل ظهرت في مقابلات تنكر خلالها وجود إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتستخدم عبارات تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم:
“لا أعتقد أن هناك إبادة جارية”
“حماس طائفة موت.. غزة دولة فاشلة”
“في الضفة الغربية، للأسف، لا يُسمح لإسرائيل أن تفعل ما تفعله في غزة”
ووصفت قتل المدنيين من خلال “مفارقة العربة” (Trolley Problem) بأنه قرار مبرر، في تبرير واضح لجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
Meta وشراكاتها العسكرية مع الغرب
في نوفمبر الماضي، أعلنت Meta عن فتح أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها (LLaMA) للتعاون مع أجهزة الأمن القومي الأمريكية، ومنها:
- Lockheed Martin
- Palantir
- Anduril
ما يعني أن Meta لم تعد مجرد منصة تواصل، بل جزء من البنية الأمنية الغربية، تعمل بالتوازي مع أجهزة الرقابة والقمع والقتل حول العالم.
الخلاصة: احتلال رقمي وهيمنة خوارزمية مدعومة عسكريًا
- رئيسة سياسات الذكاء الاصطناعي في Meta مجندة سابقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
- تعمل إلى جانب شبكة واسعة من عملاء ووكلاء التجسس الإسرائيليين السابقين.
- تُدير سياسات منصة تُمارس رقابة ممنهجة على المحتوى الفلسطيني.
- تشرف على أدوات ذكاء اصطناعي تُستخدم اليوم في قتل الأبرياء، وغدًا في التحكم في الشعوب.
إننا لا نتحدث عن تحيّز خوارزميات فقط، بل عن هندسة إبادة رقمية متكاملة يقودها خبراء حرب وسايبر، يلبسون اليوم بدلات شركات تكنولوجيا، ويحملون في ذاكرتهم قواعد الاستهداف وأكواد القتل.
آن الأوان لمساءلة Meta لا كمؤسسة تقنية، بل كطرف فاعل في جرائم دولية موثّقة.
العالم الرقمي يجب ألا يكون ساحة للإبادة مهما كان شكل واجهته.
الموضوع على هيئة تغريدات متسلسلة: