عالم التقنية

هل نودّع مصطلح “الذكاء الاصطناعي” ونستقبل: ذَكوان؟

منذ بدأ مصطلح “الذكاء الاصطناعي” يغزو حياتنا اليومية، أخذ يتردد في كل محفل: من المؤتمرات التقنية، إلى مناهج التعليم، وحتى في جلسات المقاهي. لكن، وعلى الرغم من شيوعه، يبقى المصطلح طويلاً، وثقيلًا، وترجمةً حرفية لمصطلح أجنبي هو: Artificial Intelligence، والذي يُختصر عالميًا بـA.I.

فلماذا لا يكون لنا نحن العرب مصطلح خاص بنا، يجمع بين الأصالة والسهولة؟
من هنا نقترح: “ذَكوان”.

ما هو “ذَكوان”؟

“ذَكوان” كلمة عربية خفيفة، مألوفة في تراثنا، تَستبطن معنى الذكاء والنباهة، وتحيل إلى شخصيات علمية موسوعية كـ (ذكوان بن عمار) و (ذكوان مولى عائشة) وهي لا تبدو غريبة على السمع، بل تألفها الأذن كما تألف اسم “عدنان” أو “سليمان”.

لكن ما يميز “ذَكوان” أنه قابل للتصريف اللغوي، ويمكن إدخاله في سياق الحياة اليومية بسهولة:

  • ذَكِّن هذه المادة (أي عالِجها بذكوان)
  • ذكونا هذه الفكرة (أي استخدمنا ذَكوان لفهمها وتحسينها)
  • الملف ذَكْواني (أي خضع لتحليل ذَكوان)

وهكذا يتحول “ذَكوان” من مجرد اسم، إلى أداة لغوية حيّة تندمج في نسيج الكلام العربي بسلاسة ومرونة.

لماذا “ذَكوان” أفضل من “الذكاء الاصطناعي”؟

  1. الاختصار والسهولة: بدلًا من تكرار عبارة طويلة من ثلاث كلمات، نكتفي بكلمة واحدة جذابة.
  2. الهوية الثقافية: يبتعد عن النمط الترجمي الحرفي ويمنح المصطلح روحًا عربية أصيلة.
  3. المرونة: يمكن اشتقاق أفعال وأسماء وصفات منه بسهولة، مما يجعله ملائمًا للتطور اللغوي.
  4. التحبيب والتأنيث: “ذَكوان” يعطي طابعًا شخصيًا ودودًا، وهو ما تحتاجه علاقتنا مع هذه التكنولوجيا التي نعيش معها أكثر مما نعيش مع بعض البشر!

مصطلح “ذَكوانْ” يجمع بين البساطة اللغوية والحمولة الثقافية، ويستدعي في ذهن العربي شخصية عالم أو حكيم، لا آلة باردة أو برنامج جامد، مما يخفف من القلق الوجودي الذي يرافق أحيانًا الحديث عن الذكاء الاصطناعي.

بل إن قدرة الكلمة على الاشتقاق والتصريف، كأن تقول: “ذكونا المحتوى” أو “ذَكِّنْ الفكرة”
تعني أنها قابلة للتجذر في الاستعمال اليومي، وهذا أهم شروط النجاح لأي مصطلح جديد.

نحو تبنٍّ عربي للمصطلح

نحن لا نلغي مصطلح “الذكاء الاصطناعي”، بل نفتح أفقًا جديدًا لمصطلح أكثر عروبة ودفئًا. وتمامًا كما أبدع أجدادنا في تعريب المصطلحات الفارسية واليونانية والهندية، يمكننا أن نبدع اليوم في صكّ مصطلحات جديدة تليق بعصرنا وهويتنا.

“ذَكوان” ليس فقط محاولة لغوية، بل هو مشروع وعي، يقترح أن نتعامل مع التقنية بعين عربية، لا مجرد استهلاك لما ينتجه الآخر.

كلمة أخيرة

من يدري؟ قد يأتي يوم ونسمع أحدهم يقول:

“لقد ذَكَّنتُ دراستي باستخدام ذَكوان، فصارت أذكى من السابق!”

فهل نبدأ الرحلة من هنا؟

خالد صافي

خالد صافي مختص في التسويق الرقمي ومدرب خبير في الإعلام الاجتماعي، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by WP Anti Spam
زر الذهاب إلى الأعلى