نموذج محاكاة الأمم المتحدة في غزة
لست هنا لأصدر أحكاماً أو أقيم أداء جهة بعينها، وإنما هي وجهة نظر أزجيها بعدما سألني كثير من المهتمين عما رأيت في نموذج محاكاة الأمم المتحدة في غزة:
المؤتمر في سطوري:
– هدف المؤتمر كما فهمت هو تقديم صورة مبسطة للشباب الفلسطيني حول الأمم المتحدة ودورها وكيفية صناعة القرارات، والتعرف على طبيعة عمل ودور الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
– لم تكن فلسطين هي الأولى التي تقدم نموذج المحاكاة ولكن التوقيت تزامن مع خطاب رئيس السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وأيضاً انتفاضة الأقصى 28 سبتمبر 2000م
– رأيت أن الشباب في غزة طموح ويحب أن يتحدث عن بلاده وقضيته، ويزج باسمه في كل محفل وهذا صحي ومطلوب.
– وأن لدينا طاقات شابة مبدعة قادرة على العطاء وقد تواصل العمل ليل نهار لأجل فكرة تؤمن بها.
– تواجد الإعلام في هذه الفعالية بشكل مكثف وأكاد أجزم لم تبق قناة ولا وكالة ولا محطة إذاعية إلا زارت أرض الحدث.
– كانت هناك ضبابية لدى كثير من الحضور – الشباب خصوصاً – عن ماهية الحدث وأهدافه وما سيقدمه للقضية، والمؤتمر نفسه لم يسهم في فك رموزها حتى جلسة الختام.
– تميز النشر الإلكتروني بالسرعة والفاعلية، وكان على نطاق واسع واهتم بكافة قنوات التواصل الاجتماعي مما يوحي باهتمام الجهة المنفذة بالوصول لأبعد مدى.
– عدد الصور الشخصية المنشورة ضخم جداً، لدرجة أن بعضهم أطلق تهكماً على المؤتمر مسمى: “مؤتمر.. صورني شكراً“
– قابلت العديد من الأصدقاء، والتقطت معهم الصور التذكارية، وكان الفضل في ذلك يرجع لصدى المؤتمر الإعلامي.
– النظام والترتيب في يوم الافتتاح – على الأقل – كان بحاجة لعناية من المنظمين.
– أثق أن شبابنا لديهم من الوعي والمعرفة بقضيتهم ما يدفعهم لتقديم جملة من المطالب التي يريدها فعلاً أهل غزة من العالم، وكلي أمل أن يوفّقوا في الوصول للجهات المعنية لتحقيق: عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة، وتنمية البنية التحتية، وربط شباب فلسطين مع العالم.
كنت أتوقع:
– أن أرى تنوعاً عرقياً ولونياً في هيئة وشكل الشباب والفتيات الممثلين لدول العالم في نموذج المحاكاة ليكون أقرب للواقع، فمثلاً ممثلي دول أفريقيا ببشرة سوداء، وممثلي شرق آسيا بقامة صغيرة.. وهكذا.
– أن يبدأ ممثل البلد كلمته بالتحية المتعارف عليها في البلد وبلغتها.
– أن يكون لدى كل ممثل معرفة تاريخية بالبلد الذي يمثله وعلاقتها بالبلاد المحيطة، جميل لو رأينا صداقة بين ممثلي تركيا وألمانيا، ونوع من النفور بين ممثلي فرنسا وإنجلترا تبعاً للعلاقة التاريخية.
– أن يتم التنسيق مع الجامعات بشكل مباشر بحيث يتم انتداب مجموعة من الطلاب للحضور والمناقشة طالما أن المؤتمر يهدف صناعة كوادر دبلوماسية تدرك الأمور التي تطرح في مجلس الأمن.
– أن تنشر كافة الكلمات باللغة الإنجليزية على الأقل على صفحة المؤتمر على فيس بوك.
– أن يكون ممثل لدولة إسرائيل كما هو في الواقع وتحاصَر بأسئلة قانونية ومطالب إنسانية عادلة.
– وجود جداريات إعلامية توضح الكثير من المفاهيم والقوانين الدولية ووظيفة عمل منظمات الأمم المتحدة شكلاً ومضموناً، بدءاً بالجمعية العامة ومجلس الأمن، مروراً بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، انتهاءً ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
– أن يتم دعوة الشباب من كافة الأطياف للمشاركة في عملية الانتخاب والانضمام للمؤتمر وعلى نطاق إعلامي أوسع.
– أن يكون المؤتمر بمبادرة شبابية خالصة بلا أي تدخل لأي مؤسسة أو جهة ذات بعد سياسي معين.
– وجود موقع إلكتروني لأرشفة وتسجيل كافة الكلمات صوتياً ومرئياً ونصياً ونشرها بشكل دوري للقائمة البريدية من كافة الحضور الذين سجلوا الدخول، وأن يكون كمادة أساسية للقائمين على النسخة الثانية من المؤتمر في العام القادم بإذن الله.
– دخلت المؤتمر وطفت كافة أروقته ولم تصلني المهابة التي كنت أتوقعها حال دخولي مؤتمراً بهذا الثقل وهذا المسمى.
ختاماً..
أعتقد أن مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة في غزة خطوة راقية وهامة، وسيكون لها تبعاتها الإيجابية على مفاهيم كثيرة لدى الشباب، أهمها مخاطبة الغرب وطريقة الحوار الفاعل وفهم الآخر وتقبل ثقافة النقد التي نفتقد أساساتها بشكل كبير في غزة.
شكراً لهذا الطرح ..
شاركت في المؤتمر في احدى المجالس .. ولم استفد إلا القليل وحزين لجداً لأن هكذا فكرة رائعة ذهب بريقها بسوء الترتيبات والتنظيم ..