نحن لا ننزع الشير – تعدد الحسابات على مواقع التواصل
عندما التقيت صديقي القديم محمود في مناسبة عائلية كبيرة سألني عن سبب توقف وصول منشوراتي لبريده مستغربًا!
أجبت سؤاله بأسئلة: بريد؟ وهل يتابع أحدٌ البريد هذه الأيام؟ في عصر فيسبوك وتويتر وشركاه هل بقي للبريد مكان؟
أجاب: أنا لا أعرف أخبار العالم إلا من بريدي، ولا أفتح إلا الرسائل الإخبارية التي تصلني من خلال الأصدقاء، وكنت أستمتع جدًا بقراءة رسائلك وأعرف الكثير حتى توقفتَ فجأة! ..
يا لها من مسئولية..
عندما تفتح قناة على أي من مواقع تواصل وتبني علاقة مع جمهور، لابد أن توقن في قرارة نفسك أنك تدشن شلالاً من المعرفة المتبادلة بينكما، فلا تكن أنت من يوقف تدفقه.. ترى ربة البيت العالم من مذياع قديم في مطبخها، ويتفاعل العجوز مع الكون من خلال نافذة صحيفته المتهالكة التي يقلبها يوميًا ليعرف أحوال الناس..
أمثال هؤلاء توجد نسخة رقمية من البشر يتابعوك بصمت على تويتر ويقرؤون منشوراتك على فيسبوك ولا تحس لهم ركزًا، ربما يشاهدون كل صورك على #انستجرام، لكنهم لم يتجرؤوا يومًا على نشر صورة لهم، ربما قد لا يجد الواحد فيهم صورة شخصية يزين بها حسابه..
فلا تقسوا على متابعيك ولا تؤزهم أزًّا، ولا تطالبهم بالتفاعل عنوة، ولا تأمرهم بالتواجد قسرًا والتعليق إجبارًا.. إياك أن تنعتهم بالأصنام.. وكأنك تحملهم على كاهلك.. أو تحمّلهم ذنبًا لأنهم تابعوك.. اترك القرار لهم في التفاعل مع ما تنشر بالطريقة التي تناسب إمكانياتهم وقدراتهم.. .
الأهم ألا تقطع طريقهم في الوصول إليك..
واجعل الجسر بينكما ممتدًا لأننا نزرع على جانبيه الورد والمعرفة المتدفقة..