تنمر تارة وتنطع تارة أخرى.. عيد المتنمرين
في يوم العيد يحاول جمع غفير من الناس أن يتحلى بمظاهر الفرح وينشر البهجة مع ابتساماته على مواقع التواصل الاجتماعي، يتحيّن هو الفرصة لالتقاط صورة للملابس الجديدة التي اشتراها لأبنائه، وتركز هي على طريقة تزيينها لغرفة الضيوف والإضافات التي اشترتها لاستقبال الأهل، ويكدس أحدهم صور السيلفي التي حظي بها مع أصدقائه بعد صلاة العيد.. ابتسامات وضحكات وعيدية وألعاب وملابس وأوقات بهجة وكثير من الأمل يصنعه لنفسه بنفسه وقد يدفع مقابله مالاً كي يعيش روح العيد وأجوائه..
فلا تقابل هذه المظاهر بالتنمر تارة والتنطع تارة أخرى، عندما نشر صورة ابنه هو يعتقد أنه الأجمل حتى لو كنت ترى أنه (شين) وملابسه (مش ع الموضة).
وقتما زيّنت هي الأطباق واختارت الحلويات لم تتخرج من معاهد الإتيكيت حتى ترضي ذوقك، وعندما أخذ صورة سيلفي لم يكن يريد إلا أن يبهجك بهذا الكم من البشر في الصورة.. كلمة تنمّرية واحدة منك تسيء لصاحب الصورة في تعليق عابر قد تهدم جبال السعادة الشامخة في قلبه فاحفظ لسانك يا رعاك الله واكتب ما تؤجر عليه..
ودعك من التنطع ودعوة الناس للاقتصاد والشعور بالآخرين متذرعًا بأن الوضع لا يسمح ولدينا من الحزن ما يدعونا للاقتصاد في مظاهر الفرح.. وطالما الأمة في ألم فلا مكان للابتسامة!
جُل معارك المسلمين كانت في رمضان، ولاشك أن فيها شهداء وجرحى ورغم ذلك كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد الذي يلي رمضان أنه كان يلبس أجمل ثيابه ويدعو للتوسعة على الأهل ونشر البهجة والفرحة والإسراف في المباحات كما نهى عن زيارة القبور في هذا اليوم لأن العيد للأحياء وليس للأموات..
العيد لأصحاب القلوب الحية ليس للمتنمرين ولا المتنطعين يا هؤلاء!