يوم الخميس “الدعوة عامة و ح تبقى لمة”
حتى في فرحها غزة منكوبة، وفي أوج بهجتها يأتي من ينغص على أهلها معيشتهم، ربما ليزيد من أجرها، أو تراه ليسرق الطريق المعبّد لسعادتها، هذا الخميس كان من المفترض أن يكون هو الخميس الأجمل في حياة (1000) شاب و(1000) فتاة طال بهم شوق الانتظار للحظة الفرج، بعدما زف البشير لهم منحة على لسان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في 14 يوليو 2011م قدرها مليون دولار نصيب كل شاب منهم (1000 دولار)، وشملت المنحة تنظيم حفل زفاف لهم كذلك، ومعروف في اللغة أن (منحة تعني هبة أو عطية وبالمصطلح الدارج: مجاناً، بلا مقابل وبلا مطالبة رد)،
خبر: رئيس الوزراء يعلن إطلاق مشروع “تزويج الشباب” بتمويل مليون دولار
ولكن يبدو أن ما سيدرج تحت بند (مجاني) هو حفل الزفاف فقط.. ذلك أن وزير الشباب والرياضة د. محمد المدهون أعلن قبل أسبوع عن تنظيم حفل عرس الشباب الفلسطيني الجماعي الأول على ملعب فلسطين يوم الخميس 8 مارس لـ 500 شاب فقط، وتم نشر أسماء المقبولين في قرض الزواج على موقع وزارة الشباب والرياضة والثقافة على الرابط الدفعة السادسة من قروض الزواج
قرض وليس منحة!
قرض؟ ألم تكن قبل قليل منحة؟ يبدو أنه وتحت بند العدالة الاجتماعية تحولت تلك العطية من منحة (1000دولار) إلى قرض (2000 دولار) واجب السداد على النحو التالي:
– يتم التسديد من الشهر التالي للحفل، قيمة كل تسديد 100 دولار على مدار 20 شهر
– يجب إحضار الكفلاء شخصياً عند استلام المبلغ
– يجب دفع رسوم 30 شيكل لفتح حساب بالبنك الوطني الإسلامي و50 دولار رسوم معاملة للبنك غير مستردة.
ولزيادة البهجة يُلزم العريس بـ:
شراء بدلة الفرح والحضور بها يوم الحفل.
إحضار خطيبته يوم الحفل لتكون ضمن الحضور.
إجبار 5 من أفراد عائلته على الأقل للحضور.
وفي حال مخالفة أي من البنود بالأعلى لن تحصل على المبلغ.
تلك الشروط هي ما سمعه الشباب بآذانهم أثناء عملية التسجيل، وما صدموا به إذ صرح أحدهم: “نحن كشباب انتظرنا تحت أشعة الشمس على مدار ساعتين وبعد ذلك تفاجئنا بهذه الشروط المهينة، من المسئول عن إصدار هذه الشروط التي تهين الشباب؟”
آخر: “ما شعرته اليوم على ملعب فلسطين هي إهانة بكل المقاييس من الشروط التي وضعت لنا وكأنهم يزيدون فوق العبء أعباء”
وكما يحدث في كل مرة، الحكومة في غزة توقن أن هناك من يتصيد لها الأخطاء، ورغم ذلك تولي أمورها العظام لجهات، كأني أراها معنية بتشويه صورتها وإيجاد مداخل للمغرضين للتهكم على إنجازاتها والتقليل من شأن عطائها، ولا يلام في ذلك أحد بقدر أصحاب القرار والمسئولين في الحكومة، فمن باب أولى إسناد الأمر لأهله للقيام به على وجهه الصحيح، ومن باب سد الذرائع يتوجب عليها أن تتمتع بدرجة عالية من الوضوح والشفافية أمام الشعب في كل ما تقرر وخصوصاً ما يتعلق بالأموال فالناس كمرجل زيت يتلظى.
وليس أدل على ذلك ما توارد من تعليقات واستفسارات تنامت عبر وسائل الإعلام كرد فعل على الخبر ما بين مؤيد ومعارض، ومستلم للأمر الواقع وراضي بما قسم الله، من ضمنها..
هكذا أفضل!
“نظام إقراض الشباب هو أفضل من منحه للشباب، لأن ذلك سيعطي الفرصة لأكثر من شاب أن يستفيد من هذا القرض، بعد تسديده، فهناك دورة مالية تشرف عليها وزارة الشباب، أي أن كل شاب يتقاضى قرض فعليه سداه، والسداد سيكون من نصيب إقراض شباب آخرين.”
“المشكلة في الهبات والمكرمات وغيرها أنها لا يوجد لها سند قانوني ولا يوجد لها معيار متفق عليه بين الناس، ولهذا إذا رضي قوم، سخط آخرون.”
“في مثل يقول لا تطعمني السمك ولكن علمني كيف أصطاد السمك.. احنا ما بدنا فلوس لنتجوز إحنا عايزين مشاريع توظيف وعمل والأهم عدم التحيز أي الواسطة.”
“عهدنا برئيس الوزراء أبو العبد أنه صادق الكلمة وما حدث ربما يكون من اجتهادات طرف آخر لم يفهم تصريح الكلام الذي وعد به رئيس الوزراء.. لكننا على يقين أن أبو العبد بإذن الله سيعيد للأمور نصابها في هذا المجال.”
حكومة أخلفت وصورة شاهت!
“تحويل هذا المليون من منحة إلى قرض يتنافى مع وعد رئيس الوزراء وهو سيؤدي إلى تشويه الحكومة وصورتها ويفقدها مصداقيتها دون وعي أو إدراك، والمطلوب التوجه إلى رئيس الوزراء لوضع حداً لهذا التلاعب والمخالفة”
“المشكلة أن كلام رئيس الوزراء كان واضحًا مليون دولار معونة ودعم للشباب لمساعدتهم على الزواج في ظل حالة الحصار، لكن العقلية التي تقود تعاني من مشكلة بحاجة إلى من يوقفها عند حدود ما وعد به رئيس الوزراء”
“يا عالم هادول منحة أجو مليون منحة مش قرض شو اللي دخلهم لصندوق إقراض الشباب؟ عادي إحنا موافقين لو يطلع هنية يحكي حوّلنا المنحة لقرض لأن هادا لمصلحتكم وقتها بيكون الكلام مختلف”
“إسماعيل هنية والوعود الوردية!”
“هذه منحة وهدية مقدمة من أعلى هيئة في الحكومة وأمام الشهود وعبر وسائل الإعلام والمسلمون عند عهودهم وهذا الوعد يرقى إلى مرتبة العهد”
“يبدو انو في ناس من المتنفذين في الحكومة مش عاجبها الناس تستفيد من شي.. ولا بدها تحسن صورة الحكومة.. ربنا يهديهم أو يريحنا منهم”
“يعني ليش يجبرونا على إحضار الخطيبة والأهل ما هو أكيد كل عريس ح يجيب معه عروسه، و5 من أهله وزيهم من أقاربه وضعفهم من أصدقائه وآخرين من معارفه؟”
“هذه ليست مساعدة أو قرض هذه تحميل جميلة ! شو هالذل هادا؟ هاي مش خدمة للشباب هادا شغل إعلامي بس”
“هادول بدهم يذلونا على 2000 دولار قرض كيف لو كانوا 6000 دينار زي الكويت، كان رهنوا لكل عريس كليته ورئتيه حتى يسددهم”
“يا جماعة يمكن انتو فاهمين غلط أكيد للدكتور محمد المدهون رواية أخرى، يمكن هادا القرض إضافة للمنحة وسيعلن عن ذلك يوم المهرجان كمفاجأة”
“يعني كنا 1000 شاب صرنا 500، كان لكل واحد 1000 دولار منحة صاروا 2000 دولار قرض.. طيب وين راح مليون المنحة؟”
أمر واقع!
“أنا ضمن الذي ينكرون هذا التحويل من منحة إلى قرض ولكن هادا أمر واقع، والشباب بالغالبية سكتوا قالو شي أحسن من البلاش”
“بتوقع يوم الاحتفال راح يفرض أمور غير التي تتحدثون عنها!”
“بالأخير رح يصير الاحتفال، وتطلع ع الفضائيات الصورة زي ما بدهم، والناس مبسوطة وأم العريس تزغرد، والحكومة عملت اللي عليها والاحتفال مهيب شارك فيه الآلاف، وأدخل البهجة لعامة الشعب، وعاشوا في سبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات”
“يعني بدك ياني مثلاً ما أروح الحفل لا أنا ولا الشباب؟”
“المثل بيقول: العروسة للعريس والجري للمتاعيس اللي بده يجي بيكسبها والحردان ولا حدا راح يدور عليه.. عادي تعودنا يا حج”
ويبقى السؤال:
متى سيقف أحدهم ليعلنها: “يا حكومة التغيير والإصلاح.. (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)؟”
للأسف لقد باتت الأخطاء كبيرة التي تقترفها الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ..
حكومة التغيير والإصلاح التي كانت قد وعدتنا دوماً بالتغيير على الطريقة الإسلامية وعلى الشريعة والسنة
لكن اليوم نرى الآلاف في قطاع غزة في الشوارع , وفي السيارات وفي كل الطرقات ينعتون الحكومة بالعديد من الألفاظ وأصبح الجميع معارض
أتمنى من الله أن يصلح الحال ……….
تحياتي
المقداد
إن ما فعلته حـماس و في سنين مضت ،، تدمره الحكومة في أيام ::
حكومة غـزة أصبحت حوكمة جباية فقط لا أكثر
أخي خالد ،، هل تسمح بنقل الموضوع كاملاً الى مدونتي مع ذكر المصدر ؟
حتي مليون بكفوش أصلا
ومبالك قرض كمان
يهتمو بتشغيل الشباب أولى وبعدين بيتجوزو براحتهم
وبعدين 100 دولار كل شهر على 20 شهر يعني طبيعيا حيكونو زايدين نفرين
متى سيقف أحدهم ليعلنها: “يا حكومة التغيير والإصلاح.. (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)؟”
هذه لوحدها تكفي
مشكور أبو الخل .. أبدعت